كشف الجيش الإسرائيلي في الثاني من يناير 2025، عن عملية غير عادية في سوريا في الثامن من سبتمبر 2024، من خلال منشور فيديو يعرض المهمة التاريخية. تضمنت العملية، التي أطلق عليها "عملية الطرق العديدة"، هجومًا جريئًا وسريًا للغاية يهدف إلى تفكيك منشأة إنتاج صواريخ تحت الأرض ممولة من إيران تقع في منطقة مصياف، سوريا.
قدم الفيديو، لقطات حصرية ورؤى حول تعقيد ونجاح هذه العملية عالية المخاطر. كان الهدف، المعروف باسم "الطبقة العميقة"، موقعًا رئيسيًا في تطوير وإنتاج الذخائر الموجهة بدقة التي تستخدمها القوات المدعومة من إيران ويتم تزويد حزب الله في لبنان بها. أجريت العملية من قبل وحدة النخبة من القوات الخاصة الإسرائيلية، وحدة شالداغ، بالتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي والبحرية الإسرائيلية.
وحدة شالداغ هي جزء من سلاح الجو الإسرائيلي وتتخصص في العمليات الخاصة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وجمع المعلومات الاستخبارية ومهام التخريب خلف خطوط العدو. وكان دورهم في هذه المهمة حيويا، حيث تتطلب العملية جنودا يتمتعون بمهارات عالية وقادرين على إجراء عمليات سرية عالية المخاطر. ومع تأكيد المعلومات الاستخباراتية أن النظام السوري، الذي كان لا يزال تحت سيطرة بشار الأسد في ذلك الوقت، سمح للقوات الإيرانية باستخدام هذه المنشأة، قرر الجيش الإسرائيلي اتخاذ إجراء حاسم. وهدفت المهمة إلى القضاء على أحد المشاريع الرائدة لإيران لتسليح حزب الله وغيره من الخصوم الإقليميين.
كانت العملية، التي تم الكشف عنها الآن للجمهور، جهدا مشتركا من قبل فروع عسكرية إسرائيلية متعددة، بما في ذلك وحدة شالداغ النخبوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وكذلك سلاح الجو الإسرائيلي والبحرية الإسرائيلية. ومع تأكيد المعلومات الاستخباراتية أن النظام السوري، الذي كان لا يزال تحت سيطرة بشار الأسد في ذلك الوقت، سمح للقوات الإيرانية باستخدام هذه المنشأة، قرر الجيش الإسرائيلي اتخاذ إجراء حاسم. وهدفت المهمة إلى القضاء على أحد المشاريع الرائدة لإيران لتسليح حزب الله وغيره من الخصوم الإقليميين.
وتضمنت القوات الخاصة الإسرائيلية، التي يبلغ تعدادها نحو 120 جنديًا، فرقة كبيرة من وحدة شالداج، وهي وحدة عمليات خاصة تابعة لسلاح الجو، بالإضافة إلى أعضاء من الوحدة 669، وهي قوة متخصصة في البحث والإنقاذ القتالي. وكان هدف المهمة تدمير منشأة "الطبقة العميقة"، وهي مجمع تحت الأرض كان مركزًا بالغ الأهمية لأنشطة إنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.
في ساعات المساء من يوم 8 سبتمبر 2024، بدأت القوات الإسرائيلية عمليتها السرية. وكان موقع الهدف يقع على بعد أكثر من 200 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية، وفي عمق الأراضي السورية وعلى بعد حوالي 45 كيلومترًا من الساحل السوري. وشرع الفريق، الذي يضم 100 جندي من شالداج و20 من مشغلي الوحدة 669، في المهمة على متن أربع مروحيات نقل كبيرة.
كان تنفيذ العملية معقدًا وجريئًا. شقت مروحيات النقل، إلى جانب مروحيتين إضافيتين تقدمان الدعم الجوي الوثيق، طريقها عبر البحر الأبيض المتوسط، ودارت حول ساحل لبنان قبل العبور إلى سوريا. ولتوفير أقصى قدر من الدعم، حشد الجيش الإسرائيلي 21 طائرة مقاتلة، وخمس طائرات بدون طيار، و14 طائرة استطلاع. وقد وفرت هذه الأخيرة، إلى جانب طائرات إسرائيلية إضافية تم الاحتفاظ بها في الاحتياط، المراقبة والغطاء الجوي وقدرات الاستجابة الفورية في حالة مواجهة العملية لمقاومة غير متوقعة.
ومع اقتراب المروحيات من الساحل السوري، حافظت قوات الجيش الإسرائيلي على طيران منخفض الارتفاع لتجنب اكتشافها بواسطة الرادار السوري والدفاعات المضادة للطائرات. وتم تنفيذ الرحلة التي استغرقت 18 دقيقة من الساحل اللبناني إلى منطقة الهدف في سرية تامة، مع عمليات قصف إضافية نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية والبحرية الإسرائيلية لخلق تشتيت وإخفاء تحركات القوات الخاصة.
وعند الوصول إلى المنشأة، تسللت القوات الخاصة بسرعة إلى المجمع تحت الأرض وزرعوا متفجرات لتحييد الهدف. وتم تنفيذ المهمة بدقة، وتم تفجير المتفجرات في انفجار هائل شعر به بعض الجنود وكأنه "زلزال صغير". استغرقت العملية برمتها ساعتين ونصف الساعة تقريبًا، وأفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 30 جنديًا سوريًا كانوا يحرسون المنشأة أثناء الهجوم.
ومن اللافت للنظر أن العملية لم تسفر عن وقوع إصابات على الجانب الإسرائيلي. ولم يُصَب أي من أفراد قوات شالداج الخاصة أو الوحدة 669 أثناء المهمة، على الرغم من البيئة الخطرة وعالية الخطورة التي كانوا يعملون فيها. وقد ضمنت دقة الهجوم، إلى جانب الدعم الجوي والبري الساحق الذي قدمه الجيش الإسرائيلي، أن تكمل القوات الخاصة مهمتها دون مواجهة مقاومة كبيرة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن منشأة "الطبقة العميقة" أصبحت غير صالحة للعمل بعد العملية، وأن إيران انسحبت تمامًا من سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد. ولم يعد الموقع، الذي كان ذات يوم أحد الأصول المهمة في جهود إيران لتزويد حزب الله بالأسلحة المتقدمة، قيد الاستخدام، مما يمثل انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا لإسرائيل في جهودها المستمرة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
تمثل "عملية الطرق العديدة" إنجازًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي، حيث تؤكد على فعالية القوات الخاصة الإسرائيلية وقدرتها على تنفيذ عمليات متطورة للغاية في أعماق خطوط العدو. وبتدمير منشأة إنتاج الصواريخ "الطبقة العميقة"، وجه الجيش الإسرائيلي ضربة قوية لجهود إيران لتسليح وكلائها الإقليميين، وخاصة حزب الله. كما أن نجاح العملية بمثابة شهادة على التنسيق الوثيق بين الوحدات العسكرية الإسرائيلية، والقوات الجوية الإسرائيلية، والبحرية الإسرائيلية، مما يضمن حماية مصالح الأمن القومي الإسرائيلي في منطقة متقلبة على نحو متزايد.
ومع استمرار تطور الوضع في سوريا، فإن عواقب هذه العملية تتردد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث ترسل رسالة واضحة إلى إيران وحلفائها حول تصميم إسرائيل وقدرتها على التصرف بسرعة وحسم ضد أي تهديدات لأمنها.