أخبار: HENSOLDT جنوب أفريقيا توقع اتفاقية جديدة رئيسية مع شركة SAMI-AEC

أبرمت وحدة أعمال GEW التابعة لشركة HENSOLDT في جنوب أفريقيا عقدًا هامًا في مجال الحرب الإلكترونية مع شركة SAMI-AEC. أُبرم هذا الاتفاق متعدد السنوات في 3 سبتمبر 2025، ويُعدّ من بين أكبر المشاريع التي تبرمها GEW، حيث يُركز على توفير أنظمة حرب إلكترونية متطورة لدعم العمليات السعودية. تشمل الصفقة توريد أدوات استخبارات اتصالات متطورة، مُدمجة في إطار القيادة والتحكم والاتصالات والحواسيب والاستخبارات في المملكة، إلى جانب مبادرات تدريبية فعّالة لضمان فعالية النشر.

تلعب الحرب الإلكترونية، التي يُشار إليها غالبًا باسم EW، دورًا محوريًا في الاستراتيجيات العسكرية المعاصرة من خلال إدارة الطيف الكهرومغناطيسي للكشف عن إشارات الخصم أو تعطيلها أو خداعها. في عصرٍ تتزايد فيه الصراعات في المجالات السيبرانية والإلكترونية، تُمكّن هذه القدرات القوات من اكتساب ميزة تنافسية من خلال الوعي الظرفي المتفوق. تُقدم GEW، المتخصصة في مجال هيمنة الطيف، عقودًا من الخبرة في هذه الشراكة. تُمكّن أنظمتها من اعتراض وتحليل الترددات اللاسلكية، مما يُساعد المُشغّلين على تحديد التهديدات آنيًا.

بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يعني هذا تعزيز حماية الأصول العسكرية والبنية التحتية المدنية، من دوريات الحدود إلى عمليات الأمن الحضري. يُشكّل عنصر استخبارات الاتصالات، أو COMINT، جزءًا أساسيًا من عملية التسليم. يتضمن COMINT التقاط ومعالجة إرسالات العدو، مثل روابط الصوت أو البيانات، لاستخلاص رؤى عملية. تستخدم الأنظمة الحديثة، مثل تلك التي تُقدّمها GEW، خوارزميات وهوائيات مُتطورة لمسح نطاقات تردد واسعة، وتحديد مصادر الإشارة بدقة حتى في البيئات المُزدحمة. لا تدعم هذه التقنية التدابير الدفاعية فحسب، بل تُساعد أيضًا في التخطيط الهجومي من خلال الكشف عن تحركات أو نوايا الخصم.

يتماشى العقد بشكل وثيق مع رؤية السعودية 2030، وهي خطة المملكة للتحول الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط. يتمثل أحد الركائز الأساسية لهذه الرؤية في توطين الإنتاج الدفاعي وبناء المهارات المحلية، وهي أهداف تُساهم الصفقة في تقدمها بشكل مباشر من خلال تبادل المعرفة وبناء القدرات. من خلال دمج برامج التدريب، تضمن المبادرة قدرة الكوادر السعودية على تشغيل هذه الأنظمة وصيانتها، بل وربما الابتكار فيها، مما يعزز قطاع دفاعي مكتفٍ ذاتيًا. ستقدم شركة هينسولدت الشرق الأوسط، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة هينسولدت جنوب أفريقيا، الدعم الفني في الموقع، مستفيدةً من حضورها الراسخ في المنطقة لتسهيل التنفيذ السلس. وقد نمت هذه الشركة على مر السنين لتلبية الاحتياجات المحلية، مع التركيز على نقل التكنولوجيا الذي يُمكّن الدول المضيفة.

وأكد جيلبرت دو ناسيمنتو، المدير العام لشركة GEW، على القيمة الاستراتيجية للاتفاقية قائلاً: "تزداد أهمية الحرب الإلكترونية في عالمنا المترابط اليوم. يؤكد هذا العقد خبرتنا الراسخة في هذا المجال، ويكرسنا لتزويد حلفائنا بأدوات من الطراز الأول. نعتز بتعاوننا مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، ونتطلع إلى مساعدة المملكة العربية السعودية في تعزيز مكانتها الدفاعية وأهدافها الأوسع". تعكس تصريحاته التزامًا مشتركًا بالتقدم طويل الأمد، حيث تلبي البراعة التقنية أولويات التنمية الوطنية.

رسّخت شركة هينسولدت جنوب أفريقيا مكانتها الرائدة في الشرق الأوسط منذ عام 2007، حيث تُقدّم أنظمة مُصمّمة خصيصاً للبيئات القاحلة وعالية الخطورة. وبصفتها المركز الرئيسي لمجموعة هينسولدت خارج ألمانيا، تُوظّف الشركة حوالي 800 موظف في أربعة مواقع بجنوب أفريقيا، وتُقدّم حلولاً في مجالات الحرب الإلكترونية، والأنظمة البصرية الإلكترونية، والرادار، وتحديد الهوية، وروابط البيانات، ومراقبة الطيف. يمتدّ إرث الشركة لأكثر من نصف قرن، مُتجذّراً في تصاميم مُبتكرة تُعالج تحديات العالم الحقيقي، مثل مُواجهة العبوات الناسفة المُرتجلة أو إدارة موجات البثّ المُزدحمة. وتتميّز شركة GEW، على وجه الخصوص، في مجال الحرب الإلكترونية الأرضية، حيث تُقدّم منصات معيارية تتكامل بسلاسة مع الشبكات القائمة للتحكم الشامل في الطيف.

على الجانب السعودي، تُمثّل شركة سامي للإلكترونيات المُتقدّمة حجر الزاوية في المنظومة التقنية في المملكة. تأسست الشركة عام ١٩٨٨، وتطورت لتصبح مزودًا للحلول في مجالات الدفاع والفضاء والطاقة والأمن، ويعمل بها أكثر من ٣٦٥٠ موظفًا، منهم نسبة عالية من المواطنين السعوديين، وأكثر من ١٥٠٠ مهندس. ويعكس هذا التركيز على المواهب المحلية سعي رؤية ٢٠٣٠ نحو اقتصاد قائم على المعرفة، حيث يحل الابتكار محل استخراج الموارد كمحرك للنمو. وتؤكد مشاركة شركة SAMI-AEC في هذه الصفقة دورها في ربط المعرفة الدولية بالاحتياجات المحلية، مما يضمن تطور التقنيات المستوردة إلى قوى محلية فاعلة.