وقّعت شركة جون كوكريل للدفاع ومجموعة فيتيل في 27 مايو 2025، اتفاقية شراكة تُرسي إطارًا للتعاون طويل الأمد في التطوير المشترك وإنتاج وتسويق مجموعة من أنظمة الدفاع البري للأسواق الدولية. وأكد الإعلان على نية الجمع والاستفادة من خبرة فيتيل في مجال الإلكترونيات الدفاعية وأجهزة الاستشعار وتكامل الأنظمة والإنتاج مع قدرات جون كوكريل للدفاع في تصميم وتطوير وتصنيع وتسويق الأسلحة البرية وأنظمة المركبات.
تم توقيع الاتفاقية رسميًا خلال زيارة الدولة الفرنسية إلى فيتنام، في مقر السفارة الفرنسية في هانوي، بحضور السيد إريك لومبارد، وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، والسيدة فان ثي ثانغ، نائبة وزير الصناعة والتجارة الفيتنامي. وقّع الاتفاقية السيد نجوين فو ها، الرئيس التنفيذي لشركة فيتيل للصناعات التكنولوجية العالية، والسيد تييري رينودين، الرئيس التنفيذي لشركة جون كوكريل للدفاع.
ترتكز الشراكة على نقاط قوة تقنية وصناعية متكاملة. تقدم فيتيل خبرة في تقنيات الدفاع الرئيسية، وقدرة إنتاجية متكاملة، وخبرة محلية في هندسة النظم. بينما تُقدم جون كوكريل للدفاع مجموعة منتجات تشمل أنظمة الأسلحة المُثبتة على المركبات، وتصميم الأبراج، وأدوات المحاكاة، بما في ذلك الخبرة في برامج الدفاع الموجهة للتصدير. وأكدت الشركتان أن الشراكة ستدعم أهدافهما الاستراتيجية. ووفقًا للسيد رينودين، تُرسي الاتفاقية أساسًا للتطوير المستقبلي في مجال الدفاع. وصرح السيد ها بأن التعاون مع جون كوكريل للدفاع فرنسا يُشكل عنصرًا أساسيًا في خطة فيتيل للتكنولوجيا العالية طويلة المدى، ويستند إلى امتلاك فيتيل الحالي للتقنيات الأساسية وقدرتها على تكييف الأنظمة مع مختلف المتطلبات التشغيلية. كما تُسلط الاتفاقية الضوء على التعاون الثنائي في قطاع الدفاع بين فرنسا وفيتنام، مما يُعزز العلاقات السياسية والصناعية.
مجموعة فيتيل، المعروفة رسميًا باسم مجموعة فيتيل للصناعات العسكرية والاتصالات، هي شركة فيتنامية مملوكة للدولة تابعة لوزارة الدفاع الوطني. تأسست الشركة في الأول من يونيو عام 1989 تحت اسم شركة الإلكترونيات ومعدات المعلومات (سيجيلكو)، وركزت في البداية على البنية التحتية للاتصالات. في عام 1995، غيرت الشركة اسمها إلى فيتيل ووسعت خدماتها لتصبح مشغل الاتصالات الرائد في فيتنام. خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نوّعت فيتيل أعمالها لتشمل قطاعات الأمن السيبراني والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة. في عام 2017، تم تصنيفها رسميًا كشركة دفاع وأمن. تعمل فيتيل اليوم في 11 دولة ومنطقة في آسيا وأفريقيا والأمريكتين، وتُعد مجموعة تكنولوجية وصناعية ذات قدرات دفاعية استراتيجية.
يشمل نشاط فيتيل في قطاع الدفاع البحث والتطوير وتصنيع مجموعة واسعة من التقنيات العسكرية. وقد أنتجت المجموعة أكثر من 60 منتجًا مختلفًا عبر عشر فئات دفاعية رئيسية. وتشمل هذه المنتجات أنظمة الاتصالات، ومعدات المراقبة والرادار، وتقنيات الحرب الإلكترونية، ومنصات الصواريخ. من بين أنظمتها الرئيسية نظام صواريخ الدفاع الساحلي VCS-01 Trường Sơn، الذي يستخدم صاروخ VSM-01A المضاد للسفن بمدى تشغيلي يبلغ 80 كيلومترًا. كما طورت شركة فيتيل طائرة VT-Patrol، وهي طائرة استطلاع بدون طيار قصيرة المدى، وأنظمة حرب إلكترونية مثل VCUS/C وVCUS/E، المصممة لاكتشاف وتعطيل وتحييد الأنظمة الجوية بدون طيار. تعكس هذه التطورات سعي فيتيل لتزويد الجيش الفيتنامي بمعدات حديثة وترويج أنظمتها الدفاعية للتصدير في الأسواق العالمية.
شركة جون كوكريل للدفاع هي جزء من مجموعة جون كوكريل، وهي شركة صناعية وهندسية بلجيكية تعود جذورها إلى عام 1817. أسس المجموعة الصناعي الإنجليزي جون كوكريل، الذي أنشأ مصنعًا للحديد في سيراينج، بلجيكا. كانت الشركة في الأصل تصنع المحركات البخارية والقاطرات وآلات إنتاج الصلب. على مر السنين، توسعت الشركة لتشمل أنظمة الطاقة والحلول الصناعية والتقنيات البيئية. في عام ٢٠٠٢، أُعيدت هيكلة المجموعة تحت اسم "كوكريل للصيانة والهندسة" (CMI). وفي عام ٢٠١٩، استعادت اسمها التاريخي، "جون كوكريل"، ليعكس نطاقها الأوسع وإرثها العريق. واليوم، تعمل المجموعة في خمس قارات في ٢٩ دولة، ويعمل بها أكثر من ٦٠٠٠ موظف، وقد حققت إيرادات بلغت ١.٢٠١ مليار يورو في عام ٢٠٢٣. وتشمل مجالات عملها الآن تحول الطاقة، والإنتاج الصناعي المستدام، والبنية التحتية، والتنقل، وإدارة الموارد الطبيعية، والدفاع.
في قطاع الدفاع، تتخصص شركة جون كوكريل للدفاع في تصميم وإنتاج ودمج الأبراج متعددة الوظائف للمركبات المدرعة الخفيفة والمتوسطة. تغطي أنظمتها عيارات تتراوح بين 25 مم و120 مم، وتُسوّق تحت العلامة التجارية كوكريل. سلسلة كوكريل 3000 هي عائلة أبراج معيارية تُمكّن من التكيف مع مهام متعددة. كما طورت الشركة مركبة كوكريل i-X، وهي مركبة اعتراضية عالية الحركة مزودة بأجهزة استشعار وأسلحة مصممة لعمليات الانتشار السريع. كما توفر جون كوكريل للدفاع أنظمة محاكاة غامرة ومدمجة ومتحركة وقابلة للربط من خلال شركتها الفرعية أجويريس، والتي تهدف إلى دعم التدريب العملياتي والتكتيكي. تشمل الخدمات الإضافية دعم دورة حياة النظام وترقياته. كما تُورّد الشركة مركبات عسكرية عالية الحركة تحمل علامة أركوس، تدمج أنظمة الأبراج والمنصات ذات العجلات لتقديم حلول مشتركة للحرب البرية. وقد أدى الاستحواذ على أركوس، وهي شركة فرنسية لتصنيع المركبات العسكرية، إلى توسيع قدرة جون كوكريل للدفاع على التكامل.
يأتي الاتفاق بين شركة فيتيل وشركة جون كوكريل للدفاع في سياق التعاون الثنائي المتنامي بين فيتنام وفرنسا، على الصعيدين السياسي والصناعي. ويتمثل الهدف الاستراتيجي وراء هذه الشراكة في تطوير أنظمة دفاع بري جديدة تعتمد على الكفاءات الأساسية لكل جانب، وتقديم هذه الحلول للعملاء المحليين والدوليين. وتتوافق البنية التحتية لشركة فيتيل، والملكية التكنولوجية، وطموحاتها التصديرية مع اهتمام شركة جون كوكريل للدفاع بتوسيع السوق ونشر منصات الأسلحة المعيارية. وتهدف هذه الشراكة إلى تطوير أنظمة مشتركة قادرة على الاستجابة للمتطلبات المتطورة للقوات المسلحة في بيئات متنوعة. كما تعكس توجهًا دوليًا أوسع نطاقًا تسعى فيه شركات الدفاع من مختلف المناطق إلى إيجاد مسارات تطوير مشتركة لزيادة القدرة التنافسية، وتسهيل نقل التكنولوجيا، وتعزيز القواعد الصناعية المشتركة.