تُعدّ طائرة KAAN المقاتلة، المعروفة سابقًا باسم TF-X، الطائرة المقاتلة الشبحية الرائدة في تركيا من الجيل الخامس، والتي طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI). وتمثل هذه الطائرة حجر الزاوية في طموح قطاع الدفاع التركي لتحقيق استقلالية استراتيجية في منصات الدفاع عالية التقنية. وبصفتها طائرة متعددة المهام قادرة على التخفي، فقد صُممت لتحقيق التفوق الجوي ومهام الضرب الدقيقة. ويمثل إطلاقها تقدمًا كبيرًا في قدرات تركيا الجوية، ويؤكد دورها المتنامي في مجال الطيران العسكري من الجيل التالي.
تُعدّ KAAN طائرة مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، بمحركين، ومجهزة للعمل في جميع الأحوال الجوية، صُممت لتكون بمثابة الركيزة الأساسية لأسطول الطيران التكتيكي التابع للقوات الجوية التركية. طُوّرت هذه الطائرة من قِبل شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI) بالتعاون التقني مع شركة BAE Systems، وهي نتاج مبادرة تركيا الاستراتيجية لاستبدال أسطولها القديم من طائرات F-16 وتأكيد سيادتها التكنولوجية في قطاع الدفاع. بدأ تصور البرنامج في عام 2010 تحت اسم TF-X، وبدأ التطوير الرسمي في عام 2016. ازداد زخم المشروع بشكل ملحوظ بعد استبعاد تركيا من برنامج F-35 Lightning II، مما أجبر أنقرة على إعطاء الأولوية لبديلها المحلي.
جاء أول معلم رئيسي في رحلة KAAN في مارس 2023، عندما بدأت اختبارات الأنظمة. وأعقبت هذه الاختبارات الرحلة الافتتاحية للطائرة في فبراير 2024، وهي لحظة حاسمة لصناعة الطيران والفضاء التركية. اعتبارًا من منتصف عام 2025، حلّقت طائرة نموذجية واحدة بنجاح، بينما يجري تجميع نموذج ثانٍ ومن المتوقع أن ينضم إلى الاختبارات خلال العام. أعلنت وزارة الدفاع التركية عن نيتها إنتاج ونشر دفعة أولية من 20 مقاتلة من طراز KAAN بحلول عام 2028، مع دمج أوسع في سلاح الجو بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
من حيث مهامها، صُممت KAAN لأداء مجموعة من الأدوار، بما في ذلك التفوق الجوي، والضربات العميقة، وقمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD)، والحرب الإلكترونية. وهي تتضمن ميزات متطورة للتخفي، وقدرة على التحليق الفائق، ودمج أجهزة الاستشعار، وعمليات تعتمد على الشبكات، مما يُمكّنها من العمل في مجال جوي شديد التنافس مع أدنى حد من قابلية الكشف. هذه القدرات تجعل KAAN ليس فقط أصلًا دفاعيًا وطنيًا، بل أيضًا منصة تنافسية في سوق تصدير الدفاع الدولي.
امتد الاهتمام بـ KAAN إلى ما وراء حدود تركيا. أصبحت إندونيسيا أول عميل مُصدّر مؤكد، بعقد لـ 48 طائرة، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2028. وأعربت دول أخرى مثل أذربيجان والمملكة العربية السعودية وباكستان وماليزيا عن اهتمامها، مع وجود مناقشات جارية تغطي عمليات الشراء المحتملة واتفاقيات الإنتاج المشترك. يعزز هذا الجذب الدولي الأهمية الاستراتيجية والتجارية لطائرة KAAN، مما يجعلها منافسًا قويًا في سوق الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس العالمية.
وهكذا، تُجسّد طائرة KAAN التزام تركيا طويل الأمد بالابتكار الدفاعي، مما يُشير إلى انضمامها إلى مجموعة مختارة من الدول القادرة على إنتاج طائرات مقاتلة متطورة.
أنواع طائرات KAAN المقاتلة:
- المجموعة 0: نماذج أولية تُستخدم لاختبارات الطيران ودمج الأنظمة.
- المجموعة 1: نماذج إنتاج مبكرة بقدرات تشغيلية أساسية، ومن المقرر تسليمها بدءًا من عام 2028.
- المجموعة 10: إصدارات مُحسّنة تتميز بمحركات محلية الصنع وإلكترونيات طيران متقدمة، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
التصميم
يعكس تصميم طائرة KAAN المقاتلة أحدث فلسفات هندسة مقاتلات الجيل الخامس، حيث يجمع بين التخفي والمرونة الديناميكية الهوائية والتركيبية. صُممت الطائرة على هيكل منخفض الرصد، باستخدام مواد متطورة تمتص الرادار وأسطح زاوية تُقلل من المقطع العرضي للرادار عبر نطاقات تردد متعددة. صُمم هيكل الطائرة وأجنحتها لتحقيق قدرة عالية على المناورة والطيران الفائق، حيث تتميز بامتداد جذري كبير للحافة الأمامية (LERX) وأجنحة دلتا مشذبة مدمجة بسلاسة في هيكل الطائرة لتعزيز الرفع والتحكم في السرعات العالية والمنخفضة.
تُعد حجرات الأسلحة الداخلية سمة مميزة لتصميمها الموجه نحو التخفي، مما يسمح بحمل الذخائر دون المساس ببصمة الرادار. صُممت هذه الحجرات لاستيعاب الذخائر جو-جو وجو-أرض، مما يدعم نمط تشغيل متنوع مع الحفاظ على الكفاءة الديناميكية الهوائية. تميل المثبتات الرأسية للطائرة إلى الخارج، مما يساهم في التحكم في التخفي والانحراف، بينما تُعتبر المثبتات الأفقية أسطحًا متحركة بالكامل مصممة لتحكم دقيق في الميلان وخفة الحركة أثناء القتال الجوي.
من الناحية الهيكلية، يعتمد نظام KAAN بشكل كبير على المواد المركبة، وخاصةً البوليمرات المقواة بألياف الكربون، لتحقيق توازن مثالي بين المتانة وخفض الوزن. قمرة القيادة ذات المقعد الواحد مرتفعة لتوفير رؤية فائقة للطيار، وهي مغطاة بمظلة من قطعة واحدة تعزز وعي الطيار بالوضع وتقلل من انعكاسية الرادار. تتميز واجهة الطيار بتصميم قمرة قيادة زجاجي، تهيمن عليه شاشة لمس واسعة النطاق وأدوات تحكم رقمية مدمجة، مما يوفر إدارة كاملة للمهام بأقل جهد. تهدف هذه الخصائص المادية والمريحة إلى دعم التكوينات المأهولة والاختيارية في المستقبل.
التسليح
صُممت طائرة KAAN المقاتلة لتكون منصة قتالية متعددة الاستخدامات، قادرة على نشر طيف واسع من الذخائر الموجهة بدقة وأسلحة الهيمنة الجوية. تشمل ترسانتها الجوية حلولاً محلية الصنع، مثل صاروخ Bozdoğan (Merlin)، وهو صاروخ قصير المدى موجه بالأشعة تحت الحمراء، مصمم للاشتباكات عالية الدقة خارج خط التصويب والقتال الجوي القريب، وصاروخ Gökdoğan (Peregrine)، وهو صاروخ موجه بالرادار خارج مدى الرؤية (BVR)، مصمم لمهام اعتراض بعيدة المدى وتحقيق التفوق الجوي. بالإضافة إلى ذلك، تتوافق هذه المنصة مع صاروخ Meteor من شركة MBDA، الذي يوفر مدىً ممتدًا وتوجيهًا راداريًا نشطًا مع نظام دفع نفاث رام، مما يوفر قدرة اشتباك فائقة ضد أهداف سريعة الحركة في بيئات تنافسية شديدة.
لمهام الهجوم، يمكن تسليح طائرة KAAN بصاروخ SOM (الصاروخ البعيد)، وهو صاروخ كروز بعيد المدى يتجاوز مداه 250 كيلومترًا، مما يتيح توجيه ضربات دقيقة ضد أهداف أرضية محصنة دون اختراق دفاعات العدو الجوية. ويشمل التسليح الإضافي عائلة KUZGUN من الصواريخ المعيارية، المتوفرة بتكوينات مختلفة، بما في ذلك حمولات شديدة الانفجار، وصواريخ خارقة للدروع، وحمولات الحرب الإلكترونية، مما يوفر مرونة في تلبية الاحتياجات التكتيكية المتنوعة. كما تدعم الطائرة مجموعة واسعة من القنابل الموجهة محليًا، مثل سلسلة HGK (مجموعة التوجيه) وKGK (مجموعة التوجيه المجنح)، والتي تحوّل القنابل القياسية متعددة الأغراض إلى ذخائر موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)/نظام تحديد المواقع العالمي (INS) قادرة على ضرب الأهداف الثابتة أو المتحركة بدقة عالية.
جميع الذخائر مدمجة عبر حجرات داخلية لتحقيق أقصى درجات التخفي، كما أن الطائرة مزودة بأبراج تحت الأجنحة للعمليات غير الشبحية أو مهام العبارات، مما يزيد بشكل كبير من مرونة الحمولة عندما لا تكون إمكانية الرصد المنخفضة أولوية.
المحرك
يتكون نظام دفع طائرة KAAN المقاتلة من محركين توربينيين مروحيين مزودين باحتراق لاحق، وتعمل النماذج الأولية بمحركات جنرال إلكتريك F110-GE-129. يوفر كل محرك قوة دفع تبلغ حوالي 29,000 رطل (lbf)، مما يُسهّل الأداء بسرعات عالية، وتسارعًا فائقًا، ورحلة طيران تفوق سرعة الصوت بشكل مستمر دون استخدام حارق لاحق - وهي ميزة تُعرف باسم "الرحلة الفائقة". هذه المحركات هي منصات مثبتة، تُستخدم بالفعل لتشغيل العديد من طائرات الجيل الرابع، مثل F-15 وF-16، مما يوفر موثوقية عالية خلال المراحل الأولى من تطوير KAAN.
لتحقيق كامل القدرة المحلية وتجنب الاعتماد على الموردين الأجانب، تعمل تركيا على تطوير محرك TEI TF35000 التوربيني المروحي ليكون المحرك الأمثل لطائرة KAAN. من المتوقع أن يُقدم هذا المحرك أداءً مساويًا أو متفوقًا على محرك F110، مع دمج ميزات مُحسّنة للتخفي، وكفاءة استهلاك الوقود، والتحديثات المستقبلية. يوفر نظام المحركين المزدوجين تعدد استخدامات الطائرة وقدرة أكبر على البقاء في القتال، مما يسمح للطائرة بالحفاظ على قدرتها التشغيلية حتى في حالة تعطل المحرك جزئيًا.
صُممت مداخل الهواء للمحرك مع مراعاة اعتبارات التخفي، وتتميز بقنوات متعرجة لمنع انعكاسات الرادار المباشرة في خط الرؤية من واجهة المحرك. قد تُجهز فوهات العادم مستقبلًا بنظام توجيه الدفع لتحسين خفة الحركة، وربما بميزات تقليل بصمة الأشعة تحت الحمراء، وذلك وفقًا لتطور طراز المحرك المحلي.
إلكترونيات الطيران والمعدات على متن الطائرة
تُعدّ مجموعة إلكترونيات الطيران في طائرة KAAN المقاتلة ركيزة أساسية في مزايا الجيل الخامس، وهي مبنية على بنية مفتوحة لضمان إمكانية الترقية على المدى الطويل ومرونة تكامل الأنظمة. المستشعر الأساسي للطائرة هو رادار MURAD ذي المصفوفة الإلكترونية النشطة الممسوحة ضوئيًا (AESA) الذي طورته شركة ASELSAN. يوفر نظام الرادار هذا وظائف متعددة الأوضاع، مما يتيح التتبع المتزامن لأهداف جوية متعددة، ورسم خرائط أرضية عالية الدقة بفتحة تركيبية، وقدرات حرب إلكترونية متكاملة مثل التشويش وتعطيل الإشارات.
ويُكمّل الرادار مجموعة شاملة من أجهزة الاستشعار الكهروضوئية، بما في ذلك نظام استهداف كهروضوئي متطور (EOTS) للاستهداف الدقيق، ونظام فتحة موزعة (DAS) يوفر وعيًا كرويًا كاملًا بالوضع. تتيح هذه الأنظمة للطيار اكتشاف التهديدات والتعامل معها دون إرسال إشارات رادارية، مما يحافظ على التخفي في سيناريوهات التتبع السلبي. كما يُعزز نظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST) قدرة الطائرة على اكتشاف الأهداف التي تُصدر حرارة، مثل الطائرات والصواريخ، على مسافات بعيدة.
فيما يتعلق بالحرب الإلكترونية والقدرة على البقاء، زُوّد نظام KAAN بمجموعة متكاملة من الوسائل الدفاعية. تشمل هذه الوسائل جهاز استقبال للتحذير الراداري (RWR) الذي يكشف ويصنّف انبعاثات الرادار، وأجهزة استشعار للتحذير الصاروخي (MWS) للكشف عن الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء القادمة، وأجهزة استقبال للتحذير بالليزر (LWR)، وموزعات تدابير مضادة قادرة على نشر قذائف الهاون، والمشاعل، والطعوم النشطة المحتملة. تعمل هذه الأنظمة بالتنسيق مع حاسوب مهام متطور يُجري دمجًا آنيًا للمستشعرات، مما يُتيح للطيار رؤية واضحة وذات أولوية لساحة المعركة.
يتميز نظام KAAN أيضًا بنظام اتصالات وربط بيانات آمن وعالي النطاق الترددي، قادر على التكامل مع شبكات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وشبكات القيادة والتحكم المحلية. يدعم نظام الملاحة والتعرف المتكامل على متن الطائرة (ICNI) نقل الصوت/البيانات المشفرة، ونظام الملاحة GPS/INS، ووظيفة IFF (تحديد الصديق من العدو). بالإضافة إلى ذلك، صُمم نظام KAAN ليكون منصة قيادة للطائرات بدون طيار، حيث يُنسّق أسراب الطائرات المسيرة ضمن نموذج عمل جماعي مأهول وغير مأهول (MUM-T).
معًا، لا تُزوّد هذه الأنظمة نظام KAAN بميزة تنافسية في القتال الجوي الحديث فحسب، بل تُؤهّله أيضًا للمستقبل لأدوار في الحرب الشبكية، والقمع الإلكتروني، وجمع المعلومات الاستخبارية.
المواصفات
النوع: مقاتلة شبح متعددة المهام من الجيل الخامس
الدول المستخدمة: تركيا (مؤكدة)، إندونيسيا (مؤكدة)، اهتمام محتمل من أذربيجان، المملكة العربية السعودية، باكستان، ماليزيا، أوكرانيا.
الدول المصنّعة: تركيا.
التسليح: صاروخ جوكدوغان (بيرغرين) BVR، صاروخ بوزدوغان (ميرلين) قصير المدى، صاروخ ميتيور من إم بي دي إيه، صاروخ كروز من سوم، صواريخ سلسلة كوزغون، قنابل موجهة بدقة من طراز HGK/KGK.
إلكترونيات الطيران: رادار مراد AESA، نظام استهداف كهروضوئي، بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء، نظام فتحة موزعة، نظام تحديد ملاحة اتصالات متكامل، مستقبل تحذير راداري، نظام تحذير صاروخي، مستقبل تحذير ليزري، نظام توزيع التدابير المضادة.
المحرك: طائرتان من طراز جنرال إلكتريك F110-GE-129 (مبدئيًا)، من المخطط نقلهما إلى طائرتين من طراز TEI TF35000 (قيد التطوير).
وزن الطائرة: أقصى وزن للإقلاع حوالي ٢٧٢٠٠ كجم (٦٠٠٠٠ رطل).
سرعة الطائرة: أقصى سرعة ١.٨ ماخ.
مدى الطائرة: نصف قطر القتال المقدر أكثر من ١٢٠٠ كم.