أعلنت شركة أسيلسان، الرائدة في قطاع الإلكترونيات الدفاعية التركية والمدعومة من الحكومة، توقيع عقد إضافي بقيمة 1.3 مليار دولار مع السلطات التركية لتوسيع إنتاج مشروع القبة الفولاذية، وهو نظام وطني متكامل للدفاع الجوي والصاروخي. نشر خبر هذه الصفقة حساب سينتشري إكس التركي في 11 نوفمبر 2025، بما يعكس التزام تركيا بتعزيز دفاعاتها الجوية عبر بنية متعددة الطبقات ذاتية الاعتماد، وسط تصاعد التوترات الإقليمية. ويؤكد الخبراء أن هذا الاستثمار يعد من أكبر المشاريع الدفاعية المحلية في السنوات الأخيرة، ويشير إلى خطة البلاد لنشر النظام على مستوى واسع خلال الفترة القادمة.
يتميز مشروع القبة الفولاذية بكونه نظامًا متقدّمًا متعدد الطبقات لحماية المجال الجوي التركي والدفاع عن البنية التحتية المهمة والمناطق الحضرية والممرات الصناعية والقواعد العسكرية. وعلى خلاف أنظمة الدفاع التقليدية التي تركز على أهداف محددة، تُعتبر القبة الفولاذية منظومة متكاملة وقابلة للتنقل، قادرة على التصدي لمجموعة متنوعة من التهديدات، بما فيها الطائرات المسيرة الصغيرة، والذخائر المتسكعة، وصواريخ كروز، والأسلحة الباليستية قصيرة المدى.
عملت أسيلسان على تطوير هذا النظام بالتعاون مع جهات دفاعية تركية أخرى، حيث يتضمن المشروع شبكة متطورة تشمل الرادارات وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية ومنصات إطلاق النار وأنظمة القيادة المدمجة في مركز إدارة عمليات موحد. ضمن الإطار العام للنظام، تتوزع منصات مثل HİSAR-A+ وHİSAR-O+ وSİPER وGÜRZ وKORKUT وSUNGUR على ثلاث طبقات دفاعية مختلفة وفقًا لمدى وارتفاع كل منها. هذه الطبقات تشمل وحدات قصيرة المدى لحماية المستوى الأدنى، منظومات متوسطة المدى للطبقة الوسطى، وصواريخ بعيدة المدى مثل SİPER لتشكيل الدرع الخارجي.
في إطار العقد الجديد، تُخطط تركيا لتطوير ونشر معدات إضافية تشمل وحدات رادار ومنصات إطلاق محسّنة، ونظم استشعار أكثر تطورًا، بالإضافة إلى تحديث أنظمة القيادة والتحكم باستخدام الذكاء الاصطناعي. سيتم تصنيع هذه المكونات في منشآت أسيلسان بوادِ أوغولبي للتكنولوجيا في أنقرة التي جرى تحديثها حديثًا لاستيعاب الإنتاج الكبير لأنظمة الدفاع الجوي. من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2026، مع تحقيق تكامل كامل للمشروع على المستوى الوطني بحلول عام 2029.
على الصعيد الاستراتيجي، يسعى مشروع القبة الفولاذية إلى تحقيق أهداف تتجاوز تأمين المجال الجوي التركي إلى تعزيز السيادة التكنولوجية وتقليل الاعتماد على الموارد الخارجية في قطاعي الدفاع الجوي والصاروخي. تستفيد تركيا من دروس صراعات أوكرانيا وسوريا والقوقاز، حيث أظهرت الضربات الدقيقة والطائرات المسيرة منخفضة التكلفة قدرتها على إعادة صياغة قواعد المعارك الحديثة. وبهذا التوجه، تسعى البلاد إلى ضمان قدرة دفاعية مستقلة واسعة النطاق لمواجهة أي مستجدات مستقبلية.