أخبار: معرض ديفيا 2025: Rafael تكشف النقاب عن نظام دفاع جوي جديد مصمم للمركبات التكتيكية الخفيفة

في معرض ديفيا 2025، وهو معرض دفاعي دولي أقيم في أثينا، كشفت شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة عن نظام متنقل متطور لمكافحة الطائرات المسيرة (C-UAS)، مُركّب على مركبة بلاسان ستورم رايدر التكتيكية رباعية الدفع. يُمثّل هذا الكشف نقلة نوعية في قدرات حماية القوات المتنقلة، إذ يجمع بين الكشف المتقدم، والحرب الإلكترونية الناعمة، والمؤثرات الحركية القاتلة، في منصة مدمجة عالية الحركة. يُعالج دمج هذه التقنيات التهديد سريع التطور الذي تُشكّله أنظمة الطائرات المسيرة، وهو تحدٍّ برز بوضوح مع الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة في الصراعات الحديثة، مثل الحرب الدائرة في أوكرانيا.

يُقدّم حل رافائيل بنية دفاعية متعددة الطبقات، مُصمّمة لمواجهة التهديدات الجوية منخفضة الارتفاع التي تواجهها الوحدات التكتيكية المُناورة. يبدأ النظام بالكشف الشامل والوعي الظرفي. توفر أربعة مستشعرات رادار، موضوعة في كل زاوية من سقف المركبة، مراقبة مستمرة بزاوية 360 درجة. تُغذي هذه المستشعرات نظام حاسوب مركزي بالبيانات في الوقت الفعلي، والذي يُنسّق بدوره مع وحدة تتبع كهروضوئية/أشعة تحت الحمراء (EO/IR) مُدمجة داخل البرج. يُنشئ هذا التكامل سلسلةً سلسةً من المستشعر إلى المُنفّذ، مما يُتيح تحديد التهديدات الجوية وتتبعها والتعامل معها بشكل مستقل حتى أثناء حركة المركبة.

صُممت مجموعة أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار (C-UAS) بخياري القتل السهل والقتل العنيف. خط الدفاع الأول هو نظام حرب إلكترونية مُتطور (SIGINT). لا يقتصر هذا النظام على تحديد إشارات الاتصال بين الطائرة المُسيّرة ومُشغّلها فحسب، بل يتتبع أيضًا مصدر هذه الإشارات، مُحددًا موقع طيار الطائرة المُسيّرة بفعالية. تُمكّن هذه القدرة القوات من تعطيل روابط التحكم عن طريق التضليل أو التشويش، مما يُحيّد الطائرات المُسيّرة دون أي تدخل فعلي. عند الحاجة، يمكن استخدام هذه المعلومات أيضًا لتوجيه عمل حركي ضد المشغل باستخدام نظام صواريخ سبايك من رافائيل، مما يُعطّل قدرة العدو على شنّ المزيد من الهجمات.

وعندما يصبح التدخل الحركي ضروريًا، ينتقل النظام إلى عناصره القاتلة. ومن أبرز هذه العناصر مدفع M230 Bushmaster Chain Gun، وهو مدفع آلي عيار 30 مم منخفض الارتداد، قادر على إطلاق ذخائر انفجار جوي عيار 30×113 مم. صُممت هذه القذائف المتخصصة لتنفجر في الجو على مسافات محددة مسبقًا، مُطلقةً سحابة من الشظايا عالية السرعة المُصممة لتدمير أو تعطيل أهداف الطائرات بدون طيار. وهذا يجعل النظام فعالًا بشكل خاص ضد الطائرات بدون طيار التي تعمل في أسراب أو على ارتفاعات متفاوتة. يتيح التكامل مع الرادار وأجهزة استشعار EO/IR دقة الاستهداف والاشتباك، مما يُعزز القدرة على البقاء في البيئات المتنازع عليها.

لتكملة مدفع عيار 30 ملم، قامت رافائيل أيضًا بدمج طائرة اعتراضية بدون طيار من طراز Viper I من SpearUAV، وهو ابتكار بالغ الأهمية في حرب الطائرات بدون طيار. تُنشر طائرة Viper I من قاذفة بأربع عبوات مثبتة على جانب المركبة، وهي طائرة اعتراضية ذاتية التشغيل تعمل بالذكاء الاصطناعي، ومجهزة بدفع عالي السرعة وحمولة فتاكة. وهي قادرة على الإطلاق العمودي السريع والمناورة في الجو، مما يسمح لها باعتراض طائرات العدو بدون طيار على مسافات بعيدة.

توفر طائرة Viper I حلاً متعدد الاستخدامات للتدمير العنيف، وهو مفيد بشكل خاص في التعامل مع الذخائر عالية السرعة أو المراوغة أو المتسكعة التي يصعب تتبعها واستهدافها باستخدام أنظمة المدفعية التقليدية. يعزز تصميمها الهجومي العلوي وقدرتها على الضربات الدقيقة بشكل كبير من الفعالية التكتيكية لمنظومة الدفاع الجوي المضادة للطائرات بدون طيار في المركبة.

يأتي الكشف عن هذا النظام في وقت تتجلى فيه أهمية الدفاعات القوية ضد الطائرات بدون طيار أكثر من أي وقت مضى. لقد غيّر الصراع في أوكرانيا التفكير العسكري حول الطائرات بدون طيار بشكل جذري. نشرت القوات الروسية والأوكرانية آلاف الطائرات بدون طيار لمهام تتراوح بين الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) وضربات دقيقة وهجمات انتحارية.

وقد سلّط حجم وتنوع تهديدات الطائرات بدون طيار الضوء على نقاط ضعف حتى الجيوش المتقدمة عند مواجهتها لتقنيات الطائرات بدون طيار الفعالة من حيث التكلفة والقابلة للنشر السريع. وقد أدى هذا الواقع إلى زيادة الطلب الملحّ على أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار قابلة للتكيف ومتحركة، قادرة على الدفاع عن الوحدات الثابتة والمتحركة على حد سواء.

يلبي نظام رافائيل المضاد للطائرات بدون طيار المدمج على متن طائرة بلاسان ستورم رايدر هذه الحاجة بشكل مباشر. فهو يوفر حلاً آنيًا متعدد الطبقات ومتحركًا قادرًا على تحييد طيف واسع من التهديدات الجوية. ويعكس مزيجه من أدوات الحرب الإلكترونية سهلة القتل، والمدافع الحركية، والصواريخ الاعتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، نهجًا شاملًا لحماية القوات يتماشى مع واقع ساحة المعركة الناشئة. بالنسبة للقوات البرية العاملة في بيئات عالية الخطورة، حيث يكون استخدام الطائرات بدون طيار واسع الانتشار ومستمرًا، لم تعد أنظمة كهذه ترفًا، بل أصبحت ضرورة. ومع استمرار تطور الحرب الحديثة، فإن دمج مثل هذه التقنيات سيكون محوريا في الحفاظ على التفوق التكتيكي وحماية العمليات الحيوية للمهمة.