أخبار: الجيش الأمريكي ينشر صواريخ Spike NLOS على مروحيات الأباتشي

نشر الجيش الأمريكي صاروخ سبايك غير خط البصر (NLOS) على مروحيات الهجوم AH-64E الإصدار 6، في 26 فبراير 2025، مما عزز بشكل كبير قدراتها على الضربات بعيدة المدى. وأكدت الصور عالية الدقة وجود هذه الصواريخ الموجهة المتقدمة أثناء مناورات Allied Spirit في ألمانيا، حيث تم اختبارها في بيئة تشغيلية متعددة الجنسيات. يمثل دمج Spike NLOS على AH-64E تطورًا رئيسيًا في قدرات الاشتباك بعيدة المدى للجيش، مما يمكنه من الاشتباك مع الأهداف بعيدًا عن الخطوط الأمامية مع تقليل التعرض لدفاعات العدو.

يقدم Spike NLOS ميزة كبيرة في المدى والقوة النارية، مما يزيد من قدرة الأباتشي على الضرب إلى 32 كيلومترًا. إن هذا هو أربعة أضعاف مدى صاروخي AGM-114 Hellfire وAGM-179 Joint Air-to-Ground Missile (JAGM)، اللذين كانا تقليديًا الذخيرة الأساسية جو-أرض لطائرات الهليكوبتر الهجومية الأمريكية. يسمح هذا المدى المتزايد بالاشتباك مع الأهداف الاستراتيجية خارج نطاق أنظمة الدفاع الجوي للعدو. إنه يعزز الفعالية في البيئات المتنازع عليها حيث تنتشر تهديدات الصواريخ الأرضية-الجوية الموجهة بالرادار والتتبع بالأشعة تحت الحمراء.

إن Spike NLOS هو صاروخ موجه من الجيل الخامس مصمم للاشتباك خارج خط البصر. يتيح تصميمه النشر من منصات متعددة، بما في ذلك المركبات الأرضية والسفن البحرية والطائرات، مما يوفر مرونة تشغيلية. مزود بجهاز بحث متعدد الأطياف عالي الدقة ورابط بيانات ثنائي الاتجاه في الوقت الفعلي، يسمح للمشغل بضبط الهدف أثناء الطيران أو إلغاء المهمة إذا لزم الأمر. تعمل هذه الميزات على تحسين الدقة وتقليل خطر الأضرار الجانبية، مما يضمن القدرة على التكيف في ظروف ساحة المعركة الديناميكية.

يشتمل نظام سلاح Spike NLOS على رأس حربي متعدد الأغراض قادر على التعامل مع المركبات المدرعة والبنية التحتية للعدو والأصول البحرية والأفراد في كل من البيئات الحضرية والمفتوحة في ساحة المعركة. هذا التنوع يجعله أداة فعالة لتحييد مجموعة واسعة من التهديدات، من التشكيلات المدرعة إلى مراكز القيادة عالية القيمة. تتمثل إحدى المزايا الرئيسية في استقلاله عن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يسمح بالتشغيل الفعال حتى في البيئات التي تعطل فيها الحرب الإلكترونية والتشويش الملاحة القائمة على الأقمار الصناعية. بالإضافة إلى ذلك، يقلل الرادار المنخفض والتوقيع الحراري من مخاطر الكشف والاعتراض، مما يزيد من قدرة المنصات التي تنشره على البقاء.

يعد دمج Spike NLOS في طائرات الهليكوبتر من طراز Apache جزءًا من برنامج الذخيرة الدقيقة طويلة المدى المؤقتة (I-LRPM)، وهي مبادرة تهدف إلى تزويد وحدات الهجوم بقدرات الضربة الدقيقة بعيدة المدى في انتظار تطوير الذخائر الاستراتيجية من الجيل التالي. تم اتخاذ قرار اعتماد هذا النظام في عام 2020، تلاه مراحل تقييم واختبار مكثفة على متغيرات Apache السابقة. بحلول عام 2024، حققت الطائرة AH-64E الإصدار 6 شهادة كاملة، مؤكدة التوافق مع أنظمة استشعار واستهداف الطائرة.

بدأ النشر التشغيلي لـ Spike NLOS في أغسطس 2023. وقد جهزت في البداية ثلاث وحدات هجومية: كتيبة الهجوم 1-229، وسرب سلاح الفرسان الجوي 2-17، وكتيبة الهجوم 1-3، التي تشارك حاليًا في تدريبات متعددة الجنسيات في أوروبا. تساهم هذه النشرات في جهود التشغيل البيني لحلف شمال الأطلسي، وضمان التكامل داخل العمليات المشتركة وتعزيز قدرات الضربات بعيدة المدى. تم تصميم هذا النشر الاستراتيجي لتعزيز قدرة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة على إجراء اشتباكات دقيقة مع تقليل التعرض للتدابير المضادة المعادية.

يمثل دمج Spike NLOS في Apache AH-64E تعزيزًا كبيرًا لطيران الجيش الأمريكي، مما يوفر مدىً ممتدًا ومرونة تشغيلية أكبر وقدرة محسنة على البقاء. ويؤكد التقديم التدريجي لهذا النظام على الأهمية المتزايدة للأسلحة الدقيقة بعيدة المدى في سيناريوهات الصراع الحديثة. وفي بيئة عملياتية متنازع عليها بشكل متزايد، حيث لا يمكن افتراض التفوق الجوي، فإن امتلاك صاروخ قادر على ضرب أهداف خارج نطاق دفاعات العدو يمثل ميزة حاسمة في ساحة المعركة.