الخليج العربى: المواجهة البحرية المحتملة سؤال وجواب

مع توتر الوضع فى منطقة الخليج تُطرح كثير من التساؤلات عن ما هو شكل تلك المواجهة العسكرية إن حدثت ، ويجيب عنها الباحث العسكرى مرقص جمال المتخصص فى الشأن العسكرى فى الحوار الآتى :

ما هى القوة البحرية الرئيسية الأمريكية المتواجدة بمنطقة الخليج ؟

القوة الرئيسية هي الأسطول الخامس الأمريكي المتواجد بشكل دائم فى الخليج العربى ، و يتكون من مجموعة عمليات أو مجموعة ضاربة كما يُطلق عليها و تتألف من حاملة طائرات و عدد 4-6 قطع قتالية ما بين مدمرات و طرادات من طراز آرلي بورك و تايكوندراجو بالإضافة الي حاملة مروحيات أو ( سفينة هجوم برمائي) تُستخدم لنقل و خدمة الوحدات البرية مثل الدبابات و المدرعات و عناصر مشاه البحرية أو القوات الخاصة .

 ما هى قدرات تلك تلك القوة من حيث الحجم والتسليح ؟

تحتوي تلك القوة علي جيش متكامل مُكتمل التخصصات ، قادر علي توجيه كافة الضربات لأي هدف مُحتمل ، فبالنسبة للحاملات الأمريكية ف هي تحوي على متنها 90 طائرة .. ما بين المقاتلات و طائرات الحرب الإلكترونية و طائرات الإنذار المبكر و المروحيات ، أي أنها تحتوي علي " سلاح جو مُصغير" بداخلها حاملة المروحيات .. تحمل علي متنها المروحيات المقاتلة اللازمة لدعم العمليات البرية و البرمائية مثل الأباتشي و مروحيات الدعم و النقل مثل الشينوك لنقل و إخلاء العناصر البرية مثل المشاه و القوات الخاصة كما تحوي بداخلها المركبات المتنوعة مثل المدرعات و الدبابات و العربات اللازمة لدعم مشاه البحرية أما القطع البحرية فتتسلح بكافة الأسلحة المطلوبة للقيام بعملية كاملة ، فهي تحتوي علي 32 صاروخ كروز هجومي طراز توماهوك لكل قطعة بحرية مقاتلة كما تحتوي علي 64 صاروخ دفاع جوي لكل قطعة بحرية مقاتلة.. بمختلف المدايات و الإرتفاعات ولاسيما صاروخ SM-2 بعيد المدي للتصدي لكافة الأهداف الجوية بالإضافة الي المدفعية مختلفة الأعيرة ولاسيما المدفع الرئيسي عيار 127 مم و القادر علي توجيه ضربات للأهداف الساحلية و البرية ،  هذا بالإضافة لسفن الدعم و الخدمات المعاونة ، كما يمكن زيادة عدد اي من هذه القطع حسب الحاجة .

 هل تستطيع تلك القوة توجية ضربة منفردة الى الأهداف الإيرانية ؟ 

حجم تلك القوة يمكنها من توجيه ضربات قوية و موجعة للأهداف الإيرانية لكنها لن تكون ضربة شاملة ، نظرا لإتساع مساحة إيران و عدد الأهداف الضخم المطلوب تدميره إما في حالة توجيه ضربة جراحية ضد أهداف حيوية فقط فهذه القوة أكثر من كافية .

ما هو حجم الدعم البحري المطلوب لكى تستطيع الولايات المتحدة الحد من القدرات الإيرانية ؟

يحتاج الجانب الامريكي الي تكثيف مجهود العمليات البرمائية لتنفيذ هجمات قوية لإحتلال بعض الجزر الموجودة بمنطقة النزاع و ذلك لتأمين وحداته من أي هجمات ساحلية محتملة و لضمان إحكام السيطرة علي الملاحة في منطقة الخليج ولاسيما مضيق هرمز .

 هل ستستطيع الولابات المتحدة تأمين الخطوط الملاحية البحرية فى منطقة الخليج أثناء العمليات العسكرية ؟

تأمين الخطوط الملاحية أثناء العمليات سيكون عبئ ضخم علي كاهل البحرية الأمريكية نظراً لطبيعة المنطقة و تكوين القوة البحرية الإيرانية فالبحرية الإيرانية تعتمد بشكل كبير علي الوحدات صغيرة الحجم سريعة الحركة و العالية المناورة و التي تتسلح بصواريخ سطح سطح مختلفة ، و هذا يشكل خطراً ليس بالقليل علي الوحدات الأمريكية الضخمة و المصممة خصيصاً للعمل في المساحات المفتوحة مثل المحيطات . و هو ما يشكل تحدي كبير للبحرية الأمريكية لأنها حتي و إن نجحت في تأمين قطعها البحرية من تلك الهجمات الخاطفة لتلك الوحدات البحرية الإيرانية فستجد نفسها عاجزة عن تأمين القوافل البحرية المدنية ولاسيما ناقلات النفط والتي ستكون صيداً سهلا رئيسياً لتلك الهجمات ، هذا بالإضافة الي إمكانية توجيه ضربات صاروخية من الساحل بإستخدام صواريخ سطح- بحر أي أن الخطر ليس من البحر فقط بل من الأرض أيضا ،  و هو ما يُصَعِب الأمر لأكثر أكثر ، لأن مساحة المناورة في نطاق الخليج ضيقة و يمكن بإستخدام الصواريخ توجيه أي ضربات لأي أهداف مُمكنة داخل الخليج و هنا تكمن الازمة في تامين خطوط الملاحة  ،لأن حدوث ذلك لابد به من توجيه ضربات كثيرة جدً لأهداف عديدة جداً داخل البحر و خارجه ضد المنظومات الصاروخية الإيرانية التي تُشكل تهديداً شديد الخطورة .

 هل سَتُشكل الغواصات الإيرانية مصدر تهديد لمنطقة الخليج ؟

بالطبع فالغواصات الإيرانية تُعد إمتداد للنهج الإيراني المُعتمد علي الوحدات الصغيرة ذات التسليح القوي و القادرة علي إحداث فوضي و دمار شديد،  إن تلك الغواصات ليست بقوة الغواصات التقليدية مثل غواصات التايب الألمانية علي سبيل المثال لكنها شديدة الخطورة لكونها ملائمة لبيئة الخليج و مسرح العمليات بالخليج العربي ضيق المساحة و ضحل العمق ، و يُصَعِب من عمل أي غواصة تقليدية ولاسيما الغواصات النووية الضخمة ، إنما تلك الغواصات " القزمية" فهي صغيرة جداً و ذو طاقم محدود يتكون من 6-10 أفراد علي أقصي تقدير و تتسلح بعدد 2-6 طوربيدات علي الأكثر كما يُمكنها نشر و زرع الألغام البحرية ، وهنا تكمن الخطورة فعلي الرغم من وجود كافة وسائل  ووسائط حرب الغواصات لدي الجانب الأمريكي ، إلا أن إصطياد تلك الغواصات ليس يسيراً ، كما أن عددها كبير أي أنها قادرة علي التسلل و توجيه ضربات بالطوربيدات الثقيلة الي أي هدف حتي الي الوحدات الامريكية نفسها ، بالإضافة الي زرع الألغام في أي منطقة لذلك فهي خطر لابد من تحييده قبل و أثناء العمليات .


 ما هى حجم الخسائر المتوقعة فى قوات البحرية الأمريكية فى حالة نشوب الحرب ؟ 

من الصعب التكهن بالخسائر الأمريكية فمن الممكن ألا تخسر أصلا و من الممكن أن تُعاني من خسائر مماثلة للخسائر البريطانية في حرب الفوكلاند ، و من الممكن جداً أن تعاني خسائر فادحة للغاية  ، الأمر مرهون بالمبادرة فى من يُطلق الرصاصة الاولي ، إذا أخذت إيران زمام المبادرة فهذا يُزيد من إحتمالية وقوع الخسائر فى الجانب الأمريكي بشكل كبير ، لأنه في تلك الحالة ستكون إيران مكتملة القوة و تهاجم بكافة أدواتها و معداتها ، أما إذا أخذت إيران وضعاً دفاعياً و إنتظرت الضربة الاولي ، ستكون مُضطرة لإستخدام عدد وحدات أقل و عدد صواريخ أقل نظراً لكثافة القصف الأمريكي الذي سُيدمر بالتاكيد العديد من القدرات الإيرانية ، و لذا فإن زمام المبادرة سُيحدد الكثير من المعطيات فى تلك المواجهة .

هل عدد القطع البحرية الأمريكية تستطيع التصدى لضربة صاروخية إيرانية بقوة كبيرة ؟

لا يتم حساب الأمر علي هذا النحو فبالحسابات الرياضية البحتة نجد أن القطعة الواحدة تستطيع الإشتباك مع عدد كبير من الأهداف و بعدد كبير من الصواريخ بل و تستطيع إطلاق المدفعية المضادة للجو CIWS و ايضا هناك التشويش الإلكتروني ، أي أنه نظرياً تستطيع القطعة الواحدة إسقاط العديد من الصواريخ ، لكن من الناحية العملية هناك حسابات أخري كثيرة مثلا ما هي نوعية الصواريخ هل هي صواريخ مضادة للسفن أم صواريخ باليستية قصيرة المدي أم صواريخ مدفعية ميدانية مثل الجراد و الكاتيوشا و ما علي شاكلاتها ؟ ، فضيق مساحة الخليج ولاسيما في منطقة المضيق يسمح بإستخدام مثل هذه الصواريخ ، هناك أيضا وجود طائرات الإنذار المبكر في الأجواء وقت الإطلاق أو عدمه أمر فارق للغاية ، الأمر الآخر ما هو الهدف الذي تم الإطلاق عليه هل هو في نطاق الحماية الكاملة للقطع أو في قطاعات بعيدة ؟ هل إذا كان صاروخ مضاد للسفن هل هو مقاوم للتشويش أم لا؟ 
 كل هذه المُعطيات تؤثر في نتيجة الرشقة الصاروخية و قدرات التصدي لها , بشكل نظري نستطيع القول أن القطع الأمريكية مزودة بكل ما يلزم للتصدي لأعداد كبيرة من الصواريخ قد تتجاوز ال 20 صاروخ ( رقم تقديري) أما ما يحدث في الواقع فهو أمر آخر يخضع للعديد من الحسابات .