أعلنت شركة رايثيون الأمريكية، التابعة لشركة RTX، في 19 ديسمبر 2025، عن فوزها بعقد مبيعات عسكرية أجنبية بقيمة 168 مليون دولار لتزويد رومانيا بمعدات إضافية لمنظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وفقًا لما ذكرته الشركة. وتتولى وزارة الدفاع الأمريكية إدارة الاتفاقية، التي تشمل نظام رادار، ومكونات قيادة وتحكم، وقاذفات، ومجموعة واسعة من معدات الدعم والاختبار لتعزيز قدرات رومانيا الدفاعية الجوية المتقدمة.
وتشغل رومانيا حاليًا أربع وحدات إطلاق نار من طراز باتريوت، على أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2020. وقد حققت البطارية الأولى الجاهزية التشغيلية الأولية في عام 2022، وتم نشرها لحماية البنية التحتية الوطنية الحيوية والمجال الجوي لحلف الناتو على طول ممر البحر الأسود. من المتوقع نشر الوحدات الثلاث المتبقية بموجب العقد الأصلي بحلول عام ٢٠٢٨. ومن المرجح أن يشمل العقد المعلن عنه حديثًا مكونات مرتبطة بهذه الأنظمة النهائية، بالإضافة إلى قدرات إضافية لتوسيع نطاق تغطية الرادار وزيادة كثافة منصات الإطلاق.
جميع الأنظمة المُسلّمة إلى رومانيا هي من طراز باتريوت 3+، وهو أحدث إصدار من النظام المستخدم على نطاق واسع في حلف الناتو. تتميز هذه الأنظمة برادار AN/MPQ-65، وهو نظام متعدد الوظائف ذو مصفوفة طورية مصمم لكشف وتتبع والاشتباك مع تهديدات متعددة في وقت واحد، حتى في البيئات الكهرومغناطيسية المتنازع عليها. كما زُوّدت بطاريات رومانيا بصواريخ PAC-3 MSE الاعتراضية، المصممة للاشتباكات عالية السرعة والدقيقة ضد مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التكتيكية، وصواريخ كروز بعيدة المدى، والتهديدات الجوية من الجيل التالي.
تتضمن منظومة باتريوت 3+ شبكة قيادة وتحكم رقمية تسمح بالتكامل السلس مع بنية الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة لحلف الناتو. لا يُعزز هذا فقط قدرات الدفاع الجوي الوطنية لرومانيا، بل يدعم أيضًا العمليات الإقليمية لحلف الناتو من خلال إنشاء إطار عمل متكامل يربط بين أجهزة الاستشعار وأنظمة إطلاق الصواريخ. ورغم أن رومانيا لم تتسلم بعدُ رادار الجيل التالي من نظام استشعار الدفاع الجوي والصاروخي منخفض المستوى (LTAMDS) ضمن هذا البرنامج، إلا أن أنظمتها الحالية مصممة لتكون قابلة للتحديث ومتوافقة مع التحسينات المستقبلية لأجهزة الاستشعار التي سيُطورها الجيش الأمريكي وشركاء الناتو.
يأتي هذا الاستحواذ في وقتٍ يتزايد فيه التركيز على الدفاع الجوي الاستراتيجي في جميع أنحاء أوروبا. ففي عام 2025 وحده، وقّعت ألمانيا وهولندا وإسبانيا اتفاقيات مماثلة لشراء صواريخ باتريوت، استجابةً للدروس المستفادة من الحرب الدائرة في أوكرانيا. وقد لعبت بطاريات باتريوت المنتشرة لدعم أوكرانيا دورًا محوريًا في اعتراض صواريخ كينجال وإسكندر الروسية، مما يُؤكد فعالية النظام في القتال المباشر ضد التهديدات المتطورة.