أخبار: ألمانيا وإسرائيل تستعدان لاستلام نظام صواريخ الدفاع الجوي "حيتس 3"

أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية في 5 يونيو 2025 أن إسرائيل وألمانيا بدأتا الاستعدادات لتسليم نظام صواريخ الدفاع الجوي "حيتس 3" إلى القوات المسلحة الألمانية خلال الأشهر المقبلة. يمثل هذا الإنجاز بداية تشغيلية لأكبر صفقة تصدير دفاعي في تاريخ إسرائيل، ويعزز التحالف الاستراتيجي بين البلدين في ظل التهديدات الصاروخية المتنامية التي تواجه أوروبا.

تأتي الاستعدادات لتسليم نظام "حيتس 3" الإسرائيلي الصنع في أعقاب العقد الدفاعي التاريخي المبرم في 17 أغسطس 2023، والذي التزمت ألمانيا بموجبه بشراء نظام صواريخ الدفاع الجوي "حيتس 3" من إسرائيل في صفقة بلغت قيمتها حوالي 3.5 مليار دولار. وقد حظيت هذه الاتفاقية، التي وقعها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس، بموافقة الولايات المتحدة، التي شاركت في تطوير نظام "حيتس 3" إلى جانب إسرائيل. يمثل هذا العقد نقطة تحول في التعاون الدفاعي الإسرائيلي الأوروبي، ويزود ألمانيا بأحد أكثر أنظمة الاعتراض الخارجية تطورًا في العالم.

جمع اجتماع التنسيق الأخير في ألمانيا كبار مسؤولي الدفاع وقادة الصناعة، بمن فيهم موشيه باتيل، رئيس منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية (IMDO)، والعقيد كارستن كوبر، رئيس برنامج "حيتس 3" في ألمانيا، ويعقوب غاليفات، المدير العام لقسم MLM في شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI). وشارك ممثلون كبار من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وشركة ELTA، وشركة Elbit Systems، بالإضافة إلى شركتي الدفاع الألمانيتين IABG وMBDA، في التخطيط التقني واللوجستي لضمان دمج "حيتس 3" في البنية التحتية الدفاعية الألمانية في الوقت المناسب وبفعالية.

"حيتس 3" هو نظام دفاع صاروخي متطور يعمل خارج الغلاف الجوي، مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى خلال مرحلة منتصف مسارها، خارج الغلاف الجوي للأرض. يُشكل هذا النظام الطبقة العليا من شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة المستويات، والتي تشمل أيضًا القبة الحديدية ومقلاع داوود. وقد طورته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، ويستخدم نظام "حيتس 3" اعتراضًا حركيًا مُصممًا لتدمير التهديدات القادمة في الفضاء، مما يقلل من خطر سقوط الحطام على المناطق المحمية.

يتميز النظام بمعزز يعمل بالوقود الصلب، وسرعة عالية في المناورة، وتكامل قوي بين الرادار والقيادة والتحكم، توفره شركة ELTA وشركات أخرى متعاقدة من الباطن. صُمم "حيتس 3" خصيصًا لمواجهة تهديدات مثل الصواريخ الباليستية ذات القدرة النووية والمنصات الفرط صوتية الناشئة، مما يمنحه أهمية استراتيجية في عقيدة الدفاع الصاروخي الحديثة. يتجاوز مدى اعتراضه 2000 كيلومتر، وهو قادر على إصابة أهداف على ارتفاعات تزيد عن 100 كيلومتر، مما يتيح تغطية دفاعية واسعة النطاق.

هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصدير نظام الدفاع الصاروخي "حيتس 3" ودمجه في قوة عسكرية أوروبية. يُمثل الشراء الألماني نشرًا تاريخيًا للنظام، مما يجعل ألمانيا أول دولة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنشر صاروخًا اعتراضيًا خارج الغلاف الجوي من تطوير إسرائيل. وهذا يعزز أهمية نظام "أرو 3" في مشهد الدفاع الصاروخي العالمي، ويعزز قدرات الردع لحلف شمال الأطلسي ضد التهديدات بعيدة المدى.

تُعد صفقة "أرو 3" مع ألمانيا أيضًا أكبر عقد تصدير دفاعي في تاريخ إسرائيل. يعكس حجمها ونطاقها الاستراتيجي الاعتماد الأوروبي المتزايد على حلول الدفاع الصاروخي المُجرّبة، كما تُعزز الاتفاقية العلاقات الدفاعية الصناعية الثنائية. من المتوقع أن يُعزز نشر "أرو 3" على الأراضي الأوروبية قوة هيكل الدفاع الجوي والصاروخي المُتطور لحلف شمال الأطلسي.

لقد أثبت النظام بالفعل فعاليته القتالية العملياتية. خلال الهجمات الصاروخية على إسرائيل في 14 أبريل و1 أكتوبر 2024، نجح "أرو 3" في اعتراض تهديدات باليستية بعيدة المدى أطلقها مسلحون حوثيون متحالفون مع إيران من اليمن. تُثبت هذه التجارب العملية نضج النظام وفعاليته، مما يُبرز الأهمية الاستراتيجية والإلحاحية لنشره المُرتقب في ألمانيا.

بالنسبة لألمانيا، يُعدّ اقتناء نظام صواريخ الدفاع الجوي "أرو 3" ركيزةً أساسيةً لخطتها الدفاعية الصاروخية متعددة الطبقات في إطار مبادرة "الدرع السماوي" الأوروبية. ومن المتوقع أن يحمي النظام الأراضي الألمانية والبنية التحتية الحيوية، وأن يُسهم في الأمن الجماعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مُوفرًا تغطية اعتراضية بعيدة المدى في جميع أنحاء أوروبا.

لا تُبرز هذه الشراكة الدفاعية التاريخية بروز إسرائيل كمزود رائد للدفاع الصاروخي فحسب، بل تُعزز أيضًا الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي من خلال التعاون بين الحلفاء. ومع بدء التسليم المقرر في الأشهر المقبلة، سيُشكل نظام "أرو 3" قريبًا حجر الزاوية في الدفاع الصاروخي القاري.