أعلنت مجموعة "إيدج" الإماراتية في 4 يونيو 2025، عن توقيع عقد تاريخي بقيمة 9 مليارات درهم إماراتي (2.45 مليار دولار أمريكي) مع وزارة الدفاع الكويتية لتوريد زوارق دورية صاروخية من فئة "فلج 3". ويمثل هذا العقد أكبر صفقة تصدير بحرية تُبرم في المنطقة، ويُصنف من بين أهم الصفقات العالمية. ويُمثل هذا الاتفاق تعزيزًا ملحوظًا للعلاقات العسكرية بين الإمارات العربية المتحدة والكويت، كما يُبرز التطور السريع الذي يشهده قطاع الصناعات الدفاعية في الإمارات.
بموجب شروط العقد، ستكون "إيدج" المقاول الرئيسي، والمسؤولة عن تصميم وبناء واختبار وتسليم الزوارق. كما ستوفر المجموعة الذخيرة والدعم اللوجستي المتكامل (ILS) والدعم أثناء الخدمة (ISS)، مما يُثبت قدرتها على تقديم حلول دفاعية شاملة. كُلِّفت شركة أبوظبي لبناء السفن (ADSB)، التابعة لشركة إيدج للصناعات البحرية، والشركة الرئيسية لبناء السفن في الإمارات العربية المتحدة، ببناء هذه السفن.
سفينة الدوريات الصاروخية "فلج 3"، التي طورتها شركة أبوظبي لبناء السفن، هي منصة بطول 62.7 متر، مصممة للعمليات في المياه الساحلية والزرقاء. واستنادًا إلى منصة "فيرلس"، فهي مُناسبة لسيناريوهات الحرب غير المتكافئة والمهام متعددة المجالات. مزودة بنظام حديث لإدارة القتال ومجموعة من أجهزة الاستشعار التي تجمع بين تقنيات الرادار والأشعة تحت الحمراء والليزر، وهي قادرة على إجراء عمليات جوية وسطحية وتحت سطحية باستجابة ودقة عاليتين.
تتميز "فلج 3" ببصمة رادارية وأشعة تحت حمراء وصوتية مُخفَّضة، مما يُعزز قدرتها على التخفي في البحر. كما تُوفِّر قدرة عالية على البقاء بفضل الحماية من المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والنووية، وتقسيمها إلى أقسام محكمة الإغلاق، وفصلها عن مناطق إطلاق النار، وفقًا لمعايير التصنيف البحري الدولية ومتطلبات الاستقرار الخاصة بالبحرية الأمريكية. تتميز السفينة بتزويدها بكامل الكفاءات اللازمة للأنظمة الحيوية والرئيسية لضمان استمرارية العمليات في ظروف القتال.
بمحركاتها البحرية الأربعة وأربع مراوح، تتجاوز سرعة السفينة 25 عقدة، وتوفر مدىً يصل إلى 2000 ميل بحري بسرعة 16 عقدة. وهي مسلحة بصواريخ وقذائف ومدافع متوسطة العيار، ومجهزة بقاذفات طُعم لإجراءات مضادة للتدمير السهل. يتيح نظام إدارة المنصات المتكامل التحكم المركزي في جميع الأنظمة على متن السفينة، وهو مدعوم بأربعة مولدات توفر 1.2 ميجاوات من الطاقة. كما تتضمن السفينة قاربًا قابلًا للنفخ بهيكل صلب للانتشار التكتيكي السريع، مما يجعلها حلاً بحريًا مدمجًا وقادرًا على الدفاع الساحلي الحديث والعمليات الإقليمية.
أكد حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة إيدج، على البعد الاستراتيجي للاتفاقية، مشيرًا إلى أنها تعزز القدرات البحرية الكويتية وتؤكد قدرة إيدج على توفير منصات بحرية معقدة دوليًا. كما أشار إلى أن الصفقة تعكس الثقة الدولية المتنامية في صناعة الدفاع الإماراتية، وتدعم استراتيجية المجموعة للنمو القائم على التصدير.
تعمل سفن "فلج 3" التي اختارتها الكويت بالفعل مع البحرية الإماراتية، التي قامت بتشغيل السفينة الرئيسية "ألطاف" في فبراير 2025. يبلغ طول هذه السفن الدورية 62 مترًا، وهي مصممة للعمليات الساحلية، وتتميز بأنظمة قتالية متطورة توفر خفة الحركة والأداء في البيئات الساحلية. وقد أظهر تشغيل سفينة "ألطاف" الفعالية التشغيلية لهذه الفئة، مما أثر على قرار الكويت باعتماد المنصة نفسها التي تتكيف مع متطلباتها.
تؤكد هذه الاتفاقية الرئيسية مكانة "إيدج" كمورد استراتيجي لأنظمة الدفاع المتكاملة، وتدعم أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تصدير الدفاع والتعاون الصناعي الدولي. ومن خلال هذا البرنامج، تساهم "إيدج" في تعزيز الأمن الإقليمي، وترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي العسكري.