نظام HQ-19 هو نظام دفاع صاروخي أرض-جو بعيد المدى طورته جمهورية الصين الشعبية. صُمم النظام كصاروخ اعتراضي عالي الارتفاع، ويهدف إلى مواجهة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBMs)، والمركبات الانزلاقية فرط الصوتية، والأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض (LEO). بفضل قدرته على التصدي للصواريخ الباليستية (ABM) والأقمار الصناعية (ASAT)، يُعزز نظام HQ-19 قدرات الدفاع الصاروخي المتكاملة والتحكم الفضائي في الصين.
نظام HQ-19 هو نظام دفاع صاروخي أرض-جو بعيد المدى، وهو نسخة مطورة تقنيًا من منصة HQ-9. بدأ تطوير النظام في أواخر التسعينيات في إطار برنامج 863 الصيني، وهو مبادرة وطنية تهدف إلى تسريع القدرات الدفاعية الاستراتيجية والتكنولوجية المتقدمة. أُجري أول اختبار صاروخي ناجح للنظام عام ١٩٩٩، مُثبتًا قدرته على اعتراض الأهداف الباليستية على ارتفاعات تصل إلى ٢٠٠ كيلومتر وسرعات تقترب من ١٠٠٠٠ متر في الثانية. وعلى مدار العقد التالي، أُجريت المزيد من الاختبارات والتحسينات، تُوجت بحصوله على شهادة من وزارة الدفاع الوطني الصينية عام ٢٠٢١.
على الرغم من دخوله الخدمة بشكل محدود بحلول عام ٢٠١٨، عُرض نظام HQ-19 لأول مرة علنًا في معرض تشوهاي الجوي عام ٢٠٢٤، مؤكدًا نضجه التشغيلي وجاهزيته للانتشار الكامل. صُمم النظام لاعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM) خلال مرحلتي الطيران في منتصف المسار وفي نهايته، وهو قادر أيضًا على استهداف المركبات الانزلاقية فائقة السرعة والأقمار الصناعية العاملة في مدار أرضي منخفض. يُمكّنه هذا النطاق التشغيلي الواسع من العمل كمنصة مزدوجة الغرض للصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية والمضادة للأقمار الصناعية، مما يُعزز عقيدة التفوق الجوي والفضائي للصين.
يستخدم نظام HQ-19 مركبة تدمير حركية لتدمير الأهداف من خلال التأثير المباشر، مما يُغني عن الرؤوس الحربية المتفجرة التقليدية. يزيد هذا النهج من دقة الاعتراض ويقلل من الآثار الجانبية. يعمل النظام كجزء من شبكة دفاعية متعددة الطبقات، ويتكامل مع منصات أخرى مثل HQ-9 وHQ-26 الأكثر تطورًا، مما يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية الصين لمنع الوصول/منع دخول المنطقة (A2/AD). غالبًا ما يُقارن بالأنظمة الغربية مثل THAAD وSM-3 نظرًا لنطاق أدائه وخصائص مهمته.
HQ-19:
النسخة القياسية من HQ-19 مجهزة لاعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والتعامل مع الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض. وبينما لم يُكشف علنًا عن أي متغيرات مميزة، من المتوقع أن تتضمن التكوينات المستقبلية تحسينات لتوسيع المدى، وزيادة دمج أجهزة الاستشعار، أو تحسين قدرات مكافحة الصواريخ فرط الصوتية، ربما من خلال التكامل مع شبكات قيادة وتحكم أكثر تقدمًا أو أنظمة مستقبلية مثل HQ-26.
وحدة الإطلاق
يستخدم HQ-19 مركبة إطلاق متحركة مبنية على هيكل شاحنة عسكرية TAS5380 8×8. كل قاذفة مزودة بستة أنابيب إطلاق أسطوانية مثبتة عموديًا في مؤخرة الشاحنة. يستخدم النظام طريقة الإطلاق البارد، حيث يُقذف الصاروخ أولًا من أنبوب الإطلاق باستخدام ضغط الغاز قبل أن يشتعل محرك الصاروخ الرئيسي. تُحسّن هذه الطريقة السلامة والمرونة التشغيلية، مما يسمح بإعداد أسرع وتقليل الضغط على منصة الإطلاق. كما أن القاذفة مجهزة بمثبتات هيدروليكية ووحدات طاقة مدمجة، مما يُسهّل النشر السريع والتشغيل الذاتي.
الصاروخ
صاروخ HQ-19 نفسه هو صاروخ اعتراضي يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويستخدم محرك صاروخي ثنائي النبضات لتوفير قوة الدفع خلال مراحل الطيران المختلفة. مصنوع من مواد ألياف الكربون خفيفة الوزن، ومُصمم لتحمل قوى تسارع هائلة، حيث يتحمل ما يصل إلى 60 قوة تسارع أثناء المناورة. يبلغ طول الصاروخ حوالي 7 أمتار، ويبلغ قطره حوالي 0.5 متر. يحمل الصاروخ مركبة قتل حركية (KKV) كرأس حربي، مصممة لتحييد الأهداف عن طريق الاصطدام المباشر في ظروف جوية خارجية. تتألف مجموعة التوجيه من باحث راداري نشط، مقترن بمستشعر أشعة تحت حمراء متطور مثبت على جانبي الصاروخ، لتخفيف آثار ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي أثناء الطيران بسرعات عالية. يتيح هذا التوجيه المدمج اعتراض الأهداف بدقة عالية على مسافات وارتفاعات طويلة.
التنقل
يعتمد الصاروخ HQ-19 على الشاحنة العسكرية عالية الحركة TAS5380 8×8، التي تنتجها شركة تايان للمركبات الخاصة. يعمل الصاروخ بمحرك ديزل توربيني من نوع Deutz بقوة 517 حصانًا، ما يسمح له بالوصول إلى سرعات تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة على الطرق. وبمدى تشغيلي يبلغ 800 كيلومتر، يستطيع نقل نظام الصواريخ عبر تضاريس متنوعة. يبلغ طول TAS5380 حوالي 11 مترًا وعرضه 3 أمتار وارتفاعه 3 أمتار، ويوفر مساحة واسعة ودعمًا هيكليًا للحمولة الثقيلة، في حين يضمن نظام الدفع الرباعي ونظام التعليق الهوائي المرونة التشغيلية والأداء على الطرق الوعرة.
أنظمة الرادار والاتصالات
يُوجَّه نظام HQ-19 بواسطة رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) من طراز 610A، والذي يتميز بمدى كشف يصل إلى 4000 كيلومتر. يوفر هذا الرادار تتبعًا بعيد المدى وتحديثات توجيه في منتصف مسار الصاروخ الاعتراضي. يتميز الرادار بمقاومته العالية للإجراءات الإلكترونية المضادة، وقادر على تتبع العديد من التهديدات عالية السرعة وعالية الارتفاع في آنٍ واحد. تتكامل شبكة الرادار مع مراكز قيادة وتحكم متنقلة، وأنظمة اتصالات آمنة، ورادارات لاكتساب الأهداف، مما يضمن تدفقًا متزامنًا للبيانات واستجابة سريعة للتهديدات ضمن شبكة دفاع جوي موزعة.
الاستخدام القتالي
صُمم نظام HQ-19 للتعامل مع الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، والمركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت، والأقمار الصناعية منخفضة المدار. يعترض النظام التهديدات الباليستية أثناء مسارها ومرحلتي طيرانها النهائيتين، باستخدام التدمير الحركي المباشر لضمان تحييدها بدقة دون انفجار. تتيح قدرته على العمل في مستوى خارج الغلاف الجوي دعم كل من الدفاع الوطني ومهام الردع الاستراتيجي. تُمكّن قدرة النظام على الحركة من إعادة التمركز بسرعة للدفاع عن الأصول الرئيسية، بينما تُمكّنه قدراته على الارتفاعات العالية من أن يكون عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الصين الصاروخية والفضائية متعددة الطبقات.
المواصفات
النوع: نظام صواريخ دفاع أرض-جو بعيد المدى
البلدان المُستخدمة: الصين، باكستان
البلد المُصمم: الصين
التسليح: صاروخ واحد لكل أنبوب، 6 أنابيب لكل قاذفة
ارتفاع الصاروخ: حتى 200 كم
أنظمة التوجيه: توجيه راداري نشط + باحث جانبي بالأشعة تحت الحمراء
مكونات الرادار: رادار مصفوفة طورية من النوع 610A (مدى 4000 كم)
أنواع الأهداف: صواريخ باليستية متوسطة المدى (MRBMs)، مركبات انزلاقية تفوق سرعة الصوت (HGVs)، أقمار صناعية في مدار أرضي منخفض (LEO Satellites)، أهداف جوية عالية السرعة في منتصف المسار، أهداف جوية عالية السرعة في المرحلة النهائية.
مدى الصاروخ: حتى 3000 كم (أهداف الصواريخ الباليستية)
شاحنة الإطلاق: شاحنة عسكرية عالية الحركة TAS5380 8×8