في تطورٍ هام قد يُعيد صياغة التوازن الاستراتيجي للقوى في الشرق الأوسط بشكلٍ جذري، أفادت التقارير أن المملكة العربية السعودية تُجري تقييمًا جديًا لاقتناء منظومة صواريخ هيونمو-3 الكورية الجنوبية بعيدة المدى، وذلك في إطار جهد وطني أوسع لتعزيز قدراتها على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى.
يأتي هذا السعي الصاروخي الناشئ في وقتٍ تسعى فيه المملكة إلى تعزيز موقفها الاستراتيجي في الردع، في ظل التوترات المستمرة مع إيران، وتطور المشهد الأمني الإقليمي المتأثر بشدة بالحرب بالوكالة، وهجمات الطائرات المُسيّرة، وتوسع النظام الصاروخي الإيراني.
ووفقًا لمعلوماتٍ جديدة، تُجرى مناقشاتٌ بين كبار المسؤولين السعوديين والكوريين الجنوبيين منذ أوائل عام 2025، مُركزةً على حزمة صواريخ مُحتملة متعددة الأنواع، من شأنها أن تُمثل قفزةً تكنولوجيةً حاسمةً تتجاوز مخزون الرياض الحالي من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وقدرات صواريخ الكروز المحدودة.
يأتي الاستحواذ المرتقب على الصواريخ بعد سنوات من المحاولات السعودية الفاشلة لتأمين أسلحة متطورة بعيدة المدى، مثل صواريخ توماهوك الأمريكية أو أنظمة روسية مماثلة في المدى والدقة، مما يُظهر عزم الرياض على تنويع شركائها الدفاعيين وتطوير أدوات استراتيجية مستقلة بشكل متزايد.
ويظل التقييم المركزي الذي يُرشد مداولات الرياض: "سيمثل صاروخ هيونمو-3 خطوة كبيرة تتجاوز صواريخها التكتيكية الحالية"، مُؤكدًا على الإمكانات التحويلية للنظام الكوري الجنوبي.
إن المخاطر كبيرة، حيث تسعى المملكة إلى ضمان عدم تكرار هجمات بقيق-خريص في سبتمبر 2019، والتي كشفت عن نقاط ضعف في بنيتها التحتية الاستراتيجية، وسلّطت الضوء على القيود الشديدة التي يفرضها غياب قدرات الرد الانتقامي بعيدة المدى ودقيقة التوجيه.
ينظر مخططو الدفاع السعوديون بشكل متزايد إلى صاروخ هيونمو-3 على أنه عنصر أساسي في بناء بنية هجومية متعددة الطبقات قادرة على تحييد منشآت إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية المُحصنة، والمدفونة عميقًا، والمنتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة.
إن المدى المحتمل للنظام، الذي يبلغ 3000 كيلومتر، سيسمح للرياض باستهداف مراكز القيادة والتحكم الإيرانية، والقواعد الجوية الاستراتيجية، ومواقع تخزين الصواريخ الباليستية، دون تعريض طائرات سلاح الجو الملكي السعودي لشبكة الدفاع الجوي الإيرانية المتكاملة الكثيفة والفتاكة.
وتتوافق هذه الخطوة أيضًا مع طموح رؤية السعودية 2030 لتوطين ما يصل إلى 50% من مشتريات الدفاع، حيث أفادت التقارير بأن مناقشات تستكشف مسارات نقل التكنولوجيا التي من شأنها تمكين المملكة من تجميع أو إنتاج أنظمة فرعية حيوية من طراز هيونمو-3 لضمان استدامة طويلة الأجل.
ويحذر محللو الدفاع من أن المضي قدمًا في عملية الاستحواذ من شأنه أن يُسرّع مرحلة جديدة من المنافسة الصاروخية في الشرق الأوسط، مما يضع المملكة العربية السعودية في موقع القوة الرائدة في المنطقة في مجال الضربات الدقيقة بعيدة المدى، ويدفع إيران إلى تسريع تطوير أنظمة الإطلاق الأسرع من الصوت.