روسيا: الروس ينفذون قفز مظلى من ارتفاع 10 كم ودرجة حرارة 60 تحت الصفر

انجاز روسي في القفز المظلي

نجحت مجموعة من القوات المظلية الروسية في ابريل ٢٠٢٠ في كسر رقم قياسي جديد....حيث نجحوا في القفز من ارتفاع ١٠ الاف متر و في درجة حرارة ٦٠ تحت الصفر بالقطب الشمالي....هكذا نشرت الصحف هذا التصريح علي لسان نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك افكيروف.

ما هي تداعيات هذا الخبر؟

خبر كهذا يظهر في الصفحة الاخيرة للصحف و بمساحة صغيرة كخبر رياضي خفيف و انجاز بشري جديد لكسر حدود المستحيل....لكن المتأمل لهذا الخبر لابد له ان يدرك ان هناك الكثير يُقرأ فيما بين سطور خبر كهذا.
ان نجاح افراد ضمن وحدة مظلات روسية في تنفيذ قفزة بهذا الارتفاع و في تلك الاجواء بل و النزول بدقة في الاماكن المحددة لهم يعطي   اشارة واضحة بتطور معدات القفز المظلي الروسي لتقاوم تلك الظروف بل و تطور قدرات فرد القوات الخاصة الروسي لتنفيذ مهام في تلك الاجواء القاسية....و هو ما يشكل انذاراً قويا لكل المطامع الاوروبية او الامريكية في السيطرة علي القطب الشمالي و ثرواته...بل ان روسيا تعتبر ان القطب الشمالي هو الفناء الخلفي الخاص بها و ليس لاحد حق في السيطرة عليه.

منذ أغسطس ٢٠١٩ اثار الرئيس الامريكي دونالد ترامب اهتمام العالم بالقطب الشمالي عامة و جرين لاند خاصة بعد تقديمه عرض للدنمارك لشراء هذه الجزيرة....و لكن ماذا في تلك المنطقة حتي تجذب كل هذا الاهتمام؟؟
الاجابة ببساطة هي الاحتباس الحراري و التغيرات المناخية....فبسبب هذين العاملين بدأ سُمك الجليد يقّل في القطب الشمالي...ما يعني بالضرورة ان عمليات التنقيب عن الثروات الطبيعية في تلك المناطق بدأت ان تصبح في متناول يد شركات البحث و التنقيب من منظور التكاليف و العائدات و الارباح.

و اذا تحدثنا عن طبيعة تلك الثروات الطبيعية....فالاحتمالات لا تتوقف....فهناك احتمالات بكميات بترول ضخمة كما هو الحال في بحر الشمال و الذي تنتج منه روسيا كميات ضخمة...و ايضا تشير توقعات الي وجود كميات من الالماس و الذي عادة يتواجد بمناطق الشمال الباردة.... و لعل المعدن الاهم المتواجد في تلك المنطقة هوعناصر الارض النادرة Rare Earth Elements و هي مجموعة من ١٧ عنصر تدخل في تصنيع اجزاء من الطائرات و الصواريخ و الاقمار الصناعية و الهواتف الخلوية....و تمتلك الصين حوالي ٧٠٪ من مصادر انتاج تلك العناصر حول العالم و هو ما جعل الصين قادرة علي ردع ترامب في حربه مع شركة هواوي الصينية.

لذلك لم يكن ابداً تحقيق رقم قياسي هو ما يشغل بال الروس في تنفيذ تلك المهمة الخطيرة...بل كانت الرغبة القوية و الجارفة في اثبات السيطرة علي هذا الطرف الاقصي من العالم و القدرة علي ردع اي تحدي قد ينشأ مستقبلاً في اي نزاع علي تلك البقعة من ككوكبنا.