تقرير: ماذا حدث فى هجمات مومباى الداميه 2008 ؟

تمر علينا الذكرى ال12 لهجمات مومباي في يوم ال26 من شهر نوفمبر عام 2008م حيث تعرضت دولة الهند وبالخصوص مدينة مومباي ثاني اهم مدينة هندية وهي العاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الهند لأبشع هجمة إرهابية في تاريخ البلدة وفي تاريخ دولة الهند كليا وقد اعتبرها الهنود انها " 11 سبتمبر الهند " حيث استهدف هذا الهجوم اهداف مدنية وسياحية وحيوية مخلفة 195 قتيل ومئات الجرحى منهم 15 شرطي من قوى الامن العام و2 من القوات الخاصة التابعة للحرس الوطني الهندي NSG .


بعد وصول المجموعة الإرهابية والمكونة من 10 أشخاص بقيادة إسماعيل خان في احدى المناطق على سواحل مومباي على احدى قوارب الصيد الهندية بعد ان تم اختطافها وقتل من عليها من صيادين هنود قادمين من كراتشي في باكستان في رحلة استغرقت 38 ساعة تحت غياب أنظار البحرية والسلطات الهندية .


 بعد وصولهم الى نقطة الساحل وذلك على متن قارب مطاطي بعد ان تركوا مركب الصيد قبل الوصول الى منطقة الرسو لدواعي أمنية للمجموعة الإرهابية ، وزعت المجموعة نفسها إلى أربعة مجموعات لاهداف مختلفة وكانت كالآتي : 
المجموعة الأولى : المكونة من قائد المجموعة الإرهابية إسماعيل خان والبالغ من العمر 25 عام وأجمل قصاب والبالغ من العمر 21 عام حيث توجهوا بسيارة أجرة نحو محطة قطار تشاتراباتي شيفاجي الرئيسية في مومباي .
المجموعة الثانية : المكونة من فهد الله والبالغ من العمر 24 عام و محمد ألطف 25 عام توجهوا بسيارة أجرة أيضا نحو فندق الأوبروي . 
المجموعة الثالثة : المكونة من بابار عمران والبالغ من العمر 25 عام وناصر والملقب بأبو عمر حيث توجهوا هم أيضا إلى المجمع اليهودي السكني وخصوصا مبنى ناريمان هاوس والذي يقطن فيه حاخام واسرة أمريكية . 
المجموعة الرابعة : المكونة من 4 أشخاص نذير والملقب بأبو عمر وشعيب والملقب بأبو صهيب ويبلغ من العمر 18 عام وهو أصغر أفراد المجموعة الإرهابية وجافيد والملقب بأبو علي وأخيرا حافظ ارشاد والبالغ من العمر 25 عام إنطلقوا نحو منطقة كوبالا والتي تقع فيها عدد من الأهداف المطلوب استهدافها وهي مقهى ومطعم ليوبولد السياحي وقسم شرطة كوبالا وأخيرا فندق تاج محل حيث انقسمت المجموعة إلى فريقين فريق يتجه نحو فندق تاج محل وفريق نحو مطعم ليوبولد وقسم الشرطة بحيث يستقبل فريق تاج محل ضحايا مطعم ليوبولد الهاربين نحو تاج محل وينسجموا مع المدنيين اللاجئين بداخل فندق تاج محل ومن ثم ينسجم معهم فريق مطعم ليوبولد ليكونوا جميعا بداخل فندق تاج محل  .


• تسلح كل فرد من المجموعات الأربعة ببنادق كلاشنكوف بدبشك قابل للطي مزودة بخزنة مزدوجة لسرعة تلقيم الذخيرة عند إنتهاء الخزنة الأولى وحقائب مليئة بذخائر الكلاشنكوف مع قنابل يدوية وعبوات ناسفة موقوته جاهزة لإستخدام بالإضافة إلى وجود مادة RDX لتصنيع المتفجرات في حالة إنتهاء مخزون العبوات الناسفة مع المجموعة الإرهابية وعدد من أجهزة الاتصال عبر القمر الصناعي ، بالإضافة إلى أن كل فرد من المجموعات الإرهابية لديه كمية من المنشطات والزبيب واللوز لضمان بقاءهم أثناء عمليات الحصار . 


الهجوم الأول :  بعد ان وصل إسماعيل خان وأجمل قصاب إلى محطة قطارات تشاتراباتي شيفاجي زرعوا قبل مغادرتهم في سيارة الأجرة عبوة ناسفة موقوته ودخلوا المحطة بشكل طبيعي وجهزوا أنفسهم بإخراج البنادق والذخائر والقنابل في دورات المياه وفي الساعة 21:30 مساء قام أجمل قصاب وإسماعيل خان بالخروج وإطلاق الاعيرة النارية بشكل عشوائي ورمي القنابل اليدوية مستهدفين كل الموجودين في المحطة من مسافرين ورجال أمن وإستغرق الهجوم الأول في محطة القطار ساعة وربع قتل فيها 58 مدني وأصيب 104 آخرين كما قتل 8 ضباط وجنود من قوة أمن وحماية السكة الحديد ، غادر إسماعيل خان وأجمل قصاب محطة القطار مشيا على الاقدام متوجهين إلى مستشفى كاما للنساء والأطفال معتقدين بأن مزيد من الجرحى تم نقلهم إلى هناك ليتم الفتك بهم  ، وصل إسماعيل خان واجمل قصاب إلى بوابة مستشفى كاما حيث تم إغلاق أضواء المستشفى وعزل المرضى لتأمينهم بواسطة الطاقم الطبي وذلك بعد رؤيتهم للمسلحين حيث دخلوا إلى المستشفى واستهدفوا حارس الامن وطبيب ومريض وفي غضون ذلك تم محاصرة المستشفى من قبل فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة مومباي وذلك بقيادة المفتش العام وقائد فرقة مكافحة الإرهاب في مومباي هيمانت كاركاري وذلك بعد تعقبهم بعد خروجهم من محطة القطار، حيث اشتبكت المجموعة الإرهابية المتحصنه بداخل المستشفى مع القوة الأمنية المتواجده على بوابة المستشفى ، مما أدى إلى مقتل المفتش العام قائد قوات مكافة الإرهاب هيمانت كاركاري مع عدد من افراده وذلك أثناء محاولته إقتحام مستشفى كاما حيث قتل بقنبلة يدوية ألقيت قبل هرب المجموعة الإرهابية . 


بعد ان نجح إسماعيل خان وأجمل قصاب في الخروج من مستشفى كاما بعد إشتباكهم بقوة مكافحة الإرهاب ومقتل قائدها شعروا بقدوم دورية تابعة لشرطة مومباي حيث كمنوا لها لإستهدافها وسرقتها وبمجرد اقتراب الدورية من المسلحين بادروا بإغراقها بوابل من الرصاص قضى على من بداخلها فورا حيث تبين ان من بداخل هذه الدورية نائب المفتش العام لشرطة مومباي أشوك كامتي و نائب مدير شرطة مومباي فيجاي سالاسكار وكبير المفتشين شاشانك شيندي وعدد من الجنود حيث تم إنزال جثثهم وسرقة الدورية وساروا بها إسماعيل خان وأجمل قصاب مستهدفين من خلالها كل من يعترضهم او يقابلهم حيث تم الاعتداء على مترو سينما وهي إحدى دور العرض الرئيسية في مدينة مومباي كما تم إستهداف مركز شرطة أثناء مرور الدورية المسروقة من أمامها وبعد ذلك توقف إسماعيل خان وأجمل قصاب ليستبدلوا الدورية المسروقة بسيارة مدنية أخرى يتم سرقتها وقد كان ومن سوء حظهم ان في مؤخرة الدورية كان يوجد جندي مصاب إثر الاعتداء الأول على الدورية كان مازال صامدا وأبلغ السلطات بنوع السيارة المدنية الذي تم سرقتها ليتم التعميم بمواصفاتها لايقافها.


 الهجوم الثاني : وفي نفس الوقت وفي الساعة 21:30 مساء هاجمت المجموعة الرابعة مطعم ومقهى ليوبولد السياحي الشهير في منطقة كوبالا حيث بدأ الهجوم بإطلاق الاعيرة النارية على المدنيين بداخل وخارج المطعم مع رمي بعض من القنابل اليدوية في واجهة المطعم وبعد ان تم الانتهاء من الهجوم على المطعم غادرت المجموعة الإرهابية نحو قسم شرطة كوبالا حيث كانت على مقربة من مطعم ليوبولد ورغم التفوق العددي والنيراني الموجود في قسم الشرطة إلا ان أفراد الامن لم يبادلوا المجموعة الإرهابية النار واكتفوا بإغلاق بوابات قسم الشرطة وإطفاء الانوار واستغرق هذا الهجوم 18 دقيقة  ، مما عزز من استمرارية المجموعة الإرهابية في اقتحام فندق قصر تاج محل حيث دخل المسلحون الأربعة في وسط الهاربين اللاجئين الذي كانوا ضحايا مطعم ليوبولد ومحيط قسم شرطة كوبالا دخلوا في وسط من لجأ من المدنيين إلى فندق تاج محل وبعد ان دخلوا إلى قاعة الاستقبال  تم فتح النيران تجاه المدنيين مع رمي القنابل اليدوية وانتقل المسلحين الأربعة نحو الأدوار العلوية محاولين اقتحام جميع الغرف وذلك بحثا عن الأجانب خاصة من الجنسيات الامريكية والبريطانية ليتم إحتجازهم كرهائن و قتل من يحاول المقاومة .


الهجوم الثالث : وفي نفس التوقيتات قامت المجموعة الثانية بمهاجمة فندق الاوبروي بنفس نمط هجوم فندق تاج محل حيث تم استهداف المدنيين برصاصات الكلاشنكوف مع استخدام القنابل اليدوية بالإضافة إلى الصعود إلى الأدوار العلوية واحتجاز مزيد من الرهائن .


الهجوم الرابع : قامت المجموعة الثالثة بمهاجمة المجمع السكني اليهودي حيث قام بابارعمران وناصر الملقب بأبو عمر بإستهداف مبنى ناريمان هاوس السكني والذي يقطن فيه حاخام وأسرة أمريكية حيث تم قتل الحاخام وإحتجاز الاسرة الامريكية . 


مع نهاية يوم ال26 نوفمبر ما بين الساعة 22:20 – 22:40 مساء انفجرت 3 سيارات أجرة في أنحاء مختلفة في مدينة مومباي حيث زرعت بقنابل موقوتة بواسطة المجموعات المسلحة بعد ان أوصلتهم إلى أهدافهم وذلك في خطوة لتشتيت الأجهزة الأمنية وإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية في أماكن متفرقة ، كان نتيجة هذه الانفجارات مقتل شخص وإصابة 15 آخرين . 


وبعد نجاح المجموعات الأربعة في استهداف أهدافها وتحصنهم بداخل الأبنية ( فندق تاج محل – فندق الاوبروي – مبنى ناريمان هاوس في المجمع اليهودي ) تم إستكمال فرض الطوق الأمني حول هذه الأماكن المستهدفة بواسطة قوات أمن مومباي وذلك بعد إنتصاف الليل وبداية يوم ال27 نوفمبر 2008م حيث بدأت قوات الامن في عزل محيط الأماكن المستهدفة ومنع دخول أي شخص في محيط مسرح العمليات مع السماح بدخول وخروج سيارات الإسعاف والدفاع المدني حيث نشبت الحرائق في الأدوار السفلية من فندق تاج محل بالإضافة إلى البدء في عمليات الاخلاء من خلال نوافذ الطوابق السفلية بواسطة سلالم سيارات إدارة مطافئ مومباي بالإضافة إلى تأمين إخلاء المدنيين من البوابة الرئيسية حيث أصبح موقع الإرهابيين حسب أقوال بعض من الشهود في الأدوار العلوية منشغلين بإحتجاز الرهائن والاشتباك مع أي محاولات للتصدي من المدنيين او من قوى الامن . 


بعد فشل الأجهزة الأمنية في احتواء الموقف العملياتي والسيطرة على الاعمال الإرهابية التي قام بها إسماعيل خان وفريقه المكون من 9 أشخاص فيما مجموعه 10 افراد بقلب كيان مدينة مومباي رأس على عقب والهجوم على عدد من المناطق في أوقات محسوبة مما اربك جميع الحسابات للأجهزة الأمنية وقوات الطوارئ ، تم فرض حالة الطوارئ العامة وتم انتشار الجيش الهندي على نطاق واسع من مدينة مومباي لتأمين المناطق الحيوية من إدارات حكومية ومقرات أمنية كما تم تأمين مطار مومباي الدولي وتم استدعاء قوات الكوماندوز البحري لدعم قوات الجيش والامن العام في عمليات التدابير الوقائية لفرض السلم ودعم عمليات الحصار وذلك على مدار يومي 27 – 28 نوفمبر 2008م . 


قامت محاولات فاشلة بواسطة إدارة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة مومباي بعمليات إقتحام فاشلة لفندقي تاج محل والاوبروي على مدار يومين في محاولة لتحرير الرهائن والقبض على الجناة ولكن باءت هذه المحاولات بالفشل . 


بداية إستهداف المسلحين : 
تلقت قوات أمن مومباي بلاغا في الساعة 22:00 مساء من يوم 26 نوفمبر بمواصفات السيارة المسروقة من قبل إسماعيل خان ورفيقه أجمل قصاب ووجهتهم بواسطة جندي جريح من قوى الامن كان على متن الدورية المستهدفة المختطفة ، تم إغلاق الشوارع الرئيسية بواسطة حواجز أمنية تابعة لشرطة مومباي لتضيق الخناق حول الهاربين حيث تم رصد السيارة المسروقة المبلغ عنها في الساعات الأولى من فجر يوم 27 نوفمبر والذي وجد بداخلها إسماعيل خان وأجمل قصاب المسؤولين عن هجمات محطة القطار الرئيسية ومستشفى كاما ومترو سينما ، وذلك على إحدى الطرق الرئيسية على ساحل مدينة مومباي " Marine Drive " حيث توقفت السيارة المسروقة من طراز Škoda Octavia Mk1 أمام إحدى الحواجز الأمنية على بعد 50 قدم وحاولت الاستدارة بعد ابلاغها بالتوقف وخروج من فيها عدة مرات إلا أنها لم تستجب مما أستدعى افراد الحاجز لإطلاق النيران فورا مما أدى إلى إصابة قائد المجموعة الإرهابية إسماعيل خان إصابة قاتلة وإصابة أجمل قصاب بجروح ، اقترب أفراد الامن من السيارة المستهدفة وذلك بقيادة مساعد مفتش الشرطة  توكارام أومبل حيث بادر المفتش بفتح باب السيارة المستهدفة للتأكد من حالة المسلحين حيث وجد المفتش الارهابي إسماعيل خان مصاب بإصابة مباشرة أودت بحياته وأجمل قصاب يدعي الموت إلا انه اكتشف ان اجمل قصاب يتنفس فبادر المفتش توكارام بإلامساك بأجمل قصاب بيديه العاريتين فبادرأجمل قصاب بإستهداف المفتش ب5 طلقات مباشرة نحو معدته مما أدى إلى مقتله أثناء طريقه نحو المستشفى لمحاولة إنقاذه ، وتم إخراج أجمل قصاب من السيارة بالقوة وضربه بالهراوات وسحب السلاح من يده حيث تم إيداعه إحدى المستشفيات العامة تحت الحراسة المشددة بعد ذلك . 


وقبل بلوغ صباح يوم 28 نوفمبر قامت قوات الكوماندوز التابعة لقوات الحرس الوطني الهندي NSG بالتحرك من مواقعها ومعسكراتها في نيودلهي نحو مدينة مومباي وتم أخذ التدابير اللازمة وتحديد مواقع تمركز الإرهابيين وتم وضع الخطط اللازمة لتحديد الأهداف مع وضع الحسبان لتحرير الرهائن وتم وضع خطة قتالية باسم " Operation Black Tornado " " عملية الاعصار الأسود " تقتضي بالهجوم على فندقين تاج محل والاوبروي وتطهيرهم من المجموعات الإرهابية مع الحفاظ على حياة وتحرير الرهائن بالإضافة إلى حصار وتحرير " ناريمان هاوس " وهي احدى العمارات السكنية في الحي اليهودي والذي تمركز فيه فردين من مجموعة إسماعيل خان .


عملية الإعصار الأسود : 28 - 29 نوفمبر 2008م 
قامت قوات التدخل السريع التابعة لجهاز الامن العام في مدينة مومباي بإخلاء مسرح العمليات من الصحافة والحشود لتأمين سير العملية بالإضافة إلى تغطية القوات الخاصة البحرية الهندية مسرح العمليات قبل غارة القوات الخاصة التابعة للحرس الوطني NSG ، وفي صباح يوم 28 نوفمبر في الساعة 9 صباحا قامت القوات الخاصة التابعة للحرس الوطني الهندي بأول عملية إبرار جوي بمروحية MI-17 فوق مبنى "ناريمان هاوس" تحت غطاء عناصر القناصة في الأبنية المجاورة في الحي اليهودي في مومباي معلنة بذلك بداية عملية الاعصار الأسود لمواجهة الإرهاب بقوات الكوماندوز بعد فشل الشرطة المحلية في مومباي ، إنتهى الابرار بتصفية فردين مسلحين وهما بابار عمران والبالغ من العمر 25 عام وناصر والملقب بأبو عمر والبالغ من العمر 28عام كانوا متحصنين بمبنى "ناريمان هاوس" وتم تأمين الرهائن وإخلاءهم حيث بلغ عددهم 60 شخص مكونين من 12 اسرة كما قتل في هذه العملية قائد سرية الاقتحام الرقيب مظلي جاجندر سينغ بيشت متأثرا بجراحه وذلك أثناء إقتحامه لمبنى ناريمان هاوس حيث أصيب بقنبلة يدوية وعدد من الطلقات حيث قاوم لأجل عدم إفشال عملية الاقتحام مما قلص فرصة نجاة المجموعة المسلحة المتحصنة مما أدى إلى القضاء عليهم ، كان السبب الذي عرض قوات الاقتحام إلى نيران شديدة أدت إلى وفاة قائدها هو بث عملية الاقتحام على الهوا مباشرة مما أدى إلى فقدان عنصر المفاجأة وإعطاء فرصة للمسلحين بتجهيز أنفسهم للمواجهة . 


وفي نفس التوقيت تم قطع الكهرباء والماء عن فندقي تاج محل والأوبروي تمهيدا للبدء بعملية الهجوم ولضمان السرية التامة لتحركات القوات المقتحمة عن عدسات الصحافة المباشرة والذي كانت سلاح يستخدمه المسلحين لرصد التحركات الخارجية للقوى الأمنية المحاصرة للفندقين حيث بدأت عمليات الاقتحام بالقيام بعمليات إبرار جوي بواسطة مروحيات MI-17 على اسطح فندق تاج محل والاوبروي بتكتيك الهجوم من الأعلى إلى أسفل والقتال من غرفة إلى غرفة ومبنى إلى مبنى مع الاقتحام من خلال البوابات الرئيسية تحت غطاء القنابل الدخانية حيث تم عمل كماشة سفلية علوية للمسلحين وتم إتباع نفس التكتيك في مبنى ناريمان هاوس في المجمع اليهودي . 


فندق تاج محل : 
اشتبكت القوات الخاصة التابعة للحرس الوطني الهندي مع المسلحين الأربعة خلال يومي 28 – 29 نوفمبر وذلك أثناء عمليات إخلاء الرهائن المحتجزين حيث أدى خلال هذه الاشتباكات إلى مقتل الرائد سانديب أونيكريشنان قائد سرية الاقتحام 51 وذلك بعد إنقاذ زميله سونيل كومار الذي أصيب بطلقات في أقدامه عند إقتحامه إحدى الغرف في الطابق الثالث لتحرير من بداخلها من محتجزين حيث تعامل الرائد سانديب مع مصدر النيران وأصيب في ظهره من أحد المسلحين الذي انسحبوا نحو الطوابق العليا ، نجح الرائد سانديب وفريقه من إخلاء 14 رهينة . 


عندما تم الضغط على العناصر المسلحة بإستخدام القنابل الدخانية والقنابل الهجومية بدأ المسلحين في عمليات حرق واسعة في أرجاء فندق تاج محل مما أدى إلى الإسراع في عملية التخلص من العناصر المسلحة بعد إلتهاءهم في عمليات الحرق وترك المقاومة والسيطرة على الرهائن وذلك في صباح يوم 29 نوفمبر في الساعة 8 صباحا حيث تم إخلاء المحتجزين والتعرف على المسلحين الأربعة بعد القضاء عليهم وتم تحرير 300 محتجز من فندق تاج محل . 


فندق الاوبروي : 
لم تختلف عملية الهجوم في فندق الاوبروي عن ما حدث في تاج محل حيث اتبعت قوات الاقتحام التابعة للقوات الخاصة للحرس الوطني الهندي نفس التكتيك السابق بالهجوم من أعلى إلى اسفل مع تطهير الطوابق والغرف حيث تم القضاء على المسلحين فهد الله والبالغ من العمر 24 عام ومحمد ألطف البالغ من العمر 25 عام وتحرير 250 محتجز . 


عندما تم القبض على أجمل قصاب البالغ من العمر 21 عام وهو أحد أفراد المجموعة الإرهابية والمكونة من 9 أشخاص وهو عاشرهم بعد محاولته الهروب برفقة قائده إسماعيل خان ومقتله وإصابة أجمل قصاب ، تم إيداعه إحدى المستشفيات العمومية تحت حراسة مشددة من قبل قوات الامن العام والكوماندوز التابع للحرس الوطني الهندي NSG فيما بعد ، تم بداية التحقيقات الاولية معه اثناء تلقيه العلاج تحت كاميرات الصحافة والصحفيين الذين كانوا حاضرين التحقيقات الاولية وأسفرت التحقيقات الاولية بمعرفة السلطات الهندية إنتماء هذه المجموعة الإرهابية وكيف كان خط سيرهم بداية من سواحل كراتشي الباكستانية وصولا الى إحدى سواحل مومباي ومن ثم توزيع الافراد حسب الاهداف وطرق التواصل بين المجموعات عن طريق هاتف متصل بالأقمار الصناعية وهل اذا كان يوجد المزيد من الخطط لإستهداف الدولة الهندية عن طريق المزيد من المقاتلين او الخلايا النائمة داخل الدولة الهندية ، وبعد ان تلقى العلاج في إحدى مستشفيات مومباي تم نقله إلى إحدى مراكز التحقيق التابعة لوزارة الداخلية الهندية لإستكمال التحقيقات معه تمهيدا لمحاكمته وإستمرت التحقيقات والمحاكمات إلى ان تم إصدار قرار نهائي وأخير بإعدام الناجي الوحيد أجمل قصاب والبالغ من العمر 25 عاما بالحكم عليه بالاعدام شنقا ونفذ ذلك الحكم في يوم 21 نوفمبر 2012م قبل 5 أيام من حلول الذكرى الرابعة لهجمات مومباي 2008م ، جاء الإعدام بعد أن رفض الرئيس الهندي براناب مخرجي التماساً للرأفة من قصاب الذي يبلغ من العمر 25 سنة، في خطوة أسدلت الستار على عملية قضائية طويلة.


بمجرد انتشار خبر الإعدام، توالت ردود الأفعال على الإنترنت بسرعة وبغضب. كما أشعلت الأخبار أيضاً النقاش حول عقوبة الإعدام في الهند وما إذا كانت تردع أو تحرض على الهجمات الإرهابية في المستقبل.


هددت على الفور جماعة عسكر طيبة، الجماعة التي نالت شهرة كبيرة بعد هجمات مومباي بمزيد من الهجمات. كما توعدت حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة أهداف هندية.
     
ديفيد هيدلي ..
ولد ديفيد في واشنطن العاصمة عام 1960 لأب باكستاني وأم أمريكية ووالده كان دبلوماسي في السفارة الباكستانية في واشنطن غادر مع والده ووالدته إلى لاهور حيث أستقر هناك لفترة الى ان انفصلا والداه حيث عادت والدته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولحق بها في وقت سابق ، في عام 1988م تم القبض على ديفيد هيدلي في فيلادلفيا بتهمة التجارة في المخدرات وبعد ذلك تم تجنيده في إدارة مكافحة المخدرات DEA ك " عميل " وتم ارساله إلى مكتب ادارة مكافحة المخدرات في الممثلية الأمريكية في باكستان في التسعينات ومع بداية الألفية الجديدة إنضم ديفيد إلى منظمة لاشكار طيبة الباكستانية وبدأ الإنخراط في التدريبات في معسكر خاص بالتنظيم في 2002م وبعد ذلك تم إختياره كي يكون أحد أفراد الإستطلاع الخاص حيث سافر إلى الولايات المتحدة ومنها إلى مدينة مومباي الهندية وأستلمه أحد عملاء المخابرات الباكستانية حيث صور جميع الاهداف المطلوب مهاجمتها في مومباي وخطوط سيرهم والنقاط الأمنية في كل منشأة وبعد ذلك عاد إلى لاهور وسلم جميع ما تم تصويره وتسجيلة إلى إسماعيل خان وجماعته حيث جهزهم بكل ما يحتاجون من وثائق شخصية وصور لاهداف وتابع تحركاتهم من خلال وسائل الاعلام المحلية أثناء الهجمات حيث تواصل مع المهاجمين وتابع تحركاتهم عن طريق هاتف متصل بالقمر الصناعي حيث تتبعت مصدره جهاز البحث والتحليل الهندي  .( جهاز الاستخبارات الهندية ) ، وبعد الهجوم وفي عام 2009م تم القبض عليه بواسطة المباحث الفيدرالية FBI وتم أخذ جميع الاعترافات الخاصة به وعلاقته بتنظيم لاشكار طيبة وتعاونه مع الاستخبارات الباكستانية كما طالبت السلطات الهندية تسليمه ولكن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية وإستضافت فريق التحقيق الهندي في محبسه لأخذ أقواله وجميع المعلومات المطلوبة ، حكم على ديفيد هيدلي بالسجن 35 عام لقيامه بالضلوع في عملية إرهابية أودت بحياة المئات .

ما بعد أحداث مومباي الدامية 26 – 29 نوفمبر 2008م : 
لم تمر هذه الاحداث مرور الكرام بالنسبة للحكومة الهندية حيث تم القيام بعدد من الإجراءات السياسية والأمنية بأوامر مباشرة من رئاسة الوزراء الهندية وكانت كالآتي : 
الإجراءات الأمنية والعسكرية : 
1- قامت ولاية ماهاراشترا بالقيام بشراء عدد من لنشات الدوريات الساحلية والطائرات المروحية وذلك لتدعيم السيطرة الساحلية في منطقة ماهاراشترا المتاخمة للحدود الهندية الباكستانية وذلك لحكم القبضة الأمنية من الاختراقات المعادية والسيطرة على العمليات الغير مشروعة بتجارة المخدرات وتهريب البشر وتجارة المخدرات . 
2- رفع كفاءة جهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الداخلية وذلك بالقيام بمشاريع تدريبية بمشاركة دول صديقة، .  ( ألمانيا – الكيان الصهيوني ) بالإضافة إلى رفع كفاءة المعدات العسكرية الخاصة بوزارتي الداخلية وجهاز الحرس الوطني والقوات الخاصة التابع له بالإضافة إلى النظر في توزيع المقرات العسكرية التابعة للحرس الوطني في كافة أرجاء القُطر الهندي لتسهيل وصول القوات إلى أهدافها وربطها بشبكات اتصال مع الأجهزة الأمنية والسيادية في جميع المدن الرئيسية والهامة . 
3- استبدال البنادق القديمة ببنادق حديثة لمنسوبي وزارة الداخلية وتأمين سلامة الافراد . 
4- بناء أنظمة أمنية في المنشآت العامة مثل الفنادق ومحطات القطارات تحت إشراف الامن العام وأمن المواصلات . 
5- إنشاء جهاز أمني يوازي جهاز المباحث الفدرالية الأمريكية لتوحيد الجهود الأمنية في القضايا المتعلقة بالإرهاب والجريمة المنظمة .
6- انتشار الوحدات العسكرية الهندية على طول الحدود الهندية – الباكستانية استعدادا لاستهداف معسكرات يعتقد انها تابعة لمنظمات إرهابية باكستانية لها علاقة بمنفذي هجمات مومباي مما دعى الى ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية برحلات مكوكية من قبل وزيرة الخارجية الامريكية بالضغط على الحكومة الباكستانية بالتعاون مع الحكومة الهندية في التحقيقيات الجارية تجنبا لوقوع حرب محتملة وذلك بتسليم المتورطين الباكستانيين وتبادل المعلومات بين وزارتي الداخلية الهندية والباكستانية في ما يتعلق بالمتورطين . 
7- منع وتحجيم استخدام هواتف المتصلة بالأقمار الصناعية . 
8- التعاون الهندي – الأنجلو أمريكي في مشاركة الجهود الأمنية لارتقاء بالمستوى الأمني في عمليات مكافحة الإرهاب الداخلية والإقليمية . 
9- التشديد على إجراءات التأشيرة وأمن الاتصالات .