أخبار: "عملية الوعد الصادق 2".. ما هي الصواريخ التي استخدمت في الضربة الإيرانية لإسرائيل؟

ضرب هجوم واسع النطاق دبرته إيران الأراضي الإسرائيلية، في الأول من أكتوبر 2024، مما شكل نقطة تحول مهمة في الصراع الدائر بين البلدين. وكجزء من "عملية الوعد الصادق 2"، نشرت القوات الإيرانية ترسانة ضخمة، بما في ذلك 120 صاروخًا باليستيًا (بما في ذلك صواريخ عماد)، و170 طائرة بدون طيار، و30 صاروخًا فرط صوتي، من بينها صاروخ فتاح 2.

ومن بين الصواريخ الباليستية الـ 120 المستخدمة في هذا الهجوم صاروخ عماد، وهو صاروخ متوسط ​​المدى قادر على ضرب أهداف تبعد ما يقرب من 1700 كيلومتر بدقة محسنة. وبفضل نظام التوجيه الطرفي الخاص به، يمكن لهذه الصواريخ تعديل مسارها في المرحلة الأخيرة من الرحلة، وبالتالي زيادة فعاليتها. وشهد هذا الهجوم المنسق أيضًا استخدام 170 طائرة بدون طيار، وهو عنصر حاسم آخر في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية. أصبحت الطائرات بدون طيار أسلحة لا غنى عنها في الحرب الحديثة، وقد تضمن هجوم إيران على إسرائيل عددًا كبيرًا منها.

ولكن الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذا الهجوم يكمن في نشر 30 صاروخا فرط صوتي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الصواريخ في هذا الصراع. ومن بين هذه الصواريخ، تم استخدام صاروخ فتاح-2 لأول مرة في صراع. ويتميز هذا الصاروخ الفرط صوتي، القادر على الطيران بسرعة 13 ماخ، بقدرته على التهرب من أنظمة الدفاع التقليدية بفضل قدرته على المناورة بسرعة عالية. وبمدى يقدر بنحو 1400 كيلومتر، لا يستطيع صاروخ فتاح-2 الوصول إلى أهدافه في وقت قياسي فحسب، بل إنه مصمم أيضًا لتغيير المسار أثناء الطيران، مما يجعل اعتراضه صعبًا للغاية. كما أن حمولته المصممة لضربات دقيقة تجعله سلاحًا هائلاً للهجمات على البنية التحتية الحيوية.

لقد اختبر هذا الهجوم المنسق بشدة أنظمة الدفاع الإسرائيلية، ولا سيما القبة الحديدية وبطاريات آرو المضادة للصواريخ. وفي حين نجحت هذه الأنظمة في اعتراض جزء من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، فإن التهديد الذي تشكله الصواريخ الفرط صوتية مثل صاروخ فتاح-2 يظل مصدر قلق كبير. وتكافح أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية لمواكبة هذه الأسلحة فائقة السرعة، مما يمنح إيران ميزة استراتيجية واضحة في سعيها إلى الردع ضد إسرائيل. وحتى الآن، لم تظهر أرقام دقيقة مدى فعالية اعتراض صاروخ فتاح-2، لكن المسؤولين الإيرانيين زعموا أن 90٪ من الوسائل المستخدمة في الهجوم وصلت إلى أهدافها.

وبالتالي فإن هجوم الأول من أكتوبر يمثل تصعيدًا في الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، ليس فقط بسبب الكمية الهائلة من الأسلحة المنشورة ولكن أيضًا بسبب الجودة المتقدمة لهذه الأنظمة الهجومية. لقد أثبتت إيران قدرتها على تنفيذ هجوم معقد، يجمع بين الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية الدقيقة والصواريخ الأسرع من الصوت، وبالتالي دفع حدود الدفاعات الإسرائيلية. عطلت الطائرات بدون طيار أنظمة الكشف وأضعفت قدرات الاستجابة السريعة، في حين استهدفت صواريخ عماد الباليستية وصواريخ فتاح-2 الأسرع من الصوت البنية التحتية.

يعتبر عماد-1، على وجه الخصوص، صاروخًا باليستيًا متوسط ​​المدى طورته إيران واستخدمته منذ عام 2015 القوات الجوية الفضائية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي (IRGCASF). ويمثل هذا الصاروخ إنجازاً مهماً في القدرات الباليستية الإيرانية، كونه أحد الأسلحة الأولى من نوعها التي تتضمن نظام توجيه متقدم، وبالتالي تحسين دقتها مقارنة بالنماذج السابقة. ويعمل صاروخ عماد-1 بالوقود السائل، وهي التكنولوجيا التي تسمح، على الرغم من كونها أقدم من الوقود الصلب، بمرونة أكبر في ضبط المعلمات قبل الإطلاق.

بقطر 1.25 متر، تم تصميم عماد لحمل رأس حربي واحد، مما يمكنه من ضرب أهداف على بعد يصل إلى 1700 كيلومتر. ويسمح له هذا المدى بضرب أهداف في معظم أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، بدقة ملحوظة. والواقع أن الصاروخ يتميز بخطأ دائري محتمل يبلغ 50 متراً، مما يعني أن هامش الخطأ عند الاصطدام صغير نسبياً، وهو تحسن كبير مقارنة بالأنظمة الباليستية القديمة. وهذا يجعل عماد سلاحاً هائلاً للضربات المستهدفة للبنية التحتية الاستراتيجية.

إن هجوم الأول من أكتوبر 2024 يرمز إلى تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، مع استخدام ترسانة متطورة ومتنوعة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وصواريخ فتاح-2 الأسرع من الصوت. ويسلط هذا الهجوم، الذي نفذ كجزء من "عملية الوعد الصادق 2"، الضوء على تطور القدرات العسكرية الإيرانية ويثير تساؤلات جديدة حول قدرة أنظمة الدفاع الإسرائيلية على التعامل مع هذه التهديدات. وفي حين يدعو المجتمع الدولي إلى الهدوء، فإن هذا التصعيد بمثابة تذكير بهشاشة الوضع في الشرق الأوسط والمخاطر الكامنة في الحرب التكنولوجية المتزايدة.