أخبار: إيطاليا تُعزز قدراتها المدرعة بتسليم دبابة Ariete C2 المُطوّرة للجيش

استلم الجيش الإيطالي رسميًا أول دبابة قتال رئيسية من طراز C2 أرييتي (MBT) خلال حفل أقيم في مقر قيادة تشيتشينيولا بروما. يُمثل هذا الحدث لحظة محورية للقوات البرية الإيطالية وقطاعها الدفاعي، إذ يُشير إلى عودة البلاد إلى مجال إنتاج وتحديث دبابات القتال الرئيسية بعد عقود من النشاط المحدود في هذا القطاع. ويُمثل هذا التسليم الخطوة الأولى في برنامج استراتيجي أوسع نطاقًا يهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الإيطالي في مجال الحرب المدرعة.

يُشغّل الجيش الإيطالي اليوم أسطولًا يضم حوالي 150 دبابة قتال رئيسية، بما في ذلك وحدات أرييتي C1. ومن بين هذه الوحدات، تم تأكيد تحويل 90 دبابة إلى معيار C2 المُطوّر بموجب العقد الحالي، مع الاحتفاظ بـ 35 دبابة إضافية كخيار للتحديث في المستقبل. يُدار برنامج التطوير من قِبل CIO (Consorzio Iveco–OTO Melara)، وهو مشروع مشترك بين Iveco Defense Vehicles وLeonardo. في حال تنفيذ البرنامج بالكامل، سيُزوّد الجيش الإيطالي بما يصل إلى 125 دبابة Ariete C2. من المتوقع أن يُحافظ هذا التحديث على صلاحية المنصة التشغيلية حتى عام 2040 على الأقل، مما يضمن حفاظ إيطاليا على قدرة تدريع ثقيلة موثوقة خلال الفترة الانتقالية نحو الجيل التالي من دبابات القتال الرئيسية الأوروبية.

كانت دبابة Ariete الرئيسية الأصلية، التي طُوّرت في ثمانينيات القرن الماضي ودخلت الخدمة في أواخر التسعينيات، أول دبابة قتال رئيسية محلية الصنع في إيطاليا منذ الحرب الباردة. صُممت وبنت دبابة Ariete من قِبل ائتلاف CIO، وصُممت خصيصًا لتلبية الاحتياجات التشغيلية الخاصة للجيش الإيطالي. تميّزت بمدفع أملس عيار 120 ملم، ونظام تحكم في النيران مُطوّر بمكونات رقمية سابقة لعصرها، وحماية مدرعة معيارية. بوزن قتالي يبلغ 54 طنًا، ومُزودة بمحرك ديزل بقوة 1270 حصانًا، وفّرت دبابة أرييتي مرونةً متوازنةً في الحركة، وقوةً نيرانيةً، وحمايةً مناسبةً لعمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدفاع الوطني.

ومع ذلك، ومع مرور الوقت، برزت محدوديةٌ في حماية الدروع، وأداء المحرك، والإلكترونيات عند مقارنتها بالتهديدات المتطورة ودبابات القتال الرئيسية من الجيل التالي مثل ليوبارد 2A7 أو ليكلير XLR. إضافةً إلى ذلك، واجه الأسطول المتقادم تحدياتٍ متزايدةً في الصيانة، وتقادمًا في أنظمته على متنه. أدى ذلك إلى إطلاق برنامج ترقية دبابة أرييتي C2، الذي يهدف إلى إطالة عمرها التشغيلي ومواءمتها مع متطلبات ساحة المعركة المعاصرة.

تأتي دبابة أرييتي C2 بمجموعةٍ من التحسينات الحديثة التي تُحوّلها إلى منصةٍ أكثر كفاءةً بشكلٍ ملحوظ. أبرز هذه التحسينات هو اعتماد وحدة طاقة جديدة بقوة 1500 حصان، تعتمد على محرك V12 MTCA من شركة إيفيكو، إلى جانب ناقل حركة حديث يُحسّن عزم الدوران والحركة عبر مختلف التضاريس. حصلت الدبابة أيضًا على ترقية شاملة للدروع، تتضمن أطقم حماية سلبية وتفاعلية إضافية مصممة لمواجهة تهديدات الطاقة الحركية والكيميائية، بالإضافة إلى تجهيزات لأنظمة حماية نشطة في المستقبل.

تم تحديث نظام التحكم في إطلاق النار والاستهداف بشكل كبير، حيث يضم مجموعة رقمية كاملة للتحكم في إطلاق النار مزودة بمناظير حرارية مستقلة ليلًا ونهارًا لكل من المدفعي والقائد. يتكامل النظام بسلاسة مع شبكات C4I (القيادة والتحكم والاتصالات والحواسيب والاستخبارات) الحديثة، مما يوفر وعيًا ظرفيًا معززًا واشتباكًا مع الهدف في بيئات قتالية متصلة بالشبكة. كما تزيد أنظمة البصريات الإلكترونية من الجيل الجديد، التي طورتها ليوناردو، من نطاقات الكشف والاشتباك في جميع الظروف الجوية.

داخليًا، تم تحسين بيئة عمل الطاقم، مع إعادة تصميم محطة السائق وتصميم داخلي أفضل لدعم المهام الأطول. كما حصلت الدبابة على أنظمة كهربائية جديدة، ووحدات توزيع طاقة مُحسّنة، وقدرات نظام إدارة ساحة المعركة (BMS) الحديثة التي تتيح مشاركة البيانات في الوقت الفعلي مع الوحدات المدرعة الأخرى، والطائرات بدون طيار، ومراكز القيادة.

لا يقتصر تسليم نظام أرييتي سي 2 على إنعاش القوات المدرعة الإيطالية فحسب، بل يُعيد أيضًا ترسيخ مكانتها الصناعية في قطاع دبابات القتال الرئيسية. إنه قفزة استراتيجية تدعم جاهزية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتعزز استقلالية الدفاع الوطني. يُمثل مشروع سي 2 منصةً للتعاون المُحتمل مع شركاء أوروبيين آخرين يُفكرون في تطويرات مماثلة أو يسعون إلى حلول دبابات قتال رئيسية من الجيل الجديد قبل وصول نظام التحكم الآلي الفرنسي الألماني في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.