أخبار: ASFAT تبدأت التجارب البحرية للكورفيت الباكستانية "PNS Khaibar" من فئة Babur

بدأت رسميًا في 30 مايو 2025، التجارب البحرية للكورفيت "بي إن إس خيبر" (F-282) من فئة بابور، والتي بنتها شركة الدفاع التركية الحكومية "أسفات" لصالح البحرية الباكستانية، في حوض بناء السفن البحري بإسطنبول، مما يمثل إنجازًا هامًا في برنامج التعاون البحري الاستراتيجي بين تركيا وباكستان "ميلجم". بدأت هذه المرحلة قبل ثلاثة أيام، وتُبرز لحظة فارقة في التعاون الدفاعي الثنائي. ووفقًا لما أوردته "أسفات" ووزارة الدفاع التركية، شهدت اختبارات القبول البحري رفقة سفينة الدوريات البحرية التركية "أكهيسار"، التي بنتها أيضًا "أسفات"، حيث أجرت كلتا السفينتين مناورات منسقة خلال التجارب البحرية المشتركة.

تُعد "بي إن إس خيبر" كورفيتًا متعدد المهام عالي الكفاءة، مبنيًا على تصميم "ميلجم" من فئة "أدا". يبلغ طول السفينة 108.2 مترًا، وتبلغ إزاحتها حوالي 3000 طن، وهي مزودة بنظام دفع توربيني ديزل وغازي مشترك، مما يتيح لها الوصول إلى سرعات تصل إلى 29 عقدة ومدى يصل إلى 3500 ميل بحري. تشمل أنظمتها القتالية المتطورة منظومة Hizir المضادة للطوربيدات من شركة Aselsan، ورادار SMART-S Mk2 ثلاثي الأبعاد، وأجهزة استشعار كهروضوئية SeaEye-AHTAPOT، ونظام الدفاع الجوي ALBATROS NG المجهز بصواريخ CAMM-ER من شركة MBDA. السفينة مسلحة بستة صواريخ أرض-أرض تفوق سرعتها سرعة الصوت من طراز P-282، ومدفع رئيسي من طراز ليوناردو سوبر رابيدو عيار 76 مم، ونظام Gokdeniz CIWS من شركة Aselsan، مما يجعلها من أحدث الفرقاطات العاملة حاليًا في العالم.

بدأ برنامج البحرية الباكستانية "ميلجم" (MILGEM)، بموجب اتفاقية ثنائية أُبرمت عام 2018، ويشمل أربع طرادات من فئة بابور، اثنتان منها بُنيتا في حوض بناء السفن البحري بإسطنبول واثنتان في حوض بناء السفن والهندسة بكراتشي بموجب اتفاقية نقل التكنولوجيا. وتُعد سفينة "بي إن إس خيبر" ثاني سفينة تُبنى في تركيا والثالثة من هذه الفئة بشكل عام. ويمثل هذا المشروع تقدمًا كبيرًا في قدرات بناء السفن المحلية في باكستان. وبالمقارنة مع نظيراتها الإقليمية مثل طرادات "ساعر 6" الإسرائيلية أو طرادات "ستيريغوشي" الروسية، تتميز طرادات فئة بابور بتنوع استخدامات وقدرة فائقة على الفتك، لا سيما من خلال دمجها للصواريخ الأسرع من الصوت ومزيج فريد من أنظمة الاستشعار والأسلحة متعددة الجنسيات.

ومن الناحية الاستراتيجية، يُعزز هذا البرنامج بشكل كبير قدرة باكستان على حماية مصالحها البحرية في المحيط الهندي، وهو مجال يشهد تنافسًا متزايدًا في ظل تنافسات إقليمية متنامية. وبالنسبة للهند، يُمثل إدخال طرادات من فئة بابور المجهزة بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بُعدًا جديدًا من التحديات الاستراتيجية. تتمتع هذه الفرقاطات بقوة هائلة على مسافات بعيدة، مما قد يُهدد الأصول البحرية الهندية الحيوية وخطوط الإمداد. من الناحية الجيوسياسية، يُعزز التعاون التركي الباكستاني سعي البلدين إلى تحقيق قدرات دفاعية مستقلة ونفوذ إقليمي أكبر. سيعزز النشر العملياتي لهذه الفرقاطات المتطورة قوة الردع البحرية الباكستانية، مما يوفر ثقلاً موازناً موثوقاً للقوة البحرية الهندية المتنامية، ويساهم في خلق بيئة أمنية بحرية أكثر تعقيداً وتنافسية في جنوب آسيا.

على الرغم من أن أرقام الميزانية الرسمية للبرنامج لا تزال غير مُعلنة، تُقدر قيمة مبادرة السفن الأربع بحوالي 1.5 مليار دولار، حيث مُنح العقد الأصلي لشركة ASFAT في عام 2018. يُظهر تسليم أول سفينة والتجارب البحرية الجارية لسفينة PNS Khaibar تقدماً مُطرداً. وبينما لم يُعلن عن أي عقود دولية جديدة حتى الآن، من المُرجح أن يجذب نجاح البرنامج انتباه عملاء التصدير المُحتملين الذين يبحثون عن فرقاطات متطورة ومتعددة الاستخدامات.

لا يُبرز هذا الإنجاز خبرة تركيا في بناء السفن فحسب، بل يُعزز أيضًا القوة المتنامية للشراكة الدفاعية بين تركيا وباكستان. ومن المتوقع أن تُصبح طرادات فئة بابور ركيزةً أساسيةً في الاستراتيجية البحرية الباكستانية المستقبلية، مما يُغير التوازن الاستراتيجي في المحيط الهندي، ويقود مرحلةً جديدةً من المنافسة البحرية الإقليمية.