حوار: ما هو تأثير العقوبات الالمانية الفرنسية على القوات البحرية التركية ؟

فى اطار الاحداث الجارية فى الشرق الاوسط حاليا ، خصوصا العدوان العسكرى التركى على الاراضى السورية ، وما ترتب علية ردود فعل دولية متعدده ، وهنا نطرح بعض تساؤلات حول تأثير رد الفعل الاوروبى ، خاصة حظر المبيعات العسكرية الذى اعلنت عنه كل من فرنسا والمانيا على تركيا ، ويستعرض هنا د- مرقص جمال جانب من ذلك التأثير فى الحوار التالى 
 
ما هو حجم التعاون العسكرى فى الشق البحرى بين فرنسا والمانيا ؟

حجم التعاون مع دول اوروبا بشكل عام كبير جدا في المجال البحري ، ولا سيما المانيا حيث ان اسطول الغواصات التركية باكمله هو غواصات type-209 المانية الصنع باختلاف اصداراتها ، و بالنسبة للقوة الضاربة في سفن السطح التركية فإن نصف ما تمتلكه تركيا من فرقاطات هي صناعة المانية او صناعة محلية ، بترخيص من الاحواض الالمانية لتصنيع فرقاطات من طراز meko 200 .
و تعتمد تركيا علي قوة جوية للسلاح البحري من طائرات مكافحة و اصطياد الغواصات من صنع ايطاليا ايضا.

كيف ستؤثر تلك الاجراءات على التعاقدات الحالية والمستقبلية ؟

بالطبع اذا استمرت الاوضاع علي ما هو عليه فقد يتاخر او يتعطل احد اهم التعاقدات الخاصة بالبحرية التركية ، و هو الحصول علي عدد 4 غواصات من الفئة الاحدث لدي المانيا و هي غواصات type-214 المميزة ،  ففي حال تدهور الاوضاع قد يتم تعليق التعاقد او الغاءه من طرف المانيا منفرده دون التشاور مع الجانب التركي في حال تعنته.

و ايضا قد يتاثر التعاون المشترك مع اسبانيا في انتاج و تصنيع القطعة الرائعة " خوان كارلوس" اسبانية الصنع و هي سفينة هجوم برمائي مميزة تطمح انقرة لإمتلاكها خلال الفتره القادمة بشكل كبير .

اما بالنسبة للجانب الفرنسى فنجد الرادار الفرنسي الشهير smart s mkII و العامل علي متن اغلب القطع البحرية التركية ولاسيما الفرقاطات من طراز GABYA ، و هو التحديث التركي لفرقاطات ال O.H.PERRY الامريكية و العاملة لدي تركيا ، و هو نفس الرادار المستخدم علي متن الكورفيتات التركية التابعة لمشروع milgem و الذي قد يتاثر بتلك الاجراءات وبالتالى على قدرات تصنيع تلك القطع .


هل هناك شراكات صناعية بين تركيا وفرنسا والمانيا ستتأثر ؟

يعد مشروع milgem التركي مشروع قوي و طموح جدا لانتاج القطع البحرية المتنوعة لصالح البحرية التركية و للسوق التصديري ايضا ، و لذلك حال توقف التعاون في هذا المجال قد يؤثر علي عقود التصدير ، خاصة وان محركات تلك القطع المانية الصنع ، و الرادار الرئيسي لها فرنسي الصنع ، و لكن قبل الذهاب بعيدا الي تلك الفرضية يجب ان نضع ف الاعتبار ان تلك الدول حددت عقوباتها و حصرتها في المنتجات العسكرية " التي يمكن استخدامها في سوريا" ، اي انه في حالة فوز الاحواض و الشركات التركية باي عقود تصدير لصالح زبون خارجي تصبح المعدات الاوروبية المستخدمة خارج اطار العقوبات ، و هنا يحكم الموقف قانون المصالح المشتركة .

ما هو مصير البحرية التركية فى تلبية احتياجات الصيانة وقطع الغيار ؟

بالطبع ستتاثر البحرية التركية في هذا السياق ، فكما ذكرنا سابقا جميع القطع التركية الرئيسية و الحيوية تعتمد علي مكونات اوروبية ، فعلي الرغم من ان التسليح في مجمله امريكي الصنع ، الا ان التجهيزات الالكترونية و التجهيزات الهندسية و المحركات هي تجهيزات اوروبية بامتياز ، و لكن ..... لنضع ف الحسبان ان العديد من القطع التركية سواء كانت امريكية او المانية قد تم تصنيعها او تطويرها داخل الاحواض التركية تحت ترخيص من المصنع الرئيسي اي ان القوة الصناعية التركية قادرة علي سد الفجوة و لو بشكل جزئي ، و انه لكي يحدث تاثير قوي و مباشر يجب ان تصبح تلك العقوبات اشد و لفترة زمنية ليست بالقليلة ، حتي يصبح تاثيرها اكبر من قدرات الاحواض التركية علي تعويضها و هذا يخضع لتطورات الموقف الدولي و السياسي علي ارض الواقع .


كيف ستؤثر تلك الاجراءات على دور البحرية التركية فى منظومة الناتو ؟

تركيا هي الحارس الجنوبي لحلف الناتو ، و تعد البحرية التركية احد اهم المشاركين في تكوين اي قوة بحرية مشتركة للحلف ، خاصة و ان البحرية التركية كبيرة جدا في تكوينها العددي ف هي تمتلك 16 فرقاطة و 12 غواصة ، و هو رقم هائل لدولة واحدة اذا ما قورنت بالبحرية الالمانية مثلا التي تمتلك 4 غواصات فقط و 10 فرقاطات ، صحيح ان الفارق التقني لصالح الغواصات الالمانية type212 بشكل كبير الا ان قوة العدد تاتي من المشاركة التركية ، و بالاضافة لتلك القطع تمتلك تركيا ايضا اسطولا مميزا من سفن الخدمات و الدعم بما في ذلك سفن الانزال على الشواطئ و سفن التزود بالوقود و المؤن و التي لها اهمية بالغة في العمليات طويلة الامد ، و في رايي الشخصي انه يمكن تعويض الدور التركي ف الحلف ، الا انه ليس من السهل اتخاذ قرار بالتخلي عن خدمات الحليف التركي و ان هذا يتحدد بمدي و عمق تعنت الجانب التركي وتاثير ذلك على منظومة الحلف الدفاعى .


كيف ستؤثر تلك الاجراءات على البحرية التركية على التوازن البحرى فى شرق المتوسط ؟

لن يكون هناك تاثير قوي علي توازن القوي في تلك المنطقة على الاقل فى المستقبل القريب ،  فكما ذكرنا من قبل تاثير تلك العقوبات يحتاج لفترة زمنية طويلة نسبيا لكي تحدث الفارق الذي يحد من القدرات البحرية التركية ، و لكن.... قد تسهم تلك الاجراءات في التقليل من الاندفاع التركي و من محاولات العربدة او المغامرات المنفردة .
خاصة اذا استمر الوضع الراهن على الارض فى التفاقم ، سيكون من الصعب الانخراط في معارك علي الارض و القيام بمغامرة اخري ف البحر او الانخراط في صراع اخر مع اطراف اكثر تعقيدا .