رؤية مُعمقة: Game Of Thrones .. "حصار ونترفيل" .. نظرة استراتيجية.

بلاشك أنتظر العديد من معجبي المسلسل الشهر "صراع العروش" الموسم الحالي ، وهو ما دفع أحد الخبراء لمتابعة أحداث أحد المعارك الكبري التي يشتهر بها المسلسل وطرح تعليقه عبر موقع www.forces.net

وجدير بالذكر أن ستيف ليونارد ضابط سابق بالجيش الأمريكى وزميل معهد الحرب الأمريكى، وإستشاري التدريب ومُدرس في أكثر من برنامج دراسات عليا داخل القوات المسلحة وخارجها وأيضاً حول العالم ، فهو يهتم في كتاباتة ومحاضراتة بموضوعات مثل السياسة الخارجية والأمن القومي وغيرها من الموضوعات الاستراتيجية.

كتب ستيف ليونارد معلقاً علي أحدى معارك المسلسل الأشهر "صراع العروش" (جيم أوف ثرونز) عن معركة حصار ونترفيل ضد جيش الأموات أو "البيض السائرون" ، كما يتم تسميتهم في المسلسل، قائلاً: بالرغم من مجهود البشر لخطف الهزيمة من براثن الإنتصار ، فقد ظفروا بالنصر وتم القضاء علي ملك الليل وجيش الموتي قد إنتهى.

حصار ونترفيل أحتوي علي كنز من الدروس التيكيكية والتي يمكن أن نتعلمها من جيش الموتي والذي حقق العديد من مبادئ الحرب من الحشد في وقت قياسي بالشكل الذي يطغي علي إمكانيات المدافعين عن الحصن المعادي ، وهذا الإلتزام الصارم يعكس العقيدة العسكرية لجيش الموتي التي لم يُحيدوا عنها، كذلك مُراقبة ملك الليل للمعركة من نقطة عالية بإستخدام التنين ، يعكس مدي حرصه القيادي علي إحتفاظ قواتة بزمام المبادرة خلال فترة الإشتباك.

أما بالنسبة لجيش دينيريس فقد كَسر كل قواعد ومبادئ فن الحرب ، ولكنه خرج منتصراً، فلو وجد خطة ميدانية أسواء من قتال "جيش الموتي" في ظلام الليل بدون إستطلاع أو مواقع مراقبة متقدمة أو إي من أشكال الإنذار المبكر لتحركات العدو، عوضاً عن هجوم فرسان قبائل "الدوثراكي" الذي تصدي له العدو وقضي عليهم فيه.

كذلك حَشد باقي قوات "ونترفيل" بالقرب من بوابة القلعة عوضاً عن التمترس خلف أسوار المدينة التي تشكل مانع ذو فائدة تكتيكية للمدافع، ناهيك عن إستخدام العنصر الجوي الوحيد خلال عاصفة "ملك الليل" الشتوية مع عدم القدرة علي الرؤية الي جانب محدودية القدرة علي توفير دعم نيراني جوي قريب المدي.

وعليه فإن كل ما سبق لا يوحي إلا بأن الخطة كانت تهدف لتحقيق خسارة مدوية بشكل وحشي بدون السعي لتحقيق النصر.

وبالرغم من مجهوداتهم سواء كانت جيدة أم سيئة نجت قوات جيش "دينيرس" في هذه الليلة ، ولكن ليس بفضل شجاعتهم ولا تضحيات التنانين ولا مقتل أبطال الجيش ولا لأي من عناصر الخطة الكارثية السيئة للغاية علي المستوي التيكتيكي، إلا فقط لإنقضاض "آريا ستارك" علي "ملك الليل" وقتله من السماء كأحد عناصر مظليين القوات الخاصة بطعنة بارعة بإستخدام "زجاج التنين".