رأى خبير: الواقع التكتيكي مقابل الـ Tacticool

الترفيه التكتيكي والتدريب على الإجهاد

لقد ازدهرت الثقافة التكتيكية على مدى السنوات القليلة الماضية ولأن الجميع هذه الأيام يتمتعون بسهولة الوصول إلى كاميرات الفيديو ومنصات التواصل الاجتماعي، لكنني أعتقد أن هذا قد تسبب في جعل الخطوط الفاصلة بين الواقع Reality وعالم الترفيه التكتيكي tacticool غير واضحة بتاتاً. 

لا يستغرق الأمر سوى القليل هذه الأيام لتكوّن شئ من الثقافة التكتيكية فقط اشترِ سلاحًا (حيثما كان قانونيًا) واشترِى بعض الملابس والملحقات التكتيكية  وابدأ في مشاهدة بعض قنوات وسائل التواصل الاجتماعي ذات المحتوى التكتيكى، وربما حتى تأخذ بعض الدورات التدريبية التكتيكية التي لا تفشل ، ومن ثم بعد بضعة أشهر ستصبح خبيرًا،  بينما في الأيام الخوالي كان الخيار الوحيد إذا كنت ترغب في نمط الحياة هذا هو الانضمام إلى الجيش ويفضل المشاة!

أنا أفهم أن الصناعة التكتيكية تدور حول البيع ، الأمرفقط يتعلق بجني الأموال ولا يختلف عن بيع منتجات المطبخ ودروس الطبخ أو نوادي الجولف ودروس الجولف، وكى أكون صادقًا فإن العمل في المطبخ باستخدام السكاكين الحادة والماء المغلي والأسطح الساخنة وما إلى ذلك يعد أكثر خطورة من معظم تدريبات الترفيه التكتيكية tacticool، أما من منظور الأعمال فإن الصناعة التكتيكية والأسلحة السائدة لا تتعلق بالتعامل مع واقع العنف، بل يتعلق الأمر ببيع المنتجات وتوفير الترفيه في بيئة آمنة، والذي لا أرى فيه أى غضاضة، حتى يبدأ هؤلاء في الاعتقاد بأن عالم لعبهم يمكن أن ينتقل إلى عالم الواقع.

التدريب تحت ضغط الإجهادStress Training

أود أن أقول بسبب خلفيتي  أن تأثيرات التدريب على المستوى الأساسي هو ما تعلمته في الجيش البريطاني  إضافة إلى  ما تعلمته واختبرت التعامل معه في أوروبا الشرقية وجنوب إفريقيا في التسعينيات ثم مغامرات أخرى في أماكن أخرى تعلمت فيها ما الذي نجح والأهم من ذلك ما لم ينجح.

أنا من أشد المؤمنين بالتدريب تحت ضغط الإجهاد ، ولكن إحدى المشكلات هذه الأيام هي أن الناس لا يستطيعون التعامل مع التوتر، لقد كان لدي عملاء في دورات تدريبية عن الأسلحة النارية في الولايات المتحدة يشعرون بالغضب الشديد عندما تلقوا انتقادات بناءة ، فلا شيء خطأ من أي شخص هذه الأيام، فالأسهل إلقاء اللوم على البندقية الغبية، لقد خضت نقاشات مع طلاب لم أقم بإصدار شهادات لهم لأنهم لم يكونوا على المستوى المطلوب ، ولكن في اعتقادهم لقد دفعوا مقابل دورة تدريبية واستحقاق شهادة.

لذا كيف يمكنك تقديم تدريب على الإجهاد في بيئة مريحة وآمنة حيث يشعر الجميع بالدلال والسعادة؟
 حقيقة لا يمكنك! سأل أحد المحترمين مؤخرًا عما إذا كنا نقوم بتضمين أشياء مثل عمليات الضغط أو الألعاب النارية مثل مادة التانيرايت لجعل تدريباتنا أكثر واقعية ، وهو ما نقوم به في بعض الأحيان وهذا يضيف للعرض ، ولكنه هل يزيد من الضغط؟ أفهم أنه بالنسبة لبعض الأشخاص فإن مجرد حمل سلاح ناري أمر مرهق وأنا أحترم ذلك وأحترمهم لخروجهم من مناطق الراحة الخاصة بهم ، فالتدريب على الإجهاد يتمحور حول إخراج الأشخاص من مناطق راحتهم.

من المستحيل تقريبًا توفير تدريب تكتيكي واقعي في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بسبب قواعد وأنظمة السلامة المفرطة وهى ضرورية لمنع المحاربين الـ tacticool من قتل أنفسهم والآخرين سواء عن طريق حادثة تدريب أو عند محاولة تقليدهم شيء رأوه للتو في بعض ألعاب الكمبيوتر، مثلاً أثناء أحد دوراتنا التدريبية التكتيكية للشرطة في المكسيك  استخدمنا الذخيرة الحية في مبنى مهجور بينما يوجد أشخاص بين الأهداف أنا متأكد من أن العديد منكم سيقولون إن هذا ليس آمنًا ، وهو المطلوب اثباته فنحن ندرب فرقًا للتعامل مع المواقف عالية الخطورة وليس أولئك الذين يسعون إلى أحداث ترفيهية tacticool المريحة بغرض التقاط صور شخصية يبدو فيها كمحارب لحساب وسائل التواصل الإجتماعى.

الطريقة الوحيدة لفهم ما يشبه أن يتم إطلاق النار عليك  ، هي أن يتم إطلاق النار عليك ، والطريقة الوحيدة لتكون واثقًا من إطلاق النار بجوار شخص ما وضرب هدفك هو القيام بذلك في التدريب، والسؤال هو هل أصيب الناس من الحطام المتطاير والارتداد؟ والإجابة نعم بالطبع، وقد استوعبوا الأمر وأدركوا أننا نهيئهم لمواجهة المواقف التي سيواجهونها ما إذا حدثت، فاذا رأيت أن هذا التدريب غير آمن ومخيف فأقترح عليك الابتعاد عن البيئات التي يحتمل أن تكون معادية، أما إذا كنت لا توافق على أساليبنا فهذا من امتيازك ولكن تأكد من أن هؤلاء من مروا بهذه التدريبات أثبتوا أن أساليبنا فعالة في العديد من المناسبات إلى أقصى الحدود!

يجب أن تبقى الأمور في نصابها بالنسبة لي، فإذا كان شخص ما جادًا بشأن التدريب الذي سيرغب في العمل به فينبغى أن يكون منفتحًا على النقد البناء ويقبل أن يخرج من منطقة الراحة الخاصة به، على سبيل المثال: إذا كان شخص ما ليس "من يجيدوا التعامل مع  السلاح" ويسعى لامتلاك سلاح ناري للدفاع عن النفس فإن شيئًا بسيطًا مثل تدريبات سحب السلاح من الجراب قد يكون خارج منطقة الراحة الخاصة به وأنا أحترم ذلك، أما  إذا كان شخص ما مهتمًا بالثقافة التكتيكية ويريد ارتداء ملابس الجنود ولعبهم فأنا أحترم ذلك أيضًا، لقد كان بعض محبى لعبة الـ airsoft الذين قابلتهم رائعين للغاية وأدركوا أن ما يفعلونه هو رياضة يمكن أن تتطلب مجهودًا بدنيًا حيث ستفشل في مرحلة ما وتكون مؤلمة جدًا عندما تصطدم بطبيعة الواقع ، هناك فرق كبير بين ارتداء الملابس بأحدث الأساليب التكتيكية والخروج خارج منطقة الراحة الخاصة بك!

وجهة نظر الواقع مقابل - وجهة نظر الـ Tacticool

كنت أتحدث مع شخص ما منذ فترة حول قضايا أمنية وما إلى ذلك وكان هذا الشخص عسكرياً سابقًا في الجيش الأمريكي وتطبيق القانون ومقاول لدى وزارة الدفاع ، وكان يخبرني كيف رفض وظيفة حكومية في أبوجا بنيجيريا لأنه لم يسمح له بحمل سلاح ناري ؛ "يجب أن يكون لديك سلاح في أفريقيا"! أعتقد أنه كان يحاول إثارة إعجابي لكنني قضيت بعض الوقت في إفريقيا فى معظم الأحيان غير مسلح لقد خرجت للاحتفال في أبوجا وعملت هناك لتقديم خدمات الوقاية من القنابل للكنائس وأنا غيرمسلح! أبوجا مدينة آمنة جدًا طالما أنك عاقلًا كما هو الحال مع أي مدينة كبيرة  وهي واحدة من أكثر الأماكن أمانًا في نيجيريا بشكل عام.

لوضع الأمور في سياقها  ، في ذات الوقت تقريبًا الذى كان السيد تيد التكتيكى يروي كيف أنه لن يطأ قدمه خارج الولايات المتحدة بدون مسدس كان لدي شخص ما يوزع كتيبات عن الهجمات الإرهابية والوقاية من القنابل على الكنائس في الجزء المضطرب من نيجيريا، وهى سيدة شابة أعرفها السيدة جيني التي كانت طالبة في ذلك الوقت وملكة جمال محلية كانت هناك العديد من الهجمات الإرهابية في منطقتها لكنها كانت لا تزال تتنقل لتوزيع الكتيبات وكانت غير مسلحة ، أنا متأكد من السيد تكتيكال تيد أن توزيع هذه الكتيبات كان سيحتاج إلى قافلة مدرعة مع دعم جوي لكن الأمور مختلفة في الواقع خارج عالم الـ tacticool الرائع!

لذلك  من حيث الثقة بالنفس ورباطة الجأش والفعالية العملياتية فمن يمكنك أن يصنف كالأفضل السيد تيد التكتيكي أم السيدة جيني؟ أعتقد أن السيدة جيني تفوز وقد أتمت مهمتها بشكل جيد، وقبل أن أتوقع أن يكون السيد تكتيكال تيد قد انتهى من كتابة قائمة أدواته! بينما كان السيد Tactical Ted يفكر في الدروع الواقية للبدن والطلقات المجوفة أنا متأكد من أن السيدة جيني كانت تفكر في أن طلاء أظافرها يتناسب مع حذائها وحقائب اليد ، كانت السيدة جيني تدرك جيدًا المخاطر وخططت لكيفية التحرك وفقًا لذلك.

أنا شخص مؤيد جدًا لسلاح وأعتقد أنه يجب أن يكون لكل شخص الحق في حمل سلاح ناري بشرط أن يتم تدريبهم بشكل صحيح على القيام بذلك ، لكن الكثير من الناس يرون السلاح والثقافة التكتيكية كوسيلة للتمكين، فمجرد امتلاك سلاح لا يجعلك رجلاً قوياً ، وأولئك الذين يعتقدون أنه لا ينبغي أن يمتلكوا أسلحة نارية! عندما أكون في ميادين الرماية بما فيها الداخلية المكيفة الهواء في ضواحي جنوب فلوريدا وأرى الرماة بما في ذلك المدربون الذين يرتدون سترات واقية من الرصاص وشدات والخناجر وجراب على الساق التي تحاول الظهور بمظهر أبطالهم الـ YouTube، أجدها مقلقة للغاية. أعرف يقيناً أن العديد من هؤلاء الرجال لم ينضموا أبدًا إلى الجيش لأي سبب من الأسباب وأتوقع أن معظمهم لم يشاركوا في قتال منذ أن تعرضوا للتنمر في المدرسة وسيكونون مرعوبين من القيادة السيارة مروراً بحيهم ناهيك عن الذهاب إلى بلد شديدة الخطورة، لكن يبدو أنهم مدمنون على أسلوب الحياة التكتيكي، والسؤال هو ما الذي يحاولون التعويض عنه ؟ أنا متأكد من أن بعض الفياجرا ورحلة لجمهورية الدومينيكان للاستمتاع بصحبة بعض السيدات الشابات سيكون أرخص من آلاف الدولارات التي ينفقونها على الأسلحة والمعدات التكتيكية، وأنا متأكد أيضًا من الناحية النفسية والبدنية سيكون أكثر صحة!

ربما يحتاجون إلى أخذ بعض النصائح من شخص أجرى العملية بنجاح في منطقة عالية الخطورة مثل السيدة جيني بدلاً من القلق بشأن سرعة تغيير خزنهم، يمكنها أن تعلمهم أن يكونوا واثقين من كيفية تطبيق مكياجهم بشكل صحيح بدلاً من شراء جراب جديد لسلاحهم الجديد، يمكنها تعزيز تقديرهم لأنفسهم من خلال ضمان أن يليق الكعب العالي دائمًا ما يطابقون حقائبهم، ربما يصبحوا متمكنين بدرجة كافية مسلحين بمهاراتهم الجديدة وشنطة ملابسهم، ويمكنهم أحيانًا ترك سلاحهم وإكسسواراتهم الـ tacticool في المنزل عندما يغامرون بالخروج إلى محلات السوبرماركت المحلية وما شابه ذلك ،،،

في الختام ، هناك فرق كبير بين الواقع وعالم الترفيه التكتيكي أنا متأكد من أن الكثيرين يرون أن عالم التكتيكات هو المتعة والتمكين وآمل أن يكونوا سعداء وأن يستمتعوا به، لكن في عالم الواقع التكتيكي يصاب الناس ويقتلون، لا يوجد شيء رائع أو ساحر في ذلك إذا كنت جادًا بشأن دخول هذا العالم الواقعي وما إلى ذلك  فإن الألم والإصابات وعدم الراحة والتوتر والبقاء خارج منطقة الراحة الخاصة بك كلها تتماشى مع طبيعة ذلك القطاع، لذا كما يعلم كل جندي مشاة كل شخص يريد أن يكون الفارس حتى يتعلق الأمر بالمرور وتحمل واجبات الفرسان خاصة المقرف منها  ، صحيح !!!

ابقوا بأمان !! ؛-)

أورلاندو ويلسون
هو المستشار الرئيسي لشركة Risks Incorporated وهو أيضًا مؤلف كتب مقالات وقد أجريت معه مقابلات للعديد من وسائل الإعلام حول مواضيع عن الاختطاف والجريمة المنظمة والمراقبة والقرصنة البحرية.
تمت الترجمة للعربية بمعرفة فريق شبكة الدفاع