قدمت الإمارات العربية المتحدة رسميًا في 13 مايو 2025، نظام اعتراض الصواريخ الباليستية الكوري الجنوبي M-SAM-II، المعروف أيضًا باسم Cheongung Block-II، في أول ظهور علني له في الشرق الأوسط. طورت شركة LIG Nex1 هذا النظام، وعُرض تحت مظلة شركة Hanwha Aerospace في معرض IDEX 2025، وهو يعكس الدور المتزايد لكوريا الجنوبية في سوق الدفاع العالمي. يُشكل نظام M-SAM-II، المدمج مع نظامي الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكيَين THAAD وPAC-3، جزءًا من استراتيجية الإمارات العربية المتحدة الدفاعية الجوية والصاروخية متعددة الطبقات والمتنامية، والمصممة لمواجهة التهديدات الإقليمية مثل صواريخ كروز والقذائف الباليستية والطائرات بدون طيار.
يمثل نشر نظام M-SAM-II في الخليج إنجازًا رئيسيًا في جهود كوريا الجنوبية في مجال تصدير الدفاع، ويعكس تحولًا أوسع نطاقًا بين دول الخليج نحو تنويع موردي الدفاع. صُمم نظام M-SAM-II لاعتراض الصواريخ الباليستية والصمود في وجه الهجمات المكثفة في البيئات القاسية، وهو يلبي المتطلبات التشغيلية الإقليمية. واعتبارًا من يونيو 2024، استلمت الإمارات العربية المتحدة بطاريتين من أصل 12 بطارية مخطط لها، عُرضت لأول مرة خلال زيارة الشيخ حمدان لقاعدة الظفرة الجوية. وتُعد هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 3.5 مليار دولار أمريكي، والتي وُقعت في يناير 2022 خلال زيارة الرئيس مون جاي إن، أكبر صادرات الدفاع لكوريا الجنوبية، وتشمل الإنتاج المحلي، مما يعزز العلاقات الدفاعية بين الإمارات وكوريا الجنوبية.
نظام M-SAM-II هو نظام صواريخ أرض-جو متوسط المدى من الجيل التالي، يعترض التهديدات الباليستية في مرحلتها النهائية. ويعمل النظام في مدى يتراوح بين 20 و50 كيلومترًا، مع ارتفاع اعتراض يتراوح بين 15 و40 كيلومترًا حسب نوع الهدف، وسرعة صاروخية قصوى تبلغ 5 ماخ (1.7 كم/ثانية). تشمل أهم أصولها التكنولوجية رادارًا متعدد الوظائف بتقنية المسح الإلكتروني النشط (AESA)، مزودًا بأشباه موصلات عالية الأداء قائمة على نيتريد الغاليوم (GaN)، وبنية إشارات رقمية متطورة. يدعم نظام الرادار هذا حل تبريد أمامي مدمج، وهو ضروري للاستقرار الحراري والتشغيل المستمر عالي الطاقة في المناخات الحارة مثل مناخات الشرق الأوسط. تعزز هذه الابتكارات من إنتاج الرادار ودقة التتبع، مما يضمن اشتباكًا فعالًا حتى أثناء إطلاق الصواريخ الكثيفة.
طُوّر نظام M-SAM-II، المعروف أيضًا باسم M-SAM Block-2، في الأصل ليحل محل بطاريات هوك وباتريوت القديمة في الجيش الكوري الجنوبي، وقد تطور ليصبح مكونًا أساسيًا في استراتيجية الدفاع الجوي متعددة المستويات الأوسع نطاقًا في سيول. دخل الجيل الأول من نظام M-SAM، القادر على اعتراض طائرات العدو، الخدمة في عام 2015.
صُمم طراز Block-2 المُحسّن، الذي طورته وكالة تطوير الدفاع (ADD) وصُنع بواسطة اتحاد من ثلاث شركات بما في ذلك LIG Nex1، لمواجهة الصواريخ الباليستية منخفضة المستوى على ارتفاعات تقل عن 40 كيلومترًا. بدأ الإنتاج الضخم للنظام عام ٢٠١٨، وسُلِّم للجيش الكوري في نوفمبر من ذلك العام. وباعتباره خطوةً نحو أنظمة أكثر تطورًا مثل نظام M-SAM-III المستقبلي وL-SAM بعيد المدى، فإن نظام M-SAM-II لا يُعزز الدفاع الوطني فحسب، بل يُجسّد أيضًا الحماية متعددة الطبقات التي توفرها أنظمة THAAD وPAC-3 MSE الأمريكية. وإلى جانب دوره التكتيكي، يُمثل النظام رصيدًا استراتيجيًا في سعي كوريا الجنوبية لتحقيق الاعتماد على الذات في مجال الصناعات الدفاعية وزيادة قدرتها التنافسية في سوق الأسلحة العالمية.
في معرض آيدكس ٢٠٢٥، أكدت شركة هانوا للفضاء الجوي، التي تُشرف الآن على برنامج M-SAM-II بعد إعادة هيكلة صناعة الدفاع في كوريا الجنوبية، على قابلية التشغيل البيني للنظام ومكانته في هياكل الدفاع الجوي المعيارية والقابلة للتطوير. ويمكن ربط نظام M-SAM-II بأنظمة مراقبة وقيادة وتحكم أخرى، مما يُسهّل التنسيق السلس بين طبقات الدفاع المتعددة. هذا يجعله خيارًا جذابًا للجيوش متوسطة الحجم التي تسعى إلى بناء شبكات دفاع جوي مستقلة ومتكاملة، لا سيما في ظل تزايد التهديدات الجوية والصاروخية في الشرق الأوسط.
وإلى جانب الإمارات العربية المتحدة، تشمل قائمة عملاء تصدير نظام M-SAM-II المؤكدين المملكة العربية السعودية والعراق، مع مفاوضات إضافية جارية مع رومانيا والفلبين وماليزيا. وبينما قد تركز الصادرات المبكرة على وحدات الإطلاق الأولية لأغراض التدريب، والمثبتة على شاحنات تاترا التشيكية الصنع، فإن التكوين الكامل للنظام يشمل رادارات التحكم في إطلاق النار، وأجهزة استشعار AESA، ومراكز قيادة، ومركبات إعادة تحميل. وبالمقارنة مع نظائرها الغربية، يُقال إن نظام M-SAM-II يحقق مستوى أداء يُضاهي أو حتى يفوق نظام PAC-3 MSE بتكلفة أقل بكثير. علاوة على ذلك، يستفيد النظام من قيود تصدير أقل وقدرة أكبر على التكيف مع المتطلبات الخاصة بكل شريك.
لم يقتصر عرض شركة هانوا للفضاء الجوي في معرض آيدكس 2025 على نظام M-SAM-II، بل استعرضت الشركة أيضًا مجموعة شاملة من حلول الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام L-SAM بعيد المدى، والمقرر أن يدخل الخدمة في كوريا الجنوبية عام 2027. تعكس هذه الأنظمة مجتمعةً طموح هانوا في أن تصبح موردًا عالميًا لحلول الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة. ويتماشى اعتماد دولة الإمارات العربية المتحدة لنظام M-SAM-II مع هذه الرؤية، مما يُبرز تنامي مصداقية الأنظمة الكورية الجنوبية على الساحة الدولية.
يُمثل كشف دولة الإمارات العربية المتحدة عن نظام M-SAM-II، إلى جانب منظومتي THAAD وPAC-3 الأمريكيتين الصنع، نقلة نوعية في بنية الدفاعات الجوية الخليجية. ومع تزايد التوترات الجيوسياسية وتزايد الحاجة إلى حماية مرنة ومتعددة الطبقات، يبرز نظام M-SAM-II الكوري الجنوبي ليس فقط كبديل، بل كحل تنافسي وقابل للتطوير وناضج تقنيًا. ويؤكد التكامل الناجح للنظام في الدرع الصاروخي لدولة الإمارات العربية المتحدة الأهمية المتزايدة لتكنولوجيا الدفاع الكورية الجنوبية في تشكيل مستقبل الدفاع الجوي والصاروخي العالمي.