أعلنت روسيا، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، دخول أول فوج مُجهز بمنظومة الدفاع الجوي والصاروخي إس-500 بروميتي الخدمة القتالية. وتُشير هذه الخطوة إلى مسعى لتعزيز منظومة الدفاع الجوي والصاروخي الروسية المتقدمة، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار على خطط الضربات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في 17 ديسمبر 2025، أن وزير الدفاع أندريه بيلوسوف صرّح خلال اجتماع موسع لمجلس إدارة الوزارة بأن أول فوج مُجهز بمنظومة صواريخ أرض-جو إس-500 قد دخل الخدمة القتالية، واصفًا السلاح بقدرته على الاشتباك مع أهداف في الفضاء القريب. وفي السياق نفسه، ذكرت روسيا أن قواتها الجوية الفضائية شكّلت فرقة للدفاع الجوي والصاروخي لأول مرة، مما يُشير إلى أن منظومة إس-500 تُنشر كجزء من منظومة دفاع جوي وصاروخي متكاملة، وليس كإضافة بسيطة لوحدات إس-400 الموجودة.
صُممت هذه المنظومة، التي طورتها شركة ألماز-أنتي، للتصدي لمجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الطائرات، وصواريخ كروز، والرؤوس الحربية للصواريخ الباليستية، وربما أهداف معينة تعمل في مدار أرضي منخفض، مما يضعها في أعلى مستويات هيكل الدفاع الجوي الروسي متعدد الطبقات.
منظومة إس-500 تستخدم أنواعًا متعددة من الصواريخ الاعتراضية بدلًا من حل صاروخي واحد. تشير التقييمات المتاحة للعموم إلى قدرتها على إطلاق صواريخ بعيدة المدى لاستهداف الطائرات، إلى جانب صواريخ اعتراضية مُخصصة مُحسّنة للتهديدات الباليستية عالية السرعة والتهديدات القريبة من الفضاء. يُشار عادةً إلى مدى الاشتباك في حدود 500 إلى 600 كيلومتر لأهداف مُحددة، بينما يُقدر مدى الارتفاع بأنه يتجاوز بكثير مدى أنظمة صواريخ أرض-جو التقليدية بعيدة المدى. يُقال إن بنية الرادار تجمع بين رادارات الاستحواذ بعيدة المدى ورادارات الاشتباك المتخصصة، مما يُمكّن من تتبع الأهداف السريعة عالية الارتفاع والتحكم في إطلاق النار عليها مع تقليل زمن الاستجابة.
ويُعدّ التكرار في الإشارة إلى الاشتباك في الفضاء القريب ذا أهمية عملياتية بالغة. فإذا استطاع النظام اعتراض الأهداف على ارتفاعات تقارب أو تتجاوز 100 كيلومتر، فإنه يُطمس فعلياً الخط الفاصل بين الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي. وهذا من شأنه أن يسمح للقوات الروسية بالتدخل في المرحلة النهائية من مسارات الصواريخ الباليستية، ويُعقّد استخدام منصات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع عالية الارتفاع. ويُعتقد أن بعض الصواريخ الاعتراضية المرتبطة بمنظومة إس-500 تعتمد على تقنية التدمير المباشر للأهداف الباليستية، مما يعكس تحولاً عقائدياً نحو عمليات اعتراض أكثر دقة في هذا النوع من التهديدات.
يُعزز إدخال منظومة إس-500 إلى الخدمة القتالية المستوى الأعلى من منظومة الدفاع الجوي والصاروخي الروسية المتكاملة، ويُضيف تعقيدًا لأي حملة ضربات متطورة محتملة ضد الأراضي الروسية.