دخل حاضن الدعم الإلكتروني (EDPOD)، وهو نظام حرب إلكترونية محلي الصنع من إنتاج شركة TÜBİTAK BİLGEM، رسميًا في خدمة القوات الجوية التركية بعد اختبارات طيران ناجحة ضد أنظمة الرادار الحية، وفقًا لمعلومات نشرها وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح كاجر عبر حسابه الرسمي على X في 22 يونيو 2025. وقد تم دمج حاضن الدعم الإلكتروني (EDPOD) الآن في طائرات F-16 المقاتلة التابعة لتركيا، مما يعزز بشكل كبير قدرات البلاد في الحرب الإلكترونية الجوية، ويمثل خطوة كبيرة نحو الاستقلال التكنولوجي في قطاع الدفاع.
يؤكد حاضن الدعم الإلكتروني (EDPOD)، الذي تم تطويره بالكامل باستخدام الموارد الوطنية، عزم تركيا على تقليل الاعتماد على تكنولوجيا الدفاع الأجنبية، وتوسيع استقلالية قاعدتها الصناعية العسكرية وتعزيزها. يُعدّ دخوله الخدمة دليلاً على نضج منظومة البحث والتطوير الدفاعي في تركيا، والتطور المتزايد لعقيدة الحرب الإلكترونية. إن قدرة النظام على كشف وتحليل وتحديد موقع طيف واسع من انبعاثات رادار العدو - بما في ذلك تلك المستخدمة في المراقبة والاستهداف وتوجيه الصواريخ - تمنح الطيارين الأتراك ميزة حاسمة في المجال الجوي المتنازع عليه.
بالنسبة للطيارين الذين يشغلون طائرات F-16، يعمل نظام EDPOD كمجموعة استخبارات تهديدات آنية. وهو يدعم قنوات الكشف واسعة النطاق وضيقة النطاق، مما يتيح تحديد إشارات رادار متعددة في وقت واحد عبر نطاق ترددي واسع. هذا يسمح للنظام بالتعرف على مصادر البث المعادية وتصنيفها فورًا، مما يوفر وعيًا ظرفيًا يتجاوز خط الرؤية بكثير. يمكنه إنشاء مكتبات تهديدات فورية، وتسجيل وأرشفة بيانات الإشارات الخام لإحاطات المهام، والمساعدة في تحديد مواقع الرادار بدقة عالية.
علاوة على ذلك، يُعزز تكامل نظام EDPOD مع وصلة بيانات Link-16 قيمته التشغيلية من خلال تمكين المشاركة السلسة لبيانات الحرب الإلكترونية مع الطائرات والمحطات الأرضية الحليفة. يتيح هذا الترابط تنسيق الاستجابة للتهديدات، والتخطيط المشترك للمهام، والتكيف الفوري مع بيئات التهديدات الديناميكية. وهو عامل تمكين رئيسي في بناء قدرة حربية مركزية على الشبكة للقوات المسلحة التركية.
لا يمثل النشر الناجح لنظام EDPOD تقدمًا تكتيكيًا فحسب، بل يمثل أيضًا قفزة استراتيجية في التصنيع الدفاعي المحلي. مع استمرار تركيا في الاستثمار في بنيتها التحتية الدفاعية المحلية وتوسيعها، تلعب أنظمة مثل EDPOD دورًا حاسمًا في ضمان السيادة التكنولوجية، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتعزيز دورها كقوة إقليمية تتمتع بقدرات عسكرية حديثة ومكتفية ذاتيًا.