أعلنت شركة Rheinmetall، وهي شركة تكنولوجيا مقرها في ألمانيا، في 12 فبراير 2024، عن بناء مصنع جديد في موقعها في Unterlüß، الواقع في Lüneburg Heath في ولاية ساكسونيا السفلى. وتهدف هذه المبادرة إلى زيادة الاكتفاء الذاتي للبلاد في إنتاج الذخيرة.
سوف يتخصص مصنع "Werk Niedersachsen" المستقبلي في إنتاج ذخائر المدفعية والمتفجرات ومكونات المدفعية الصاروخية. وتخطط لإنتاج ما يقرب من 200 ألف قذيفة مدفعية سنويًا، بالإضافة إلى ما يصل إلى 1900 طن من مادة RDX المتفجرة، وربما مكونات أخرى لتصنيع عبوات الذخيرة. ويمكن أيضًا النظر في إنتاج محركات صاروخية وربما رؤوس حربية عسكرية، خاصة لمشروع المدفعية الصاروخية الألمانية.
وشدد أرمين بابيرغر، رئيس شركة راينميتال، على أهمية تأمين السيادة الاستراتيجية لألمانيا في مجال الذخيرة ذات العيار الكبير. وأوضح أنه يهدف من خلال هذا المصنع الجديد إلى إنشاء مركز أوروبي لإنتاج ذخائر المدفعية. سيمكن مصنع راينميتال الجديد الجيش الألماني من تلبية احتياجاته الخاصة من خلال الإنتاج المحلي، وخاصة في أوقات الأزمات، وضمان عمليات النقل غير المقيدة إلى الدول الشريكة. وهذا من شأنه أن يلغي الاعتماد السابق على تصاريح التصدير الصادرة عن دول أخرى، مما يمنح ألمانيا السيادة في هذا المجال الحيوي للأمن القومي.
سيعمل هذا المصنع الجديد بشكل مستقل إلى حد كبير، مع تنفيذ جميع الخطوات اللازمة لإنتاج قذائف المدفعية في الموقع. ومن خلال بناء هذا المصنع، تسعى Rheinmetall إلى اتباع مفهوم معياري وقابل للتطوير لضمان إمدادات آمنة من الذخيرة، مع إمكانية تحقيق المزيد من النمو.
الأولوية القصوى للمصنع الجديد هي بدء الإنتاج في أسرع وقت ممكن. وبعد فترة بناء تبلغ حوالي اثني عشر شهرًا - من تاريخ العقد - ستكون القدرة السنوية الأولية 50.000 قذيفة. وسوف تبدأ حصة ألمانيا الأولية من القيمة المضافة بنسبة 50%، ثم ترتفع تدريجياً في السنة الثانية من الإنتاج إلى 80%، ثم تصل إلى 100% في السنة الثالثة. بحلول ذلك الوقت، سيكون لدى ألمانيا إمدادات ذخيرة مدفعية مكتفية ذاتيًا تمامًا، مع توليد القيمة المضافة بالكامل داخل البلاد.
ومن حيث الحجم، ستصل القدرة السنوية إلى 100 ألف قذيفة في السنة الثانية من الإنتاج، وترتفع لاحقًا إلى 200 ألف قذيفة سنويًا. تعتبر المدفعية قدرة حاسمة في الحرب البرية. لقد أظهر الصراع في أوكرانيا الحاجة الهائلة للذخيرة. مستودعات الجيش الألماني فارغة. وتقدر تكلفة تجديد مخزوناتها بحوالي 40 مليار يورو. يؤدي الاستهلاك الهائل للذخيرة في أوكرانيا إلى تفاقم النقص الحالي. إن الطاقة الإنتاجية المتاحة في العالم الغربي ليست مصممة لتلبية الطلب على هذا النطاق. وعلى غرار بلدان أخرى، تخطط ألمانيا لشراء كميات كبيرة من الذخيرة على مدى فترة طويلة.
