أخبار: تركيا تواصل تعزيز قوتها الجوية بشراء 40 مقاتلة من طراز F-16 Viper

أكد وزير الدفاع التركي، ياشار جولر، توقيع عقد لشراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 "فايبر" من الولايات المتحدة، ما يمثل علامة فارقة جديدة في العلاقات الدفاعية بين تركيا وحلفائها الأمريكيين. ويأتي هذا العقد، الذي أُعلن عنه في مقابلة مع قناة تي في 100، في 12 نوفمبر 2024، بعد عدة سنوات من المناقشات والتغييرات في خطط الاستحواذ التركية، والتي تعطلت في البداية عندما تم استبعاد تركيا من برنامج إف-35 بسبب شرائها لأنظمة الدفاع الروسية إس-400.

وبعد استبعادها من برنامج المقاتلة المشتركة (JSF) في عام 2019، طالبت تركيا في البداية بتعويض قدره 1.4 مليار دولار. ومع ذلك، في عام 2021، أعادت تركيا توجيه استراتيجيتها، وسعت للحصول على إذن لشراء 40 طائرة من طراز F-16 Vipers إلى جانب 79 مجموعة تحديث لأسطولها من طائرات F-16 من الجيل الأقدم. واجه هذا الاقتراح مقاومة داخل الكونجرس الأمريكي، على الرغم من أنه تلقى دعمًا من إدارة بايدن، التي اعتبرت البيع بمثابة رافعة لتشجيع تركيا على تسهيل انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.

كانت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي الأمريكية قد أعطت موافقتها على هذا البيع المحتمل، والذي لم يشمل فقط طائرات F-16V ولكن أيضًا صواريخ AIM-9X Block II وصواريخ AIM-120C-8 AMRAAM وقنابل GBU-39 / B، بقيمة تقديرية تبلغ 23 مليار دولار. ومع ذلك، عدلت تركيا خططها، وبالإضافة إلى طلب F-16، أعربت عن نيتها شراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون EF-2000، بدعم من المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا، على الرغم من المعارضة الأولية من ألمانيا. وفي نهاية المطاف، رفعت السلطات الألمانية اعتراضاتها، ممهدة الطريق أمام طلب محتمل لشراء طائرات تايفون.

وقال ياشار جولر في مقابلة مع قناة TV100: "حاليا، علاقاتنا مع أصدقائنا الأمريكيين إيجابية للغاية. تم توقيع عقود شراء 40 طائرة من طراز F-16 Viper. وسنشتري أيضا 40 طائرة من طراز Eurofighter Typhoon". ومع ذلك، لم يحدد المبلغ الإجمالي للعقد أو جدول تسليم هذه الطائرات الجديدة.

وفي الوقت نفسه، تواصل تركيا تطوير مقاتلتها من الجيل الخامس، Kaan، التي قامت بأول رحلة لها في فبراير الماضي. ومع ذلك، في غياب عمليات شراء مقاتلات جديدة، قد تواجه عملية تحديث القوات الجوية التركية تحديات وسط التهديدات الإقليمية، خاصة وأن إيران تواجه قضايا مماثلة. ومن جانبها، اتخذت اليونان، المنافس التاريخي لتركيا، بالفعل خطوات لتعزيز قدراتها من خلال طلب طائرات رافال وترقية جزء من أسطولها من طائرات F-16 إلى مستوى "Viper".

تم تجهيز طائرة إف-16 بلوك 70/72 "فايبر" بتكنولوجيا متقدمة، بما في ذلك رادار المسح الإلكتروني النشط APG-83 SABR (AESA)، وجهاز كمبيوتر متقدم للمهام، و"شاشة عرض مركزية" لتتبع التضاريس، وإمكانية اتصال محسنة عبر Link 16، مما يجعلها مناسبة بشكل خاص للعمليات الحديثة. ومن المتوقع أن توفر هذه المعدات الجديدة للقوات الجوية التركية قدرة تشغيلية متزايدة، مما يمكن أنقرة من تعزيز دورها داخل حلف شمال الأطلسي مع تنويع مصادر مشترياتها الدفاعية.

إن الاستحواذ المزدوج على طائرات إف-16 ويوروفايتر تايفون يؤكد عزم تركيا على الحفاظ على قدرات جوية عالية المستوى في بيئة استراتيجية حيث تلعب المنافسات والتحالفات الإقليمية دورًا حاسمًا.