أكدت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية الذي عقد في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا في 6 سبتمبر 2024، التزام إسبانيا القوي بدعم أوكرانيا، سواء عسكريًا أو من خلال المساعدات الإنسانية. وأعلنت عن حزمة جديدة كبيرة من المساعدات العسكرية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة. ومن بين المساهمات الرئيسية بطارية صواريخ دفاع جوي من طراز HAWK، مزودة بستة قاذفات صواريخ، تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا ردًا على التهديدات المستمرة.
وفي كلمتها، أكدت الوزيرة الإسبانية روبليس على الدور الحاسم الذي تلعبه مجموعة الاتصال في تنسيق جهود المساعدات الدولية لأوكرانيا. وأكدت أن دعم إسبانيا الثابت ليس فقط لسيادة أوكرانيا ولكن أيضًا للأمن الأوسع لأوروبا. واستجابت روبليس بشكل خاص لطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي، مؤكدة أن إسبانيا سترسل على الفور بطارية HAWK كاملة، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ الستة الموجودة بالفعل في بولندا للنشر السريع.
كما تحدثت روبليس بالتفصيل عن مبادرات دعم الدفاع الجارية في إسبانيا، مسلطة الضوء على الاستعدادات للتبرعات الإضافية وشحنات المعدات العسكرية. وأشارت كذلك إلى أن صناعة الدفاع الإسبانية تشارك بنشاط في العديد من المشاريع المتوافقة مع اتفاقية الأمن الثنائية بين إسبانيا وأوكرانيا لتعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا.
منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، لعبت إسبانيا دورًا حيويًا في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وتشمل بعض عمليات التسليم الأكثر شهرة 10 دبابات ليوبارد 2A4، و60 ناقلة جنود مدرعة من طراز M113، و20 مركبة مدرعة من طراز URO VAMTAC، ومجموعة من المركبات وأنظمة المدفعية. كما قدمت إسبانيا أنظمة صواريخ أرض-جو واسعة النطاق، بما في ذلك بطارية Aspide 2000 وأنظمة Hawk SAM، إلى جانب الرادارات والأسلحة المضادة للدبابات. بالإضافة إلى المعدات العسكرية، قدمت إسبانيا مستشفيات ميدانية وإمدادات طبية، ووفرت تدريبًا أساسيًا للجنود الأوكرانيين.
هذه الحزمة الأخيرة من المساعدات من إسبانيا هي جزء من جهد دولي أوسع لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي. تظل إسبانيا ثابتة في نضال أوكرانيا من أجل الحرية والسلامة الإقليمية.
يشغل الجيش الإسباني نظام الدفاع الجوي MIM-23 HAWK، وتحديدًا إصدار المرحلة الثالثة المحدث، والذي يوفر قدرات دفاع جوي متوسطة المدى. في الخدمة منذ ستينيات القرن العشرين، خضع نظام HAWK لعدة ترقيات ليظل فعالاً في سيناريوهات القتال الحديثة. تعمل ترقية المرحلة الثالثة على تعزيز رادار النظام وتكنولوجيا الصواريخ والكفاءة التشغيلية الشاملة بشكل كبير، مما يضمن استمراره في لعب دور حاسم في شبكة الدفاع الجوي الإسبانية.
يمكن لنظام HAWK Phase III التعامل مع الأهداف على مدى يصل إلى 45 كيلومترًا (28 ميلًا) واعتراض التهديدات التي تحلق على ارتفاعات تصل إلى 18 كيلومترًا (59000 قدم). وهذا يجعل النظام فعالاً ضد التهديدات الجوية المختلفة، بما في ذلك الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، والمروحيات، والمركبات الجوية بدون طيار، وبعض أنواع الصواريخ المجنحة. يوفر مزيجه من تغطية المدى والارتفاع درعًا دفاعيًا قويًا للأصول العسكرية والبنية التحتية ونشر القوات.
أحد أبرز التطورات في إصدار المرحلة الثالثة هو إدخال أنظمة الرادار المتطورة، بما في ذلك رادارات AN / MPQ-61 و AN / MPQ-62. عززت هذه الرادارات قدرة HAWK على اكتشاف وتتبع الأهداف المنخفضة والسريعة الحركة في بيئات معقدة. إنها تسمح للنظام بتتبع أهداف متعددة في وقت واحد، مما يجعله مرنًا ضد الهجمات المتزامنة أو الضربات المشبعة.
كما تم ترقية تكنولوجيا الصواريخ في إصدار المرحلة الثالثة بشكل كبير. تم تجهيز الصواريخ بأنظمة توجيه رادارية شبه نشطة، مما يسمح بدقة محسنة عند التعامل مع الأهداف الحديثة عالية القدرة على المناورة. تم تصميم الرأس الحربي لاحتمالية قتل عالية، مع نظام تجزئة يضمن تدميرًا فعالًا حتى في الاشتباكات القريبة مع الأهداف سريعة الحركة.
بالإضافة إلى تحسينات التتبع ودقة الصواريخ، فإن HAWK Phase III لديه وقت رد فعل أسرع. وهذا يعني أن النظام يمكنه اكتشاف وتتبع والتعامل بسرعة مع التهديدات سريعة الحركة مثل الطائرات المقاتلة والصواريخ المجنحة، مما يعزز قدراته الدفاعية بشكل كبير. على الرغم من أن النظام ليس متحركًا مثل بعض منصات الدفاع الجوي الأحدث، إلا أنه لا يزال قابلاً للنشر بدرجة كبيرة، مع التحسينات التي تسمح بنقله وإعداده بكفاءة في بيئات قتالية مختلفة.
وعلى الرغم من كونها نظامًا قديمًا، فإن المرحلة الثالثة من نظام HAWK تظل ضرورية لاستراتيجية الدفاع الجوي الإسبانية. إن قدرتها على توفير الحماية متوسطة المدى تجعلها ذات قيمة حتى مع استمرار إسبانيا في تحديث قدراتها الدفاعية بأنظمة أحدث. ويوضح قرار إسبانيا بالتبرع بأنظمة HAWK، بما في ذلك قاذفات الصواريخ والرادارات، لأوكرانيا مدى أهمية النظام المستمرة. ومن المتوقع أن توفر بطاريات HAWK هذه دفاعًا حاسمًا ضد الطائرات الروسية وضربات الصواريخ المجنحة، وتلعب دورًا حيويًا في الجهود المستمرة التي تبذلها أوكرانيا للدفاع ضد الهجمات الجوية.