أخبار: البحرية البريطانية توسّع نطاق نشر أسلحة الليزر "DragonFire" ليشمل أربع سفن

تعتزم البحرية الملكية البريطانية الآن تجهيز أربع من سفنها الحربية بنظام أسلحة الطاقة الموجهة "دراجون فاير" بحلول عام 2027. يُسرّع هذا القرار الجدول الزمني السابق، الذي كان من المقرر في البداية تركيب "دراجون فاير" على سفينة واحدة بحلول ذلك التاريخ. يأتي هذا الإعلان في أعقاب زيادة قدرها 2.2 مليار جنيه إسترليني في ميزانية الدفاع البريطانية، وفقًا لما قررته وزيرة المالية راشيل ريفز في بيان الربيع. يرفع هذا الإجراء الإنفاق الدفاعي إلى 2.36% من الناتج المحلي الإجمالي، مع هدف يبلغ 2.5% بحلول عام 2027.

ووفقًا للبيانات الرسمية، خُصص تمويل إضافي لاقتناء تقنيات متقدمة، بما في ذلك "دراجون فاير". صُمم هذا النظام كبديل فعال من حيث التكلفة للصواريخ التقليدية، ويستخدم شعاع ليزر مُركّز لتحييد التهديدات الجوية بتكلفة أقل بكثير من الصواريخ الاعتراضية التقليدية. لا تتجاوز تكلفة كل طلقة من "دراجون فاير" بضع عشرات من الجنيهات الإسترلينية، مقارنةً بمئات الآلاف أو حتى الملايين من الجنيهات الإسترلينية للذخائر الموجهة أو صواريخ الدفاع الجوي. تُعدّ هذه الميزة جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لتقليل الاعتماد على مخزونات الذخيرة وضمان قدرة دفاعية مستدامة خلال العمليات الممتدة.

يُطوّر مشروع دراجون فاير تحت إشراف مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع (Dstl) بالتعاون مع MBDA وLeonardo وQinetiQ. وقد أثبتت حملات الاختبار الأخيرة، بما في ذلك تلك التي أُجريت في ميدان هبريدس، فعالية النظام ضد الأهداف الجوية المتحركة. تُمثّل هذه التطورات خطوةً رئيسيةً نحو النشر العملي لهذه التقنية داخل البحرية الملكية.

في حين لم يتم تأكيد السفن الحربية المُحدّدة المُستعدة لاستقبال دراجون فاير رسميًا، تُعتبر المدمرات من طراز 45 مُرشّحةً مُحتملةً نظرًا لقدرتها على توليد الطاقة، والتي يُمكنها دعم نظام ليزر بقدرة 50 كيلووات. يأتي هذا النشر في ظلّ تزايد المخاوف الأمنية العالمية والاستخدام المُتزايد للتهديدات الجوية، وخاصةً الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي تستخدمها جهات فاعلة حكومية وغير حكومية. وقد أكّدت العمليات الأخيرة في البحر الأحمر ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يُطلقها الحوثيون على الحاجة إلى أنظمة دفاعية قادرة على مواجهة مثل هذه الهجمات المُكثّفة بكفاءة وبتكلفة أقل.

يقدم نظام دراجون فاير العديد من المزايا التكنولوجية. إذ يستطيع نظام الليزر الخاص به استهداف التهديدات بدقة تضاهي دقة ضرب عملة معدنية من مسافة كيلومتر واحد. كما يوفر قدرة استجابة فورية ضد الأهداف المتحركة عالية السرعة دون الحاجة إلى حسابات اعتراض معقدة تتطلبها الصواريخ التقليدية. وبينما يبقى المدى الدقيق سريًا، يعمل النظام ضمن خط رؤية مباشر، مما يجعله مناسبًا للدفاع البحري قريب المدى ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

تُعد هذه المبادرة جزءًا من جهد بريطاني أوسع لتطوير أسلحة الطاقة الموجهة. بالإضافة إلى دراجون فاير، يجري العمل على برامج أخرى لإنشاء أنظمة مماثلة للدفاع الجوي الأرضي وعمليات مكافحة الطائرات بدون طيار. ويتمثل الهدف طويل المدى في توسيع هذه القدرات، وزيادة قوة الليزر إلى ما يزيد عن 100 كيلووات لجعلها فعالة ضد الصواريخ الباليستية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

يمثل دمج دراجون فاير في البحرية الملكية تحولًا في استراتيجيات الدفاع البحري. فمن خلال الجمع بين دقة الاستهداف وانخفاض التكاليف التشغيلية والقدرة على الاشتباك المستمر، يمكن للنظام إعادة تعريف مستقبل الدفاع البحري. ومع ذلك، سيعتمد نجاحه على تكامله الفعال مع القوات العملياتية وقدرته على العمل في ظروف بيئية مختلفة. ومن خلال هذا الإعلان، تؤكد المملكة المتحدة التزامها بتطوير التقنيات العسكرية وتعزيز قدرة أسطولها على الصمود في مواجهة التهديدات المتطورة.