سوريا: الجيش السورى تكثف هجماتها على آخر معقل للمعارضة في الشمال الغربي

قال معارضون ورجال إنقاذ وسكان يوم الأربعاء إن القوات الحكومية السورية قصفت بدعم من طائرات روسية بلدات تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا في أشد ضربات توجهها منذ أسابيع لآخر معقل للمعارضة في البلاد.

وصارت المعارضة السورية، التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد منذ ثمانية أعوام، محاصرة إلى حد بعيد داخل جيب بشمال غرب البلاد قرب الحدود مع تركيا.

ويعيش داخل هذا الجيب حاليا نحو أربعة ملايين شخص منهم مئات الآلاف من معارضي الأسد الذين فروا إلى هناك من أنحاء أخرى في سوريا.

والجيب خاضع للحماية بموجب اتفاق لخفض التصعيد توصلت إليه العام الماضي روسيا، حليفة الأسد الرئيسية، وإيران وتركيا، التي سبق لها دعم المعارضة وأرسلت قوات لمراقبة الهدنة.

وقال سكان إن مدينة إدلب تعرضت لما لا يقل عن 12 ضربة جوية شملت أهدافها سجنا للمدنيين على مشارف المدينة مما أسفر عن فرار عشرات السجناء.

 وأودت الضربات بحياة عشرة مدنيين على الأقل وأسفرت عن إصابة 45.وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت بالتنسيق مع تركيا ضربات لإدلب مستهدفة مستودعات للطائرات المسيرة والأسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام وقالت إن هذه الجماعة كانت تخطط لشن هجوم على قاعدة جوية روسية رئيسية قرب ساحل البحر المتوسط.

وتوعدت هيئة تحرير الشام بالانتقام قائلة إنها ألقت القبض على معظم السجناء الذين فروا مشيرة إلى أن من بينهم أعضاء خلية تعمل لحساب المخابرات الروسية زعمت أنهم وراء تفجيرات شهدتها مدينة إدلب الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 17 مدنيا وإصابة العشرات.

وأضافت في بيان ”ونذكر أهلنا الكرام في المناطق المحررة بأمر طالما عرفوه وخبروه بأنه لا حل مع المحتل الروسي والأسدي والميليشيات الإيرانية إلا المواجهة.. والمواجهة فقط“.

وتمكن السكان الذين يعيشون على امتداد المنطقة الحدودية مع تركيا من سماع الدوي العنيف للضربات الجوية ليل‭ ‬الأربعاء في رقعة شاسعة من الأرض تمتد من مناطق تسيطر عليها المعارضة قرب محافظة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط والخاضعة لسيطرة الحكومة إلى مدينة إدلب شرقا ثم مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة أيضا في شمال حماة.

وقال إبراهيم الشيخ، وهو من بلدة أطمة وله خمسة أبناء، ”حرقوا الأرض. أصوات الانفجارات مسموعة بكل وضوح“.

ونقل الشيخ عن أقارب له قولهم إن هذا هو أشد قصف منذ بدء التصعيد قبل أسبوعين.ويتزامن التصعيد في شمال غرب سوريا مع شن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، هجوما منفصلا على آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في أقصى شرق البلاد، مما أوجد نقاط تحول على جبهتين رئيسيتين كبريين في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطراف.