رؤية تحليلية: الباحث :جهاد فتحى يجيب عن ما هو دور القوات الخاصة الأمريكية فى حال نشوب عمليات عسكرية ضد إيران ؟

يتوقع معظم المحلللين والخبراء أن تكون الحشود العسكرية الأمريكية الجارية في الخليج تستهدف ردع إيران ، وأن إحتمالات إندلاع عمليات عسكرية قليلة بالرغم مع عدم إغفال أنها لا تزال إحتمالات قائمة . وعليه فالطرح القادم ما هو إلا سيناريو مستقبلي "ماذا لو؟" بإفتراض تصاعد الوضع القائم لعمليات عسكرية في الخليج ومن هنا كانت الاجابة عن بعض التساؤلات التالية مع الباحث فى الشأن العسكرى جهاد فتحى والمتخصص فى شئون القوات الخاصة فى الحوار التالى :


ما هو الدور المتوقع لقوات العمليات الخاصة الأمريكية ؟
بطبيعة الحال خلال أوقات الأزمات السياسية المشابهة يتم رفع حالة قوات العمليات الخاصة نظراً لكونها ذات تأثير كبير وقدرة على تنفيذ عمليات قد تساهم فى حسم الصراع إن لم تكن ستحسمه بشكل نهائى أو أن تقوم بالتصدى للأزمة بشكل يحتويها ويساهم فى منعها من التفاقم ، وعليه فطبقا لمستجدات الأحداث الأخيرة في الخليج يتوقع أن ينفذ ذلك النوع من العمليات لكونه "الخيار الأمثل" لعدة أسباب منها:
كونها خيار عسكري يمثل تصعيد محدود يضمن كون الرد بالمثل علي الإستفزازات الإيرانية خصوصاً بعد إستهداف ناقلات البترول ومواقع التكرير وهو تصعيد يستوجب رد مماثل في المستوي ولا يستدعي تنفيذ عملية عسكرية كبيرة أو معركة أسلحة مشتركة اذا ما أراد متخذ القرار الإحتفاظ بخيار المفاوضات .

أيضاً محدودية حجم العملية الخاصة من حيث حجم مسرح العمليات وأعداد القوات المشاركة من الطرفين مما يساهم في السيطرة علي حجم الخسائر من الجانبين مقارنة بالعمليات التقليدية .


ما هى مؤشرات الإستعدادات لعملية عسكرية بالنسبة للقوات الخاصة الأمريكية ؟
نظرا لسرية العمليات وكذلك إحتفاظ القوات دوماً بعنصر المفاجأة وزمام المبادرة قدر الإمكان ستكون مؤشرات الإستعدادات لعملية عسكرية خاصة مؤشرات عامة ، تتضمن رفع حالة القوات كلها بشكل عام وقوات العمليات الخاصة من ضمنها ، بحيث لا يمكن للعدو إكتشاف العملية قبل تنفيذها بوقت يسمح له بإتخاذ إجراءات مضادة، ولكن نظراً لكون الأزمة تتعلق بشكل أو بآخر لتهديد إيران بتنفيذ قصف صاروخي باليستي سواء من منصات ثابته أو متحركة يتوقع أن تقوم قوات العمليات الخاصة بالبحث والتدمير للمواقع المحتملة لإطلاق مثل ذلك النوع من الصواريخ، سواء بالهجوم المباشر أو بالتنسيق المشترك مع عناصر من القوات الجوية أو البحرية في المناطق الساحلية، بهدف حرمان الخصم من مزايا الأسلحة بعيدة المدي التي تشكل ذراعاً طولي يهدد بها الخصم مما يدفعه لموقف يصبح فيه مرغماً علي الجلوس علي طاولة المفاوضات.


كيف تساهم القوات الخاصة الأمريكية فى تحديد الأهداف البرية فى العمق الإيرانى لتوجية ضربات صاروخية \ جوية بدقة ؟
بالطبع أحد أهم واجبات قوات العمليات الخاصة خلف خطوط العدو هي تأكيد معلومات الإستخبارات بشكل نهائي وجمع ما يستجد من معلومات قبل تنفيذ المهمة ، وذلك لتحديث آخر المستجدات طبقاً للأمر الواقع علي الأرض قبل تنفيذ أي من أشكال العمليات سواء دعم تنفيذ عمليات القذف الجوي أو القصف المدفعى/الصاروخي من خلال توجيه الذخائر الذكية عن طريق الأجهزة الكهروبصرية المزودة بأشعة الليزر أو التدخل المباشر بمهاجمة مواقع معادية أو قطع طرق مواصلات وإمداد معادية، بما يتناسب مع قدرات مجموعة العمليات نظراً لخفة تسليحها لحرصها علي سهولة الحركة فى عمق أراضى العدو.


ما هى إحتمالية قيام إغارات خاطفة على إهداف إيرانية فى العمق ؟
يحتمل بشكل كبير جداً بحسب إذا كانت عمليات ذات أغراض سرية وهي مثل أعمال النسف والتدمير لبعض المنشأت التي تؤثر أو تعيق العدو بحرمانه من مزاياها كمستودعات الصواريخ بعيدة المدى سواء بتدميرها تماما أو بإعطابها بأكبر ضرر ممكن لاقصائها خارج حسابات المعركة خلال فترة إعادة رفع الكفاءة القتالية .
كذلك عمليات دعم الحرب الالكترونية من خلال نشر معدات إعاقة وشوشرة خلف خطوط العدو في مواقع قد يصعب إستهدافها نظراً لكون مواقعها جغرافياً خارج المدي العملياتي المباشر للقوات أو نظراً لتوزيع الوحدات النيرانية المتوفرة بشكل يشمل أولويات معينة وفي نفس الوقت وجود حاجة لحرمان العدو من مزايا أسلحته بعيدة المدي داخل مسرح العمليات لمنع أعمال القصف لوقت محدد حتي يتسني الوقت للتعامل مع مثل تلك الأهداف.
أو عملية علنية بهدف إستغلال نجاحها في حملة من العمليات النفسية ضد الخصم مثل الإغارة على أحد مقار القيادة أو أسر أحد الشخصيات البارزة ويتوقع أن يكون على درجة من الأهمية والرمزية العالية سواء مثل الجنرال قاسم سليماني كونه قائد فيلق القدس رأس الحربة للحرس الثوري الذي أعلن تنظيما إرهابياً مؤخراً، أو أحد القيادات الدينية الكبيرة للجمهورية الاسلامية التي تمثل المرجعية للمبادئ الأيدولوجية للدولة والنظام الحاكم وذلك لأهمية دورهم في عملية الحشد العقائدي سواء من خلال عناصر "البسيج" أو الحشد الشعبي الذي قد يحاول نقل ساحة الصراع خارج نطاق مسرح العمليات في الخليج. 


ما هى أبرز الوحدات الأمريكية الخاصة المرجح إشتراكها فى حال بدء عملية عسكرية ضد أهداف إيرانية ؟
كون الأزمة ترتبط بمانع جغرافي بحري وهو الخليج لذلك يتوقع وجود مكثف لقوات العمليات الخاصة البحرية سواء القوات الخاصة البحرية الأشهر "السيل" أو وحدات من قوات العمليات الخاصة في "المارينز" كقوة إستطلاع المارينز أو مجموعة القوات الخاصة بالمارينز "مارسوك"خاصة مجموعاة العمليات الخاصة التابعة منها لأسطول الخامس ولعناصر القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية .
وفي نفس الوقت يعتبر مسرح العمليات مفتوح لعناصر قوات العمليات الخاصة من الجيش كقوة "دلتا" الأشهر أو أي من عناصر العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية وبالرغم من أنه قد يستبعد البعض كلا العناصرين لنظراً للحادثة الشهيرة خلال محاولة إنقاذ موظفي السفارة الامريكية أثناء الثورة الايرانية إلا أن ذلك الفرض قد يساهم في تحقيق عنصر المفاجأة لدي تلك المجموعات التي بلا شك إستفادت من الدروس اللوجيستية للعملية التاريخية السابقة .
نظراً لكون جميع العمليات الخاصة ستتم بالتنسيق بين قيادة العمليات الخاصة الأمريكية التي تضم هيئة أركان مشتركة لقوات العمليات الخاصة من مختلف الأفرع مع الإشراف المباشر لقيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية لذلك لا يمكن تسمية قوات بيعنها خصوصاً في ضوء الإستخدام المكثف لعناصر القوات الخاصة البحرية "السيل" و"المارينز" من قبل في إفغانستان وهي دولة حبيسة بهدف تحقيق مفاجأة تكتيكية لكونهم عناصر غير متوقع ظهورهم في مسرح العمليات.


ما هى الوسائل التى من خلالها تصل تلك الوحدات الى أهدافها ؟
بطبيعة الحال نقطة الإختلاف التي يدور حولها الصراع تتعلق بمضيق هرمز وهو ممر بحري يربط بين الخليج وبحرالعرب الي المحيط لهندي لذلك يتوقع أن يكون إمتداد الشريط الساحلي الإيراني الجنوبي كمدينة بندر عباس الساحلية شرق الخليج وكذلك الجزر الرئيسية ذات المواقع الجيواستراتيجية كجزيرة هنجام ستشكل المواقع الأولية أوالرئيسية التي يحتمل أن تصبح مسرحاً لتنفيذ إغارات بحرية وعمليات إبرار لذلك فإن الإقتراب البحري سيكون الأكثر إحتمالاً وعليه فإن الجانبين سيقوما بإتخاذ إجراءات كثيرة خصوصاً لإيران في شكل إستحكامات وعمليات دفاعية وتكثيف للدوريات حول المناطق ذات الأهمية منها.
ولذلك قد يكون خيار التدخل عن طريق الجو جيد مع دراسة الظروف المناخية وذلك علي حسب وضع الدفاع الجوي القائم للهدف المدافع عنه ، والتي سنفترض كونها في أفضل حالاتها مما يساهم في زيادة صعوبة تنفيذ أعمال إبرار أو إنزال جوي للقوات الخاصة مع ذلك يُمكن لعناصر القوات الخاصة التسلل عن طريق القفز المظلي الحر مع إرتفاعات علية مع فتح المظلات في تلك الارتفاعات العالية مما يمكن العناصر من القفز من طائرات في خارج المجال الجوي الايراني والتسلل عبر التزلج الشراعي لداخل المجال الجوي المعادي الي حين الوصول الي منطقة الإنزال وتجهيز معداتهم علي حسب العملية المقرر تنفيذها، أو عن طريق تنفيذ عمليات حرب الكترونية بهدف دعم تغطية التشكيلات الجوية المهاجمة أثناء عملية الإقتراب والتسلل للأهداف .
وهو ما يفتح الباب أما الخيار التدخل الجو- بحري وهو عن طريق إنزال العناصر من الطائرات بالمظلات في الجو ومعهم معدات بحرية صغيرة كالزوارق السريعة بما يضمن التجهيز من خلال العائمات السريعة بهدف التسلل لمهاجمة أهداف  بحرية في الخليج العربى أو ساحلية وهنا أيضاً ينبغي الإشارة لإحتمالية تنفيذ ذلك النوع من العمليات من إتجاه بحر قزوين بحيث يمثل مفاجأة تكتيكية خصوصاً مع قرب العاصمة طهران منه، مما يجعله خياراً لا يستهان به.


برياً فان المحور الأكثر إحتمالا هو:
 محور التسلل عبر حدود أفغانستان وذلك لوجود تجهيزات لوجيستية من القواعد الأمريكية هناك، أو عن طريق محور باكستان وهو ما يطرح سيناريوهين الأول: السماح بالعملية من قبل حكومة باكستان بشكل سري مع الحفاظ علي مساحة تسمح لهم بالإنكار وذلك اذا إستثمرت الولايات المتحدة الحادث الحدودي بين البلدين من ضمن الصفقة، أما الثاني فهو التنفيذ فعلياً من خلال باكستان دون تنسيق وهو يحتوي علي الكثير من المخاطرة ولكنه الأقرب للحدوث اذا ما تقرر إستخدام ذلك المحور وذلك نظراً لتوازونات مصالح باكستان مع الصين المضادة للتقارب الهندي الغربي .
أما بالنسبة للمحور الشمالي الغربي فيمكن التسلل من خلال جنوب إقليم القوقاز من أزربيجان وأرمنيا وهو ما يفتح المجال لقيام شركات الأمن الخاصة التي ينشط عملها داخل ذات الاقليم سواء في دعم العمليات مثل تنفيذ عملية توصيل أو إنسحاب القوات أو تنفيذ عملية بالكامل مع الإحتفاظ بالقدرة الكاملة علي إنكار الصلة بها ، كذلك وجود شبكة من الأصول والعلاقات تسمح بذلك .
أما المحورالغربي فتقع تركيا في أقصاه شمالاً ويُستبعد التنسيق معها ضد النظام إيران نظراً لما حدث من توفيق وجهات النظر في الملف الكردي خصوصاً قبل إطلاق العمليات العسكرية التركية الأخيرة في كلاً من سوريا والعراق، ولذلك قد يتم التنفيذ من خلالها دون تنسيق ولكن هذا مُستبعد خصوصاً في ظل توافر الإمكانيات في دول القوقاز والتي تقترب جغرافياً من نفس المواقع الجغرافية التى قد تستهدف .


وفي جنوب المحور الغربي يقع الشريط الحدودي العراقي الذي سيتم تقسيمه لثلاث مناطق:
الشمال إقليم كردستان وهو ما يتوقع في التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة إذا ما تقرر مساندة ودعم عناصر القوات الخاصة للتسلل عبره داخل الحدود الايرانية . 
وفي الوسط حيث المنطقة الخضراء مما يساهم في توافر الدعم اللوجستي المطلوب وكذلك إنشغال القوي الأمنية العراقية بمطاردة فلول داعش في الشريط الحدودي الغربي مما قد يسمح بتنفيذ العملية دون التنسيق مع الحكومة العراقية .
وفي الجنوب حيث محور الأهواز والذي بالرغم من المكون الشيعي الغالب كان المحور الذي تقدمت من العراق خلال حرب الخليج مع ايران كذلك وجود حركة مجاهدي خلق وغيرها من التنظيمات التي تطالب بالإستقلال عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي قد تساعم في دعم لوجيستيات عناصر القوات الخاصة خلف الخطوط الدفاعية الايرانية.


*ما هى الوحدات التى فى حالية جاهزية فعلية بالمنطقة ؟
تعمل قوات الخاصة تحت تنسيق هيئة أركان وقيادة مشتركة وهي قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية
(United States Special Operations Command (USSOCOM


ويليها قيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية الأمريكية

(Special Operations Command Central (SOCCENT

وستكون الفرق التالية هي الأكثر إحتمالاً لتنفيذ عمليات خاصة في حالة إتخاذ القرار بذلك نطراً إما لتكليفها بواجباتها ضمن نطاق المنطقة المركزية أو الأسطول السادس أو هي وحدات محددة واجباتها في منطقة الشرق الأوسط أو يتواجد جزء من تلك التشكيلات لدعم قوات القيادة المركزية:

(8th Psychological Operations Group (CENTCOM

المجموعة 8 عمليات نفسية التابعة للقيادة المركزية

عناصر الوحدات الخاصة البحرية:


(Marine Special Operations Regiment (MSOR)(MARSOC

لواء العمليات الخاصة بالمارينز التابع لقيادة المارينز للعمليات الخاصة.


(1st Force Reconnaissance Company(MARSOC
فرقة الإستطلاع الأولي مارينز التابعة لقيادة المارينز للعمليات الخاصة.


(SEAL Team 10(NSWC
فريق 10 قوات خاصة بحرية "سيل" التابع لقيادة الحرب البحرية الخاصة.


(SEAL Delivery Vehicle Team 1(NSWC
الفريق الأول مركبات نقل لوحدات القوات الخاصة البحرية "سيل"التابع لقيادة الحرب البحرية الخاصة.


(SWCCSpecial Boat Team 22(NSWC
فريق 22 زوارق خاصة مقاتلة التابع لقيادة الحرب البحرية الخاصة.


 Naval Special Warfare Development Group- SEAL Team Six
فريق 6 قوات خاصة بحرية "سيل" – مجموعة التطوير التابعة لقيادة الحرب البحرية الخاصة.


5th Special Forces Group
كتيبتين دعم من المجموعة الخامسة قوات خاصة بالجيش الأمريكي يتنقلان بين العراق وشبه الجزيرة العربية.


1st Special Forces Group
كتيبتين دعم من المجموعة الأولي قوات خاصة بالجيش الأمريكي تتنقلان بين العراق وشبه الجزيرة العربية وأفغانستان.


1st Special Forces Operational Detachment-Delta
قوة "دلتا" الشهيرة مجموعة العمليات الاستراتيجية بالجيش الأمريكي.


(352nd Special Operations Wing(AFSOC
الجناح 352عمليات خاصة التابع لقيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية.


(24th Special Tactics Squadron(AFSOC
السرب 24 تكتيكات خاصة التابع لقيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية.


(160th Special Operations Aviation Regiment Task Force Brown(ASOC
اللواء 160 طيران عمليات خاصة التابع لقيادة العمليات الخاصة بالجيش الأمريكية.