أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وشركة رافائيل أن إسرائيل أكملت سلسلة من الاختبارات الرئيسية على نظام الدفاع الجوي الليزري "شعاع الحديد"، وهو ما يُمثل "محطةً مهمةً" قبل النشر الكامل في وقت لاحق من هذا العام.
أثبت نظام "الشعاع الحديدي"، الذي سيُدمج مع نظام الاعتراض الحركي قصير المدى الحالي "القبة الحديدية"، فعاليته ضد الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات والطائرات المسيرة، وفقًا لوزارة الدفاع، التي وصفت خبر اليوم بأنه "إنجاز تكنولوجي وهندسي عالمي".
أُجريت هذه الاختبارات، التي تُمهّد الطريق "لأولى الأنظمة التي ستُدمج في منظومات الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي بحلول نهاية العام"، بالتعاون مع وحدة البحث والتطوير التابعة لمديرية البحث والتطوير الدفاعي التابعة للوزارة، وبالشراكة أيضًا مع القوات الجوية الإسرائيلية. وقد بدأت إسرائيل إنتاج النظام، الذي تتعاقد معه أيضًا شركة إلبيت كمقاول فرعي، منذ أكثر من عامين، وفقًا لمسؤول دفاعي، وتستخدمه حاليًا في اختبارات محدودة بالذخيرة الحية.
أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، باختبارات الليزر، قائلاً إنها "تضع دولة إسرائيل في طليعة التكنولوجيا العسكرية العالمية، وتجعلها أول دولة تمتلك هذه القدرة".
تُعدّ إمكانية اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف باستخدام الليزر أمرًا راغبًا فيه منذ زمن طويل من قِبل الجيوش، نظرًا لتفاوت التكلفة بين نظام اعتراض حركي باهظ الثمن والطائرات المسيرة أو الصواريخ الصغيرة القادمة. وأشار مسؤول دفاعي إسرائيلي، متحدثًا للصحفيين قبل الإعلان، إلى أن التكلفة الهامشية لاعتراض الليزر، والتي تُقدر بأقل من بضعة دولارات، ستخفف عبء التكلفة على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
يمكن لشعاع الحديد حرق الأجسام على مدى حوالي عشرة كيلومترات. وقال مسؤول الدفاع إن الاعتراض يستغرق "ثوانٍ".
تتألف الدفاعات الجوية الإسرائيلية الحالية متعددة الطبقات من نظامي "حيتس 2" و"حيتس 3" اللذين يُستخدمان لمواجهة الصواريخ الباليستية والتهديدات خارج الغلاف الجوي، بالإضافة إلى "مقلاع داود"، وهو صاروخ اعتراضي متوسط المدى يشبه نظام باتريوت، بالإضافة إلى القبة الحديدية الشهيرة. وقد تم تطوير هذه الأخيرة على مر السنين لمواجهة الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وغيرها من التهديدات الناشئة.
صرح مسؤولون دفاعيون إسرائيليون بأنه من المتوقع نشر نظام "الشعاع الحديدي" مع بطاريات القبة الحديدية التي تمتلكها إسرائيل، ليتكامل مع نظام القيادة والتحكم. ستتمكن الدفاعات الجوية الليزرية من التعامل مع وابل الصواريخ أو أي تهديدات أخرى. كما صُممت خصيصًا للتعامل مع الظروف الجوية التي تؤثر على الليزر، مثل الضباب.
إلى جانب هذه النسخة الأولى من "الشعاع الحديدي"، تستكشف إسرائيل أيضًا استخدام الليزر التكتيكي لقوات المناورة والخيارات المحمولة جوًا.
صرّح يوفال شتاينتس، رئيس مجلس إدارة شركة رافائيل، قائلاً: "إن نظام الليزر من رافائيل، المبني على تقنية البصريات التكيفية الخاصة بنا، سيُحدث بلا شك نقلة نوعية في عالم الحرب الحديثة، وسيُحدث تأثيرًا غير مسبوق". وتؤكد الشركة على هذا التصريح: فقد طورت رافائيل ثلاثة أنواع مختلفة على الأقل من أنظمة الدفاع الجوي الليزرية، والتي عرضتها في الخارج. وتشمل هذه الأنواع ليزرًا طويل المدى وعالي الطاقة، بالإضافة إلى ليزر تكتيكي لمناورة القوات.