أخبار: الهند تتفاوض مع الولايات المتحدة لإنتاج صواريخ جافلين محليًا

قدمت الهند رسميًا طلبًا إلى الولايات المتحدة للحصول على ترخيص للإنتاج المشترك لصواريخ جافلين الموجهة المضادة للدبابات على الأراضي الهندية، وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة "ذا هندو" في 17 يوليو 2025. وتُعد هذه المبادرة الاستراتيجية جزءًا من برنامج "صنع في الهند" الحكومي، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الإنتاج الدفاعي للبلاد وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب. وأكد مسؤول دفاعي كبير أن المناقشات بين نيودلهي وواشنطن وصلت إلى مرحلة متقدمة، مما يؤكد على حاجة الهند الملحة لتعزيز جاهزيتها العملياتية في مواجهة التهديدات الإقليمية المتغيرة.

صاروخ جافلين FGM-148 هو صاروخ مضاد للدبابات من الجيل الثالث موجه بالأشعة تحت الحمراء، طورته وأنتجته بشكل مشترك شركتا رايثيون ولوكهيد مارتن الأمريكيتان. صُمم هذا النظام المحمول، الذي يعتمد على مبدأ "أطلق وانسى"، ليستخدمه جندي واحد، ويمكن إطلاقه من المباني أو المواقع الضيقة بفضل قدرته على الإطلاق السلس منخفض البصمة. مزود برأس حربي بشحنة مزدوجة، ويمكن للصاروخ اختراق ما يصل إلى 800 مم من الدروع المكافئة لـ RHA، بما في ذلك الدروع التفاعلية. وهو قادر على تدمير الدبابات باستهداف أجزائها العلوية الأكثر ضعفًا، بالإضافة إلى مهاجمة المخابئ والمباني والقوارب الخفيفة والمروحيات بطيئة الحركة.

يتكون نظام جافلين من وحدة إطلاق قيادة (CLU) وزنها 6.4 كجم، مزودة بمنظار نهاري بتكبير 4x ومنظار حراري بتكبير 4x و9x. يزن الصاروخ نفسه 11.8 كجم، ويبلغ طوله 1.08 متر، وقطره 126 مم، ويتراوح مدى تشغيله بين 2500 و4750 مترًا، حسب التكوين، بما في ذلك محطات التحكم عن بُعد المثبتة على المركبات. يتيح له باحث الأشعة تحت الحمراء طويل الموجة تتبع الأهداف حتى في ظروف الرؤية المنخفضة وضد التدابير المضادة. الصاروخ في الخدمة حاليًا لدى أكثر من 20 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وأوكرانيا.

تُعد نية الهند إنتاج صاروخ جافلين محليًا جزءًا من استراتيجية تحديث عسكرية أوسع نطاقًا، تُعالج بشكل مباشر المخاوف الأمنية التي تُشكلها باكستان والصين المجاورتان. تُعطي القوات المسلحة الهندية الآن الأولوية لأنظمة الصواريخ خفيفة الوزن والمحمولة التي يُمكن نشرها بواسطة وحدات تكتيكية صغيرة في التضاريس الصعبة. تُوفر هذه الأنظمة مرونة تشغيلية أساسية مع تقليل العبء اللوجستي على القوات في مسارح العمليات المعقدة. بالتوازي مع اقتراح الإنتاج المشترك، تُجري الهند أيضًا مفاوضات مع الولايات المتحدة لشراء صواريخ جافلين بشكل عاجل لسدّ الثغرات الحرجة في ترسانتها بسرعة.

في الأسابيع الأخيرة، أجرى وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لمراجعة التعاون الدفاعي الجاري واستكشاف مجالات جديدة للتعاون. يُمثل هذا الحوار جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتعزيز الشراكة الدفاعية الاستراتيجية بين البلدين، والتي تشمل التوقيع المرتقب على إطار عمل جديد للتعاون الدفاعي يمتد لعقد من الزمن، وفقًا للبنتاغون. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تسهيل التعاون طويل الأمد في تقنيات الدفاع، والإنتاج المشترك، والتآزر العملياتي بين القوات المسلحة الهندية والأمريكية.

يُمثل تحرك الهند لإنتاج صاروخ جافلين بشكل مشترك خطوةً مهمةً في سعيها لتحقيق استقلالية الإنتاج الدفاعي، مع تعميق العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. ومن شأن نجاح هذه المبادرة أن يُعزز قدرات الجيش الهندي المضادة للدبابات، وأن يُرسخ مكانة قطاع الدفاع الهندي كلاعب رئيسي في الإنتاج الإقليمي لأنظمة الصواريخ المتقدمة.