أخبار: "Northrop Grumman" تبدأ إنتاج الجيل السادس من "B-21 Raider"

سجلت وزارة الدفاع الأمريكية إنجازًا هامًا في 22 يناير 2024، من خلال البدء في إنتاج منخفض النطاق للقاذفة الشبح Northrop Grumman B-21 Raider، وفقًا لتقارير Airforce Technology. يتم تجميع هذه الطائرة المتطورة في مصنع القوات الجوية الأمريكية رقم 42 في جنوب كاليفورنيا، حيث توجد حاليًا ست وحدات إضافية في مراحل مختلفة من البناء. يمثل هذا الحدث المهم تتويجًا لبرنامج Long Range Strike Bomber (LRS-B)، الذي بدأ في عام 2011 لإنشاء قاذفة قنابل خفية من الجيل السادس.

تستعد طائرة B-21 Raider لتولي الأدوار الحيوية التي تضطلع بها حاليًا طائرات B-1 Lancer وB-2 Spirit، حسبما تذكر شركة Airforce Technology، حيث تضع نفسها على أنها القاذفة الشبح الأساسية ضمن الترسانة الواسعة للقوات الجوية الأمريكية. على الرغم من دورها المحوري، إلا أن غطاء من السرية يحيط بالطائرة B-21، ويخفي التفاصيل الأساسية التي تشمل قياساتها الدقيقة، وتكوينها الهيكلي، وسرعاتها القصوى وسرعاتها، وسقف التشغيل، ومواصفات المحرك، والأسلحة المرتقبة، والأنظمة الموجودة على متن الطائرة، والمعدات الحسية. ومع ذلك، فإن سمعتها السيئة تنبع في المقام الأول من قدراتها المتقدمة في التخفي. تم تصميم الطائرة B-21 بشكل معقد لتقليل بصمات الرادار، والذهاب إلى أطوال غير عادية مثل دمج نوافذ قمرة القيادة الفريدة للقضاء على اللحامات والمفاصل. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تكون الطائرة B-21 مجهزة لحمل أسلحة نووية.

تعد كفاءة التكلفة سمة بارزة لبرنامج B-21. تم تقدير التكلفة في الأصل بحوالي 550 مليون دولار لكل وحدة بدولارات عام 2010، لكن تعديل التضخم يضعها بحوالي 750 مليون دولار لكل وحدة، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا بالمقارنة مع قاذفة القنابل B-2، التي بلغت تكلفة الوحدة المذهلة 2 مليار دولار. يمكن أن تعزى هذه الميزة الاقتصادية جزئيًا إلى استخدام مواد متقدمة ماصة للرادار، ليس فقط لتعزيز قدرات التخفي ولكن أيضًا للحد من نفقات الصيانة، حسبما كتبت شركة Airforce Technology.

يلعب عنصر وفورات الحجم دورًا محوريًا في فعالية طائرات B-21 من حيث التكلفة، حيث تم طلب إجمالي 100 وحدة، مما يمثل زيادة كبيرة في الإنتاج مقارنة بـ 20 طائرة B-2 المصنعة. بالإضافة إلى ذلك، أدت التطورات في مجال الطيران والتصنيع الخفي على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى تبسيط الإنتاج، مما جعله أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة. ومع ذلك فإن الأرقام المالية الدقيقة لبرنامج B-21 تظل سرية، حتى بالنسبة لأعضاء الكونجرس.

إن حجاب السرية الذي يحيط ببرنامج B-21 هو استجابة للمخاوف بشأن تهديدات التجسس والقرصنة المحتملة، خاصة في ضوء الحوادث السابقة التي شملت عملاء صينيين تمكنوا من الوصول إلى تصميمات F-35. وكما أشارت شركة Airforce Technology، في عام 2009، وقع برنامج Joint Strike Fighter، المسؤول عن تطوير طائرة F-35، ضحية لخرق البيانات. وفي وقت لاحق، عندما كشفت الصين النقاب عن مقاتلتها J-31 في عام 2012، أثارت أوجه التشابه مع الطائرة F-35 الشكوك حول مبادئ التصميم المسروقة. ولمواجهة مثل هذه المخاطر، يعتمد برنامج B-21 مستوى من السرية يتوافق مع التطورات الأخرى في الطائرات الشبح.

إن قدرات التخفي المتقدمة للطائرة B-21 تمكنها من القيام بمهام هجومية عميقة ضد أهداف كانت في السابق منيعة للهجوم. علاوة على ذلك، لديها القدرة على العمل كمنصة لاستخبارات الإشارات (SIGINT)، والقيام بمهام استطلاع على ارتفاعات عالية وبعيدة المدى، ومهام جمع المعلومات الاستخبارية. بالإضافة إلى ذلك، قد تمتلك الطائرة B-21 القدرة على القيام بمهام الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً (AEW&C)، مما يوفر قدرة فائقة على البقاء مقارنة بطائرات Boeing E-3 الحالية.

علاوة على ذلك، تفترض الطائرة B-21 دورًا محوريًا في مفاهيم الحرب المرتكزة على الشبكة الأمريكية. في سيناريوهات الضربة الافتراضية، يمكن للطائرة B-21 أن تتعاون مع طائرات أخرى ذات شبكة عالية، مثل الطائرة F-35، التي تعمل على ارتفاعات وسرعات أقل. في مثل هذه السيناريوهات، يمكن للطائرة B-21 توفير أنظمة توجيه طويلة المدى لتوجيه الأسلحة التي تطلقها الطائرة F-35 نحو أهدافها المقصودة. ومن الجدير بالذكر أن طائرة B-21 تبرز كأول طائرة في العالم قادرة على القيام بعمليات مأهولة وعن بعد.

وقد أثار ظهور الطائرة B-21 بالفعل ردود فعل من الدول الأخرى، وفقًا لتقارير Airforce Technology. أعلن باحثون صينيون أن صواريخهم المتقدمة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تصل سرعتها إلى 6 ماخ، يمكنها اعتراض طائرات B-21 في محاكاة للمناورات الحربية. وفي حين أن الطائرة B-21 لا تصل إلى مثل هذه السرعات، إلا أن ميزات التخفي المتطورة الخاصة بها مصممة خصيصًا لإحباط أي استهداف صاروخي محتمل.