أخبار: السعودية تتطلع إلى الحصول على نظام قاذف اللهب الثقيل الروسي "TOS-1A MLRS"

خلال معرض الدفاع العالمي 2024، الذي أقيم في الفترة من 4 إلى 8 فبراير في المملكة العربية السعودية، أعلن ألكسندر ميخيف، الرئيس التنفيذي لشركة Rosoboronexport، وكالة الدفاع الحكومية الروسية، عن اهتمام المملكة العربية السعودية بالحصول على نظام قاذف اللهب الثقيل TOS-1A. كان هذا النظام، المعروف أيضًا باسم قاذفة الصواريخ الحرارية، موضع اهتمام العديد من الدول نظرًا لقدراته التدميرية الهائلة.

ويشتهر نظام TOS-1A، وهو أحد العناصر الأساسية في الترسانة الروسية، باستخدامه في مناطق النزاع، ولا سيما لنشره من قبل القوات الروسية في أوكرانيا. ونشرت وزارة الدفاع الروسية عدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر فعالية عائلة TOS في الصراع الدائر. تسلط هذه العروض التوضيحية الضوء على قدرات التدمير الشامل عالية القوة للنظام، خاصة ضد المواقع المحصنة.

إلى جانب TOS-1A، قدمت روسيا الجيل الثالث من نظام إطلاق الصواريخ الحراري، TOS-3، الملقب بـ "Dragon". يعد TOS-3 بمثابة تقدم مقارنة بأسلافه، حيث يشتمل على نظام إطلاق TOS-2 ولكنه مثبت على هيكل مجنزرة للدبابات مشابه لـ TOS-1A. ويؤكد هذا التطور التزام روسيا بتعزيز أنظمة قاذفات اللهب الثقيلة، سواء للاستخدام المحلي أو للمبيعات الدولية.

كان استخدام TOS-1A في أوكرانيا من قبل القوات الروسية نقطة خلاف، مما أثار التدقيق الدولي. ويؤكد نشر النظام في مناطق الصراع فعاليته في الحرب، وخاصة في تحييد تحصينات العدو وأفراده. ومع ذلك، فإن استخدام مثل هذه الأسلحة القوية أثار مخاوف بشأن الخسائر في صفوف المدنيين والأثر الإنساني الأوسع.

يشير اهتمام المملكة العربية السعودية بنظام TOS-1A إلى اتجاه متزايد بين الدول لتعزيز قدراتها العسكرية بأسلحة متقدمة. إن حصول الدول في المناطق المضطربة على مثل هذه الأنظمة يمكن أن يغير ميزان القوة العسكرية ويؤثر على ديناميكيات الأمن الإقليمي.

يعد نظام قاذف اللهب الثقيل TOS-1A، المعروف بدوره المميز في ساحة المعركة، قطعة متطورة من التكنولوجيا العسكرية التي تجمع بين الكفاءة الفتاكة للأسلحة الحرارية مع قدرة المركبات المدرعة على الحركة والحماية. تم تطوير TOS-1A في روسيا، ويتم تركيبه على هيكل دبابة T-72، مما يوفر حماية كبيرة للدروع لمشغليها. تم تصميم هذا النظام لإطلاق صواريخ 220 ملم مزودة برؤوس حربية حرارية، قادرة على إحداث انفجارات مدمرة وموجات صادمة على مساحة واسعة. تتمثل الوظيفة الأساسية لـ TOS-1A في الاشتباك مع تحصينات العدو وأفراده ومركباته المدرعة الخفيفة، مما يجعله أداة هائلة في اختراق المواقع الراسخة. ويبلغ مداه الفعال حوالي 6 كيلومترات، مما يسمح له بالضرب من مسافات تخفف من خطر الرد بإطلاق النار. إن قدرة النظام على وضع غطاء من موجات الضغط ذات درجة الحرارة العالية يمكن أن تطمس الدفاعات الراسخة والأفراد، مما يجعله رصيدًا بالغ الأهمية في عمليات الأسلحة المشتركة.

تشهد العلاقة بين روسيا والمملكة العربية السعودية في مجال الدفاع تطوراً، يتسم بزيادة الحوار والاتفاقيات المحتملة التي تدل على الاهتمام المتبادل بتعزيز التعاون العسكري والفني. إن اهتمام المملكة العربية السعودية بالحصول على أنظمة مثل TOS-1A يسلط الضوء على جانب مهم من هذه العلاقة، مما يشير إلى الرغبة في تنويع قدراتها العسكرية بأسلحة متقدمة.

وتحرص روسيا، من جانبها، على توسيع سوقها الدفاعية، حيث تقدم أحدث المعدات العسكرية للدول التي تتطلع إلى ترقية ترساناتها. إن الاستحواذ المحتمل على TOS-1A من قبل المملكة العربية السعودية لا يدل على الثقة في التكنولوجيا العسكرية الروسية فحسب، بل يشير أيضًا إلى استراتيجية أوسع لتعزيز قدراتها الدفاعية الوطنية بأسلحة متخصصة وفعالة للغاية.

تعكس هذه العلاقة الدفاعية المزدهرة بين روسيا والمملكة العربية السعودية اتجاهًا أكبر في تجارة الأسلحة الدولية، حيث تسعى الدول إلى إقامة شراكات يمكن أن توفر لها ميزة في التكنولوجيا العسكرية والقدرات الاستراتيجية.

بالنسبة لروسيا، تمثل المملكة العربية السعودية شريكًا مهمًا في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي تسعى فيها موسكو إلى تأكيد نفوذها وتوسيع محفظة صادراتها الدفاعية. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الحصول على أنظمة متقدمة مثل TOS-1A يتماشى مع أهدافها المتمثلة في ضمان الأمن القومي والحفاظ على الردع ضد التهديدات.