وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة "تركيا اليوم" التركية في 17 مايو 2025، فإن مركبة هافلسان الأرضية غير المأهولة "باركان"، التي دخلت الخدمة مع القوات المسلحة التركية عام 2023، تنتقل الآن إلى الإنتاج التسلسلي عقب قرار استراتيجي من رئاسة الصناعات الدفاعية التركية. يأتي هذا القرار في أعقاب الأداء المُثبت لباركان في العمليات الميدانية وتطورها الناجح من خلال التحديثات المستمرة والملاحظات المُستمدة من عمليات النشر التشغيلية.
صممت وأنتجت هافلسان، الشركة التركية الرائدة في مجال الدفاع والتكنولوجيا، مركبة باركان الأرضية غير المأهولة كمنصة دعم متعددة الاستخدامات في ساحة المعركة. طُوّرت باركان لتكون مساعدًا أساسيًا للأفراد الميدانيين، مما يُعزز نجاح المهام مع تقليل خسائر الأفراد وخفض التكاليف التشغيلية الإجمالية. تتميز هذه المنصة بشكل خاص بتركيزها على القوة النارية والمرونة، مما يُمكّنها من أداء مجموعة واسعة من المهام العسكرية. تشمل هذه المهام المراقبة التكتيكية، والإخلاء الطبي، والكشف عن التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN). يسمح هيكل باركان المتين وميزاته التشغيلية المثبتة بالعمل بفعالية في التضاريس الصعبة وفي ظل الظروف الجوية السيئة.
يجمع باركان بين قدرات التحكم عن بُعد والقيادة الذاتية، مما يجعله مناسبًا لمجموعة متنوعة من السيناريوهات التكتيكية. ويتميز ببنية تحتية لعمليات السرب تسمح له بتنفيذ مهام مشتركة مع مركبات برية وجوية أخرى بدون طيار، يتم التحكم فيها جميعًا من نظام قيادة مركزي. يعزز هذا التوافق التشغيلي الوعي بساحة المعركة، وتنسيق القوات، والفعالية التشغيلية. يتيح التصميم المعياري للمركبة البرية غير المأهولة (UGV) تكييفها بسهولة مع حمولات محددة المهمة، ودعم مهام مثل الاستطلاع المسلح، والحماية القريبة، والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR). بفضل خصائصها الشبحية وقدرتها العالية على المناورة، يمكن نشر باركان في المناطق عالية الخطورة لتوفير قوة نيران أساسية ومعلومات استخباراتية متعددة المستشعرات في الوقت الفعلي.
حققت باركان بالفعل إنجازات ملحوظة في تكامل التسليح. تم تجهيزها بنجاح بقاذفة القنابل الآلية RDS40-AGL عيار 40 ملم، التي طورتها شركة Repkon Defense، والمثبتة باستخدام محطة الأسلحة Trakon Lite للتحكم عن بُعد التي تنتجها شركة Unirobotics. علاوة على ذلك، أجرت المركبة تجارب إطلاق ناجحة لصاروخ Roketsan METE الصغير الموجه بالليزر، مما يُظهر قدرتها على تنفيذ عمليات هجومية دقيقة في الميدان.
في تطور بارز، أصبحت نسخة Barkan-2 الأولى في فئتها التي تطلق ذخائر متسكعة، غالبًا ما يشار إليها باسم طائرات الكاميكازي بدون طيار. تسمح هذه القدرة لـ Barkan بالتعامل مع أهداف العدو خارج خط الرؤية، مما يوسع بشكل كبير نطاقها التكتيكي وفائدتها الاستراتيجية في مناطق القتال الحديثة.
تم إثبات الكفاءة التشغيلية لـ Barkan بشكل أكبر خلال مناورات تركيا الشتوية 2025. في هذه المناورة العسكرية الشاقة، نفذت المركبة البرية غير المأهولة مهام معقدة في ظروف شديدة البرودة، وأظهرت قدرة استثنائية على الحركة ودقة في الأهداف وتنسيقًا سلسًا مع منصات أخرى بدون طيار. بالإضافة إلى ذلك، قطعت المركبة أكثر من 1000 كيلومتر عبر تضاريس ثلجية وموحلة وغير مستوية، مما يؤكد متانتها وموثوقيتها وقدرتها على التحمل في ظروف العالم الحقيقي.
على الصعيد الدولي، بدأت شركة هافيلسان بتوسيع نطاق مركبة بركان البرية غير المأهولة من خلال شراكات استراتيجية. ستتيح اتفاقية تعاون حديثة مع مصنع قادر للصناعات المتقدمة في مصر الإنتاج المشترك لمركبات برية غير مأهولة مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات التشغيلية للجيش المصري. يشمل هذا التعاون أيضًا الدعم الفني ونقل التكنولوجيا من هافيلسان، مما يعزز دور تركيا كمزود عالمي لحلول الدفاع عالية التقنية.
تؤكد المواصفات الفنية لمنصة بركان الأساسية من هافيلسان قدراتها التشغيلية في العديد من المجالات الرئيسية. تبلغ السرعة القصوى للمركبة 12 كم/ساعة، مما يسمح لها بالمناورة بفعالية في البيئات التكتيكية دون المساس بالاستقرار. أبعادها المدمجة، بعرض 90 سم، وطول 140 سم، وارتفاع 99 سم، تجعلها مناسبة للعمليات في التضاريس الضيقة أو المعقدة حيث قد تواجه المركبات الأكبر صعوبة في العمل بكفاءة. يبلغ وزن "باركان" 380 كجم بدون حمولة، وتوفر سعة حمولة تتراوح بين 200 و400 كجم، مما يُمكّنها من حمل مجموعة متنوعة من المعدات وأجهزة الاستشعار وأنظمة الأسلحة المخصصة للمهام. تعمل بنظام دفع كهربائي، مما يوفر تشغيلًا هادئًا وفعالًا مناسبًا لمهام التخفي. يمكن للمركبة العمل بشكل مستمر لمدة تصل إلى 8 ساعات، مما يضمن فعالية مستدامة للمهام في الميدان.
صُممت مركبة باركان لتكون سهلة الحمل وسريعةً النشر، ويتراوح نطاق درجة حرارتها التشغيلية بين -20 درجة مئوية و+52 درجة مئوية، مما يؤكد قدرتها على العمل بكفاءة في بيئات شديدة البرودة والحرارة. ومن أبرز ميزاتها بنيتها التحتية السربية، التي تُمكّن المركبة الأرضية غير المأهولة من تنفيذ مهام منسقة مع أنظمة برية وجوية أخرى بدون طيار، كل ذلك تحت هيكل قيادة مركزي. هذا التوافق التشغيلي المتقدم يجعل من باركان موردًا قويًا في عمليات ساحة المعركة الشبكية متعددة المنصات.
يُبرز الانتقال إلى الإنتاج التسلسلي لمركبة باركان التكامل الناجح للأنظمة الروبوتية المتقدمة في قوات الدفاع التركية. ومع استمرار باركان في التطور من خلال المزيد من التحسينات والتعاون الدولي، من المتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في رسم مستقبل الحرب البرية بدون طيار، محليًا وعالميًا.