سوريا: لا غارات جوية بشمال غرب سوريا مع إعلان وقف إطلاق النار

 قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وقفا لإطلاق النار في شمال غرب البلاد أسهم في تقليص أعمال العنف في معقل المعارضة المسلحة إذ لم يشهد يوم الجمعة أي غارات جوية وذلك عقب حملة للجيش على مدى ثلاثة شهور أسفرت عن مقتل المئات دون أن تحقق مكاسب كبيرة.

وذكر المرصد وقيادي في المعارضة المسلحة أن الطائرات الحربية السورية والروسية لم تشن أي غارات رغم سقوط قذائف على مواقع تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المعارضة يوم الجمعة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي إن ما يربو على 400 مدني لقوا حتفهم خلال التصعيد منذ أواخر أبريل نيسان كما نزح أكثر من 440 ألفا عن ديارهم.

والمناطق التي استهدفتها القوات الحكومية هي جزء من آخر منطقة رئيسية في قبضة المعارضة التي تكبدت الهزائم في معظم أنحاء سوريا على يد الرئيس بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.

كانت وسائل إعلام رسمية سورية قد ذكرت أن وقفا لإطلاق النار سيبدأ اعتبارا من مساء الخميس بشرط التزام المقاتلين باتفاق أبرمته روسيا وتركيا بهدف إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح.

ووافقت المعارضة المدعومة من تركيا، التي تشارك في محادثات تستضيفها قازاخستان، على وقف إطلاق النار وقالت إنه يجب أن يضمن سلامة المدنيين. واحتفظت بحق الرد على انتهاكات ”نظام الأسد وميليشياته“.

وتنشط فصائل المعارضة المدعومة من تركيا في محافظة إدلب في الشمال الغربي لكن القوة المهيمنة هناك هي تحرير الشام المتشددة التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة.

وقالت في بيان يوم الجمعة ”بعد أكثر من 90 يوما من شن النظام حملته العسكرية ضد الشمال المحرر، أعلن يوم أمس الخميس إيقاف إطلاق النار، معلنا عن فشلها وكسرها“. ولم ترفض تحرير الشام وقف إطلاق النار لكنها حذرت من أن أي هجوم من الجانب الآخر سيلغيه، وتوعدت بالثأر.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بوزارة الخارجية في قازاخستان قوله إن الاتفاق لا يشمل الفصائل المتشددة التي قد لا تلتزم به.

وقال العقيد مصطفى بكور القيادي في جيش العزة إن الضربات الجوية توقفت لكن الطائرات لم تتوقف عن التحليق فوق المنطقة مشيرا إلى أنه ليس هناك محاولات للتقدم من أي من الجانبين.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن متشددين أطلقوا صواريخ أصابت قرية في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين يوم الجمعة.

* الكثير من القتلى
بموجب اتفاقاتها مع موسكو، تنشر أنقرة قوات في منطقة إدلب في نحو 12 موقعا عسكريا.

وقال المتحدث باسم الوزارة حامي آقصوي ”في كل محادثات نجريها مع روسيا نبلغهم بأنه ينبغي أن يوقف النظام (السوري) هجماته... لكن الوضع واضح“.

وفشلت سلسلة من اتفاقات الهدنة في إنهاء القتال في إدلب بالكامل ولم تنجح المحاولات الروسية التركية في تسوية الصراع الدائر منذ ثماني سنوات.

وقالت جينيفر فينتون المتحدثة باسم مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ”نأمل أن نرى انعكاسا (لوقف إطلاق النار) على الأرض.. حتى الآن قُتل الكثير من المدنيين“.

وفي الهجوم الأخير لم تتمكن القوات الحكومية من كسب المزيد من الأراضي وتقول الحكومة إنها كانت ترد على هجمات مقاتلي المعارضة.

وبالإضافة إلى الخسائر في صفوف المدنيين تسبب القتال في خسائر فادحة بين المعارضة والقوات الحكومية، ويقول المرصد إن كل جانب فقد حوالي 1000 مقاتل.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الخميس أن المنظمة ستحقق في هجمات استهدفت منشآت تدعمها في شمال غرب سوريا، بعد يومين من مطالبة ثلثي أعضاء مجلس الأمن بفتح التحقيق.

وسلمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا وبيرو وبولندا والكويت وجمهورية الدومنيكان وإندونيسيا طلبا رسميا لجوتيريش يوم الثلاثاء بسبب عدم إجراء تحقيق في الهجمات التي استهدفت نحو 14 موقعا.