في تطور مهم في الصراع الدائر في أوكرانيا، كشفت أجهزة استخبارات الجيش البريطاني في 17 نوفمبر 2023، أن روسيا بدأت على الأرجح في استخدام طائراتها من طراز A-50 MAINSTAY D بقدرة تشغيلية جديدة فوق أوكرانيا. يتم الآن استخدام هذه الطائرة المتقدمة للإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً (AEW&C) لتحديد أهداف نظام S-400، وهو نظام صواريخ الدفاع الجوي الأرضي بعيد المدى الروسي.
تم تجهيز طائرة A-50 MAINSTAY D، وهي نسخة مطورة من منصة AEW&C الأساسية في روسيا، بقدرات رادارية ومراقبة متطورة. وكانت وظيفتها الأساسية تقليديا هي تنسيق عمليات الطائرات المقاتلة. ومع ذلك، في هذا الدور الجديد، تعمل MAINSTAY على توسيع قدراتها لتعزيز فعالية أنظمة الدفاع الجوي الأرضية.
إحدى المزايا الرئيسية لاستخدام A-50 MAINSTAY D بالتزامن مع نظام S-400 الذي يحمل تصنيف الناتو SA-21 Triumf تكمن في قدراتها الرادارية. يعمل رادار MAINSTAY على ارتفاعات عالية، ويمكنه اكتشاف الطائرات المعادية على نطاقات أطول بكثير من الرادارات الأرضية. ويرجع ذلك إلى قدرته على رؤية انحناء الأرض، وبالتالي توفير الكشف المبكر ومنطقة مراقبة أوسع.
أصبح صاروخ SA-21، المعروف بقدراته بعيدة المدى ومتعددة الأهداف، أكثر قوة بفضل دعم MAINSTAY. نظام S-400، الذي يشار إليه أيضًا باسم SA-21 Growler في مصطلحات الناتو، قادر على الاشتباك مع أهداف على مسافات تصل إلى 400 كيلومتر ويمكنه تتبع مئات الأهداف في وقت واحد.
يبدو أن دمج A-50 MAINSTAY D مع نظام SA-21 هو خطوة استراتيجية من جانب روسيا، مدفوعة جزئيًا بالمخاوف بشأن احتمال قيام أوكرانيا بنشر طائرات مقاتلة مقدمة من الحلفاء الغربيين. ويعزز هذا التكامل الوعي الظرفي العام والقدرات الدفاعية للقوات الروسية في المنطقة.
ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية الجديدة لا تخلو من المخاطر. يشير نشر MAINSTAY بالقرب من الخطوط الأمامية، كما اقترحت المخابرات البريطانية، إلى أن روسيا قد تكون على استعداد لقبول مخاطر أكبر لضمان فعالية شبكة الدفاع الجوي الخاصة بها. من المحتمل أن تعرض هذه الخطوة MAINSTAY للتهديدات من الأنظمة المتقدمة المضادة للطائرات والطائرات المقاتلة.
يمثل هذا التطور تصعيدًا كبيرًا في الحرب التكنولوجية المستخدمة في الصراع الأوكراني ويؤكد على الطبيعة المتطورة لاستراتيجيات القتال الجوي والدفاع الحديثة.
