ليبيا: هجمات جوية وانفجارات في العاصمة الليبية طرابلس

 قال سكان إن عدة هجمات جوية وانفجارات هزت العاصمة الليبية طرابلس خلال الليل في تصعيد لهجوم بدأه الجيش الوطني الليبي على المدينة التي تسيطر عليها حكومة السراج .

وقال مراسل لرويترز وعدد من السكان إنهم شاهدوا طائرة تحلق لأكثر من عشر دقائق فوق العاصمة في ساعة متأخرة من مساء السبت وإنها أحدثت طنينا قبل أن تقصف على عدة مناطق.

وبعد منتصف الليل حلقت من جديد طائرة لأكثر من عشر دقائق قبل أن يهز انفجار قوي الأرض .ولم يتضح ما إذا كانت طائرة أو طائرة مسيرة وراء الهجوم الذي أدى إلى إطلاق مكثف لنيران المدافع المضادة للطائرات. وكان سكان قد تحدثوا عن هجمات لطائرات مسيرة في الأيام الأخيرة ولكن لم يرد تأكيد وكان دوي الانفجارات الذي سُمع في قلب المدينة هذه المرة أقوى من الأيام السابقة.

وأحصى سكان عدة هجمات صاروخية أصاب أحدها على ما يبدو معسكرا حربيا للميليشيات الموالية لطرابلس في منطقة السبع في جنوب العاصمة حيث وقع أعنف قتال بين القوات المتناحرة.

وأغلقت السلطات المطار الوحيد العامل بطرابلس لتقطع بذلك الاتصالات الجوية بمدينة يقطنها ما يقدر بنحو 2.5 مليون نسمة. وما زال المطار في مدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق مفتوحا.وكان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد بدأ هجوما قبل أسبوعين ولكنه لم يستطع اختراق الدفاعات الجنوبية لمدينة طرابلس.
وإذا تأكد شن طائرة مسيرة هجوما فإن ذلك سيشير إلى حرب أكثر تطورا. وقال سكان ومصادر عسكرية إن الجيش الوطني الليبي استخدم حتى الآن بشكل أساسي طائرات قديمة سوفيتية الصنع تفتقر نيرانها إلى الدقة وتعود إلى سلاح الجو الذي كان موجودا خلال حكم معمر القذافي،الذي أطيح به في 2011، إلى جانب طائرات هليكوبتر.

ودعمت مصر حفتر في الماضي بهجمات جوية خلال حملات للسيطرة على شرق ليبيا من يد المتطرفين . وقامت بهجمات جوية على طرابلس في 2014 خلال صراع مختلف لمساعدة قوة متحالفة مع حفتر حسبما قال مسؤولون أمريكيون في ذلك الوقت.

وذكرت تقارير للأمم المتحدة إنه منذ عام 2014 زودت دولة الإمارات ومصر الجيش الوطني الليبي بعتاد عسكري مثل الطائرات والطائرات الهليكوبتر مما ساعد الجيش الوطنى الليبى على أن تصبح له اليد العليا في الصراع الدائر في ليبيا منذ ثماني سنوات.

وقال واحد من مثل هذه التقارير في 2017 إن دولة الإمارات شيدت قاعدة جوية في الخادم في شرق ليبيا.

وجاءت هذه الهجمات الجوية بعد يوم واحد من وقوع اشتباكات عنيفة في المناطق الجنوبية والتي كان يمكن سماع دويها في وسط المدينة. وصور سكان هذه الهجمات وقاموا ببث مقطع مصور لها على الانترنت.

*اتصال ترامب الهاتفي
تصاعدت حدة الاشتباكات بعدما ذكر البيت الأبيض يوم الجمعة أن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا يوم الاثنين مع حفتر.وساهم الكشف عن الاتصال الهاتفي وبيان أمريكي ذكر أن ترامب ”أقر بالدور الجوهري للمشير في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية“ في دعم أنصار حفتر وإثارة غضب معارضيه.

وأعلن كل من الجانبين تحقيق تقدم في جنوب طرابلس يوم السبت ولكن لم تتوافر تفاصيل أخرى على الفور.وسمع مصور من تلفزيون رويترز خلال زيارة لضاحية خلة الفرجان الجنوبية قصفا عنيفا لكنه لم يلاحظ تغييرا كبيرا واضحا على خط المواجهة.

وقالت منظمة الصحة العالمية قبل الهجمات الجوية إن القتال أسفر عن سقوط 227 قتيلا و1128 مصابا.

وقالت الولايات المتحدة وروسيا يوم الخميس إنهما لا يمكنهما دعم قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا في الوقت الراهن.

وقال دبلوماسيون إن روسيا رفضت مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا لأنه يلقي باللائمة في اندلاع العنف في الآونة الأخيرة على الجيش الوطنى الليبى بعد أن تقدمت قواته إلى ضواحي طرابلس في وقت سابق هذا الشهر.

ولم تذكر الولايات المتحدة سبب عدم تأييدها مشروع القرار الذي يدعو أيضا الدول التي تمارس نفوذا على الطرفين المتحاربين لإلزامهما به، كما يدعو لتدفق المساعدات الإنسانية إلى ليبيا دون قيود.