كشفت شركة روسوبورون إكسبورت عن أحدث نسخة من مركبة القتال المشاة BMP-3، في 14 مارس 2025، مستعرضةً قوتها النارية المتطورة، وقدرتها على الحركة، وقدرتها على الصمود. تتميز BMP-3، المجهزة بمدفع أملس عيار 100 ملم، ومدفع عيار 30 ملم، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، بقدرات قتالية فائقة. كما تتميز بدروع مُحسّنة، وأنظمة حماية نشطة، وتشغيل عن بُعد أو ذاتي، مما يجعلها متعددة الاستخدامات في ساحة المعركة. وقد لعبت BMP-3 دورًا محوريًا في صراعات مثل الحرب الأهلية السورية والصراع في أوكرانيا، حيث عززت قدرات روسيا الدفاعية ونفوذها الجيوسياسي.
مركبة القتال للمشاة BMP-3 (IFV)، التي طورتها شركة Rostec High-Precision Systems وروجت لها شركة Rosoboronexport، هي مركبة عسكرية روسية تُعتبر جزءًا أساسيًا من كتائب المشاة الآلية. صُممت لتزويد المشاة بالقدرة على الحركة والقوة النارية، مما يلعب دورًا حاسمًا في عمليات القتال البري الحديثة. تجمع المركبة بين قدرات الحركة والقوة النارية ونقل المشاة، مما يسمح للكتيبة بالعمل بفعالية في مجموعة واسعة من البيئات والمواقف القتالية.
BMP-3 هي مركبة قتال مشاة متعددة الاستخدامات، مزودة بمدفع أملس عيار 100 مم، ومدفع آلي عيار 30 مم، ومدفع رشاش عيار 7.62 مم، مما يوفر قوة نيران قوية لمواجهة كل من أهداف المشاة والمدرعات. يمكن لمدفعها الرئيسي إطلاق قذائف شديدة الانفجار، وقذائف متشظية، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، مما يوفر خيارات هجوم متعددة. يوفر الدرع المركب والتفاعلي للمركبة حماية معقولة ضد الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات، بينما تتيح حركتها المجنزرة أداءً فائقًا على الطرق الوعرة وسرعات تصل إلى 70 كم/ساعة. إضافةً إلى ذلك، تتميز BMP-3 بكونها برمائية، مما يسمح لها بعبور العوائق المائية، مما يعزز تنوعها التشغيلي في مختلف ظروف القتال. يمكنها حمل سبعة جنود مشاة مجهزين تجهيزًا كاملًا، مما يوفر الحماية والقدرة على الترجل السريع. في كتيبة المشاة الآلية، تلعب BMP-3 دورًا حاسمًا في الدعم الناري، والقتال القريب، وعمليات الأسلحة المشتركة، حيث تتكيف مع مختلف سيناريوهات ساحة المعركة بفضل حركيتها وقوتها النارية وقدراتها على نقل المشاة.
بالإضافة إلى قوتها النارية وحركتها، تم تعزيز BMP-3 بدروع مُحسّنة ونظام حماية نشط، مما يزيد من قدرتها على الصمود في القتال. تتضمن مجموعة الحماية الإضافية المتخصصة، المُطورة من خبرة ساحة المعركة، دروعًا وشبكات حماية، وحماية نصف الكرة العلوي، ونظام "شواء" مصمم لمقاومة هجمات طائرات الكاميكازي بدون طيار. المركبة مُجهزة أيضًا بنظام مراقبة بالفيديو يُعزز الوعي الميداني، مُوفرًا رؤى بيئية آنية. يدعم هذا النظام أنظمة كاميرات مُتطورة وطبقات حرارية تُحسّن قدرة BMP-3 على اكتشاف الإشارات الحرارية والاستجابة لها، بما في ذلك تهديدات الطائرات المُسيّرة. علاوة على ذلك، يُمكن تشغيل BMP-3 المُطوّرة عن بُعد أو ذاتيًا، مما يُوفر مرونة في نشرها ويُقلل من المخاطر التي قد تُصيب طاقمها. هذه التطورات التكنولوجية، إلى جانب تصميمها المُجرّب في المعارك، تجعل BMP-3 أداة فعّالة في الحروب الحديثة.
منذ تطويرها، أثبتت BMP-3 أنها منصة قتالية مُتعددة الاستخدامات وفعالة، استخدمتها روسيا في مُختلف النزاعات وعمليات حفظ السلام. وقد لعبت دورًا هامًا في الحرب الأهلية السورية، حيث دعمت الهجمات ضد الجماعات المُتمردة بقوة نيرانها وقدرتها على الحركة، على الرغم من أنها لا تزال عُرضة للصواريخ المُوجّهة المُضادة للدبابات (ATGMs) المُتطورة. كما استُخدمت المركبة في تدريبات عسكرية ومهام حفظ سلام في آسيا الوسطى والقوقاز، وكذلك ضمن الوحدات العسكرية الروسية المُتمركزة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. في الصراع الأوكراني الدائر منذ عام ٢٠٢٢، استُخدمت مركبة BMP-3 في أدوار هجومية ودفاعية، مقدمةً دعمًا للمشاة الآلية. وقد أثبتت BMP-3 فعاليتها ومرونتها في هذا الصراع، لا سيما في توفير الدعم الناري ونقل المشاة والتنقل عبر التضاريس الوعرة. ومع ذلك، واجهت تحديات من أنظمة مضادة للدبابات الحديثة مثل صواريخ جافلين وNLAW، كما أدى الانتشار المتزايد لحرب الطائرات المسيرة إلى خسائر فادحة في بعض الاشتباكات. على الرغم من هذه الثغرات، لا تزال BMP-3 عنصرًا أساسيًا في القوات المدرعة الروسية بفضل مزيجها الفعال من القوة النارية والتنقل والدروع.
لتصدير روسيا لعربة بي إم بي-3 آثار جيوسياسية هامة، إذ يعزز التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، ويزود الدول بأسلحة متطورة لتحديث قواتها المدرعة. وهذا يعزز دور روسيا كمورد عالمي للأسلحة، ويوفر بدائل للأسلحة الغربية، ويحد من نفوذ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مناطق رئيسية. ومع ذلك، يمكن أن تساهم هذه الصادرات في زعزعة الاستقرار الإقليمي، وخاصة في مناطق الصراع مثل أوكرانيا، وتوطيد العلاقات مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، مما يعزز النفوذ الجيوسياسي لروسيا. كما أن هذه المبيعات تتحدى الأهداف الاستراتيجية لحلف شمال الأطلسي، وتوفر خيارات دفاعية للدول التي تقاوم النفوذ الغربي.