أخبار: اختبار مقاتلة رافال الجديدة F4.3 في سيناريوهات متعددة النطاقات للتحقق من صحة تحسينات النظام

اختتمت المديرية العامة للتسليح (DGA) حملةً واسعة النطاق لمراجعة القدرات التشغيلية لمقاتلة رافال في تصميمها المستقبلي القياسي F4.3. أُجريت الحملة في مركز اختبارات الطيران التابع للمديرية العامة للتسليح في إيستر، مما يُمثل خطوةً محوريةً نحو التأهيل الرسمي لهذا المعيار الجديد في طائرة داسو القتالية الرائدة. وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة القوات المسلحة الفرنسية في 30 يوليو 2025.

كان الهدف الرئيسي من حملة المراجعة، المعروفة باسم RAU (مراجعة اللياقة للاستخدام - Revue d’Aptitude à l’Utilisation – Fit for Use Review)، هو تقييم مستوى نضج مقاتلة رافال F4.3 الحالية في ظروف تُحاكي المهام التشغيلية الواقعية. غطت هذه التقييمات مجموعة واسعة من سيناريوهات المهام، بما في ذلك نطاقات جو-جو، وجو-أرض، وجو-بحر، مع التركيز بشكل خاص على أداء النظام، ودمج أجهزة الاستشعار، وتكامل الأسلحة، وتحسين الاتصال. كانت هذه المرحلة أساسية للتحقق من صحة التحسينات التكنولوجية قبل التعريف النهائي والتأهيل الكامل لتكوين F4.3.

داسو رافال هي طائرة مقاتلة نفاثة متعددة المهام، ثنائية المحرك، بجناح دلتا، فرنسية الصنع، صممتها وبنتها شركة داسو للطيران. طُرحت رافال في الخدمة عام 2000، وهي تُنتج للاستخدام البري مع سلاح الجو والفضاء الفرنسي، وللعمليات على حاملات الطائرات مع البحرية الفرنسية. وقد أظهرت رافال مستوىً رائعًا من القدرة على البقاء خلال العمليات الأخيرة التي أجرتها سلاح الجو والفضاء الفرنسي والبحرية الفرنسية، بفضل هيكلها المُحسّن ومجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار المتقدمة وذات القدرة على الرصد المنخفض. من المتوقع أن تظل هذه الطائرة في الخدمة كطائرة قتالية رئيسية لفرنسا حتى عام 2040 على الأقل.

بدأ إنتاج أول طائرة رسميًا في ديسمبر 1992، ولكنه توقف في نوفمبر 1995 بسبب حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي. واستؤنف الإنتاج في يناير 1997 بعد أن اتفقت وزارة القوات المسلحة وشركة داسو على إنتاج 48 طائرة (28 طائرة ثابتة و20 طائرة اختيارية) على أن يتم تسليمها بين عامي 2002 و2007.

تعمل طائرة رافال بمحركين من طراز Snecma M88-4E، قادران على الطيران الفائق السرعة. وتتميز بنسبة دفع إلى وزن عالية وأداء قوي على جميع الارتفاعات. وهي مجهزة برادار Thales RBE2-AA AESA، ومنظومة SPECTRA للحرب الإلكترونية، ونظام OSF للبحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء لتعزيز الوعي الظرفي. صُممت طائرة رافال من مواد مركبة بنسبة 70% لتقليل بصمات الرادار والأشعة تحت الحمراء، وتحمل مدفعًا من طراز GIAT 30 عيار 30 ملم وما يصل إلى 9.5 أطنان من الذخائر عبر 14 نقطة تعليق، بما في ذلك صواريخ جو-جو من طراز MICA وMeteor، وصواريخ كروز SCALP-EG، وصواريخ Exocet المضادة للسفن، والصواريخ النووية ASMP-A.

في مارس 2023، حصلت الطائرة على اعتماد معيار F4.1 من قِبل إدارة الطيران الفيدرالية (DGA). ويشمل هذا المعيار سلسلة من القدرات والأنظمة الجديدة على متن الطائرة، بما في ذلك مستشعر IRST مُحسّن يوفر كشفًا سلبيًا ليلًا/نهارًا، ويُحسّن تتبع الطائرات منخفضة الرؤية عبر طيف الأشعة تحت الحمراء؛ وأنماط تعاونية جديدة لتحسين الكشف والتتبع وتنسيق الاشتباك؛ ومنظار Thales SCORPION المُثبت على الخوذة لالتقاط الهدف بسرعة؛ وشاشات عرض جانبية أكبر وعالية الدقة في قمرة القيادة لدعم وعي الطيار وكفاءته.

سيُمكّن معيار 4.3 الجديد طائرة رافال من حمل صاروخ جو-جو من الجيل الجديد MICA NG. كما ستُجهّز الطائرة بنظام SPECTRA المُطوّر للحماية الذاتية، ونظام اتصال لاسلكي مُعرّف بالبرمجيات CONTACT، وهيكل TALIOS، المُزوّد بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، والذي سيحتوي على وضع "تحديد/التعرف التلقائي على الأهداف".

مكّنت حملة RAU الأخيرة المديرية العامة للطيران المدني وشركائها من تقييم الإمكانات التشغيلية الآنية لأنظمة رافال F4.3 على متن الطائرة، والاتصالات التكتيكية، ومجموعة أجهزة الاستشعار. ستُشكّل النتائج أساسًا لمراحل التطوير المتبقية، وستدعم المسار نحو التأهيل الكامل لمعيار رافال F4.3. يُمثّل هذا التطوير خطوةً مهمةً إلى الأمام في قدرات فرنسا القتالية الجوية، ويُساعد على ضمان استمرار دور رافال كعنصر أساسي في القوات الجوية الوطنية.