أخبار: القاذفة الروسية Tu-22M3 تطلق صاروخ كروز Kh-32 الأسرع من الصوت ضد أوكرانيا

في 11 مايو 2024، تم نشر مقطع فيديو على تيليجرام يُظهر قاذفة استراتيجية روسية من طراز Tu-22M3، وهي تطلق صاروخ كروز أسرع من الصوت من طراز Kh-32 يُطلق من الجو خلال غارة جوية في أوكرانيا. ورغم أن الفيديو غير مؤرخ، إلا أنه يظهر بوضوح نشر صاروخ Kh-32M، المصمم لاستهداف الأهداف البحرية والبرية.

والصاروخ Kh-32، الذي طورته روسيا، هو نسخة مطورة من الصاروخ Kh-22، وهو صاروخ طويل المدى مضاد للسفن معروف تحت الاسم الرمزي لحلف شمال الأطلسي AS-4 "المطبخ". تم تصميم Kh-22 في الأصل خلال الحرب الباردة، ويمكنه حمل حمولات تقليدية أو نووية ثقيلة لمسافات تتراوح بين 600 و700 كيلومتر. وبالمقارنة، فإن صاروخ Kh-32، الذي تم اعتماده رسميًا في عام 2016، يتميز بقدرته على الوصول إلى سرعات تصل إلى 5 ماخ ومدى يزيد عن 1000 كيلومتر، مما يمكنه من ضرب أهداف تتجاوز بكثير أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

تم تسليح Kh-32 لتلبية احتياجات المهام المختلفة بسبب مرونة حمولتها. يمكن تجهيزها بحمولات تقليدية للضربات المضادة للسفن أو بحمولات متخصصة مضادة للإشعاع لتحييد منشآت رادار العدو. إن سرعتها الأسرع من الصوت ومداها الطويل تجعلها خيارًا فعالاً ضد الأهداف البحرية المهمة، بما في ذلك حاملات الطائرات. كما يسمح تكوينها المضاد للإشعاع لها بقمع الدفاعات الجوية عن طريق تدمير منشآت الرادار.

ولوحظ أول استخدام عملي لصواريخ Kh-32 خلال الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. وأثارت وزارة الدفاع البريطانية مخاوف بشأن استخدام هذه الصواريخ، المصممة في المقام الأول لأهداف بحرية، ضد أهداف برية، محذرة من مخاطرها. عدم الدقة وارتفاع مخاطر الأضرار الجانبية. تشمل الحوادث البارزة الهجوم الذي وقع في 27 يونيو2022 على مركز تسوق في كريمنشوك، والذي تسبب في سقوط العديد من الضحايا، والضربات التي وقعت في 30 يونيو 2022 في سيرهيفكا، والتي أسفرت أيضًا عن خسائر فادحة.

تمتلك الصواريخ الأسرع من الصوت، التي تنتقل بسرعات تتراوح من 1 ماخ إلى 5 ماخ أو أكثر، العديد من الخصائص البارزة التي تجعلها فعالة بشكل خاص في الصراعات الحديثة. ومن الأمثلة ذات الصلة صاروخ Kh-32، القادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى 5 ماخ، أي حوالي 6200 كم/ساعة أو 3850 ميلاً في الساعة. لا تسمح هذه السرعة العالية بالتغطية السريعة لمسافات كبيرة فحسب، بل تزيد أيضًا من نطاقها التشغيلي بشكل كبير، مما يجعل هذه الصواريخ قادرة على ضرب أهداف بعيدة بشكل أكثر فعالية بكثير من نظيراتها دون سرعة الصوت.

ونظرًا لسرعتها، تتمتع هذه الصواريخ أيضًا بقدرة استثنائية على المناورة، مما يسمح لها بإجراء مناورات معقدة، مما يجعل اعتراضها من قبل أنظمة الدفاع الجوي أكثر صعوبة. تعمل الطاقة الحركية الهائلة المتراكمة عند هذه السرعات الأسرع من الصوت على تعزيز قوة تأثيرها، مما يسمح لها بإحداث دمار كبير حتى مع الحمولات المتفجرة الأصغر نسبيًا. تُستخدم عادةً في المهام الحرجة مثل الهجمات المضادة للسفن والاشتباكات المضادة للطيران والضربات الإستراتيجية ضد أهداف أرضية، وقد تم تصميم الصواريخ الأسرع من الصوت لتحقيق أقصى قدر من السرعة والتخفي لتقليل فرص الكشف والاعتراض قبل الوصول إلى هدفها.

من وجهة نظر فنية بحتة، فإن صاروخ Kh-32 هو صاروخ كروز أسرع من الصوت يُطلق من الجو ويبلغ مداه 600-1000 كيلومتر، وقد طورته شركة MKB Raduga من صاروخ Kh-22. تم قبول الصاروخ في الخدمة في عام 2016 كسلاح لقاذفات القنابل Tupolev Tu-22M3M. بالمقارنة مع سابقتها، Kh-22، تشترك Kh-32 في نفس التصميم الهيكلي والأبعاد الهندسية. ومع ذلك، تم إجراء تحسينات كبيرة على قدراته. أولاً، تم تخفيض وزن الرأس الحربي إلى 500 كجم (1100 رطل)، وهو تعديل يهدف إلى توسيع نطاقه.

تم تجهيز Kh-32 بمحرك أكثر قوة لزيادة الأداء. بالإضافة إلى ذلك، فهي تتميز بنظام توجيه متقدم يتضمن نظام توجيه راداري بالقصور الذاتي مع تصحيح الأوامر الراديوية والرجوع إلى التضاريس عبر مقياس الارتفاع. وبدلاً من الاعتماد على الطيار الآلي، يستخدم الصاروخ نظام تحكم آلي.

أحد أبرز التحسينات هو المدى الأقصى الذي يمتد حتى 620 ميلاً (997 كيلومترًا). وفيما يتعلق باختراق أنظمة الدفاع الجوي، يرى العقيد الروسي المتقاعد كونستانتين سيفكوف أن الطائرة Kh-32 تمتلك قدرات هائلة. خلال مرحلته النهائية، يستخدم Kh-32 هبوطًا حادًا، مما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي مثل نظام إيجيس القتالي، المجهز بصواريخ Standard Missile 6، التتبع والاشتباك. علاوة على ذلك، يوفر رادار Kh-32 متعدد الترددات مقاومة محسنة لتكتيكات الحرب الإلكترونية مثل التشويش البقعي.