أخبار: روسيا تعيد تنظيم أنظمتها للدفاع الجوي بسبب خسائرها في أوكرانيا

أفادت وزارة الدفاع البريطانية مؤخرًا أن قدرات الدفاع الجوي الروسية، خاصة في المناطق النائية، يمكن أن تتعرض للخطر بسبب إعادة توزيع أنظمة الدفاع الرئيسية مثل S-400 بعد خسائرها في أوكرانيا. أنظمة S-400، وحدات الدفاع الجوي بعيدة المدى المتقدمة في روسيا، قادرة على استهداف الأهداف على مسافات تصل إلى 400 كيلومتر. ومن المرجح أن يؤدي هذا التحول لتعزيز الدفاعات في أوكرانيا إلى تقليل الحماية على طول حدود روسيا الشاسعة.

وأكدت مصادر المخابرات البريطانية أن إعادة تخصيص موارد الدفاع الجوي توضح الضغط المستمر على القدرات العسكرية الروسية بسبب الصراع في أوكرانيا. كما أنه يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها روسيا في الحفاظ على وضعها الدفاعي القياسي على أراضيها الشاسعة.

ونظام إس-400، المعروف أيضًا باسم تريومف، هو نظام دفاع جوي بعيد المدى طورته روسيا. ويعتبر هذا النظام من أكثر الأنظمة تقدما في العالم فيما يتعلق بالدفاع المضاد للطائرات والصواريخ. تصميمها الأساسي هو اكتشاف وتدمير الطائرات والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز على ارتفاعات ومسافات مختلفة.

ما يجعل نظام S-400 مميزًا بشكل خاص هو قدرته على الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد والعمل في بيئة تتعطل بشدة بسبب الإجراءات الإلكترونية المضادة. يمكنه تتبع واستهداف ما يصل إلى 36 هدفًا في وقت واحد مع توجيه ما يصل إلى 72 صاروخًا. نطاق الكشف الخاص به مثير للإعجاب، فهو قادر على تحديد الأهداف الجوية على مسافات تصل إلى 600 كيلومتر، ويمكنه ضرب أهداف على مسافة 400 كيلومتر.

ويتكون النظام من عدة مكونات، بما في ذلك رادارات الكشف والتتبع، وقاذفات الصواريخ، ومركز القيادة والسيطرة. ويلعب رادار S-400، الذي يتمتع بقدرات كشف متطورة، دورًا حاسمًا في تحديد موقع الأهداف الجوية وتتبعها، بما في ذلك الطائرات الشبح. تختلف الصواريخ المستخدمة في هذا النظام من حيث المدى والقدرة، مما يسمح بالدفاع متعدد الطبقات ضد التهديدات الجوية المختلفة.

علاوة على ذلك، فإن نظام S-400 متنقل ويمكن نشره بسرعة، مما يجعله مناسبًا للعمليات العسكرية الحديثة حيث تعد القدرة على الحركة والمرونة ضرورية. وقد تم تصديرها إلى العديد من البلدان، مما عزز دورها وأهميتها على الساحة الجيوسياسية العالمية كأداة دفاع جوي استراتيجية. غالبًا ما يُنظر إلى وجود نظام S-400 في ترسانة عسكرية على أنه مضاعف كبير للقوة نظرًا لقدرته على حماية المجال الجوي ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية.

كشفت تقارير صادرة عن المخابرات البريطانية في أوائل نوفمبر أن القوات الأوكرانية أثرت بشكل كبير على الدفاعات الجوية الروسية، ومن المحتمل أن تدمر ما لا يقل عن أربع منصات إطلاق لأنظمة صواريخ الدفاع الجوي بعيدة المدى. وتشمل الحوادث البارزة الضربة الناجحة التي شنتها القوات الأوكرانية على موقع دفاع جوي مهم في شبه جزيرة القرم المحتلة في 30 أكتوبر، وتدمير نظام إس-400 الاستراتيجي بالقرب من لوهانسك المحتلة في 25 أكتوبر.