السعودية: عرض الخسائر على وسائل الإعلام وإيران تتوعد بالرد إذا هوجمت

وتعتبر المملكة هجمات 14 سبتمبر أيلول على منشأتي خريص وبقيق، وهي أسوأ هجمات تستهدف البنية التحتية للنفط في الخليج منذ أضرم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين النار في حقول نفطية كويتية عام 1991، اختبارا للإرادة العالمية للحفاظ على النظام الدولي.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض يوم الجمعة إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على البنك الوطني الإيراني بسبب الهجمات. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن البنك هو آخر مصدر أموال لطهران.

وردا على سؤال عن احتمالات الرد العسكري على إيران قال ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة دائما وإن توجيه ضربة عسكرية سيظل على الدوام خيارا مطروحا.

وتنفي إيران ضلوعها في الهجوم الذي أدى في البداية إلى خفض إنتاج أكبر مُصدر للنفط في العالم إلى النصف. وأعلنت حركة الحوثي اليمنية المسؤولية. ويقاتل الحوثيون المتحالفون مع إيران تحالفا تقوده السعودية في الصراع الدائر منذ أربع سنوات في اليمن.

وفي بقيق، وهي أحد أكبر معامل معالجة النفط في العالم، شاهد مراسلون برجا للتثبيت متفحما ومتشققا. وقال خالد البريك نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية لدى أرامكو السعودية إن الأضرار التي لحقت بذلك البرج تستلزم استبداله.

وأضاف أن الهجوم على بقيق ألحق أضرارا بخمسة عشر برجا ومنشأة لكن الموقع سيعود لقدرته الإنتاجية الكاملة بنهاية سبتمبر أيلول.

وفي منشأة خريص إلى الغرب، التي تقول وزارة الدفاع السعودية إنها أصيبت بأربعة صواريخ، شاهد مراسلو رويترز أعمال إصلاح جارية ورافعات أقيمت حول عمودي تثبيت محترقين، يشكلان جزءا من وحدات لفصل الغاز عن النفط، وأنابيب منصهرة.

وقال فهد عبد الكريم المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط لدى شركة أرامكو للصحفيين خلال الجولة ”نحن على ثقة من أننا سنعود إلى الإنتاج الكامل قبل الهجوم (على خريص) بحلول نهاية سبتمبر“.

* حطام
تحرك عمال يرتدون سترات حمراء وخوذات بيضاء في أنحاء الموقع وهو مجمع كبير بحجم عدة ملاعب لكرة القدم يضم هياكل مترابطة من الأنابيب والأبراج.

وكانت هناك كومة من الحطام المتفحم على الأرض. وقال مسؤول تنفيذي إن الركام المحترق كان يغطى جزءا كبيرا من الأرض ولكن الآن لم يتبق سوى كومة صغيرة.

وعمق الهجوم صراعا ممتدا منذ أعوام بين السعودية وإيران اللتين تتصارعان علي النفوذ في عدة نقاط ساخنة في الشرق الأوسط.

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير يوم الخميس إن الهجمات ”امتداد لسياسات إيران التخريبية والعدوانية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويتخذ موقفا صارما تجاه سلوكيات إيران الإجرامية“.

وحذرت إيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة من الانجرار إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط وقالت إنها ستقابل أي عمل عدائي برد ساحق.

نظمت السعودية جولة لوسائل الإعلام يوم الجمعة لتفقد منشأتي نفط تعرضتا لهجمات ألقت واشنطن والرياض باللوم فيها على إيران، حيث ظهرت أنابيب منصهرة ومعدات محترقة، في الوقت الذي تعهدت فيه طهران برد واسع النطاق إذا تسبب التوتر الناجم عن الهجمات في أعمال قتالية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن يحيي رحيم صفوي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني قوله يوم الجمعة ”إذا فكر الأمريكيون في أي مؤامرات فسترد الأمة الإيرانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي“.

* تحالف
حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله السعودية يوم الجمعة من الرهان على حرب ضد إيران قائلا إن الجمهورية الإسلامية ستدمر المملكة، وحث الرياض والإمارات على وقف الحرب في اليمن بدلا من شراء المزيد من وسائل الدفاع الجوي.

وقال نصر الله في كلمة نقلها التلفزيون ”الحرب على إيران ليس رهانا لأنهم سيدمرونكم...أنتم بيتكم من زجاج واقتصادكم من زجاج مثل المدن الزجاجية في الإمارات“.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن ترامب، الذي أمر بفرض مزيد من العقوبات على إيران، يريد حلا سلميا للأزمة. ووصف بومبيو الهجوم بأنه عمل من أعمال الحرب.

وشكك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات بومبيو وأشار إلى مبادرات دبلوماسية إيرانية متكررة.