أخبار: روسيا تطلق صواريخ بحرية من الدبابات والشاحنات

في الصراع الدائر في أوكرانيا، طورت روسيا أنظمة إطلاق الصواريخ، وابتكرت حلولا مدفعية جديدة لتعزيز قدراتها العسكرية. يتضمن التطوير الجديد قاذفات صواريخ تعتمد على هيكل MTLB المجنزرة وشاحنات Ural-4320، والتي يتم تسليحها بقاذفات صواريخ سوفيتية مضادة للغواصات من عيار RBU-6000 عيار 213 ملم، والمصممة في الأصل للحرب البحرية. كما تظهر بعض مقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي نظام إطلاق الصواريخ البحرية RBU-6000 المثبت على هيكل دبابة روسية من طراز T-80.

تشير هذه التعديلات إلى نهج مبتكر لاستخدام المعدات العسكرية الموجودة لأغراض جديدة، خاصة في سياق العمليات البرية. إن استخدام قاذفات الصواريخ المضادة للغواصات في الحرب البرية هو شهادة على الديناميكيات المتغيرة للاستراتيجية العسكرية والحاجة إلى التنوع في أنظمة الأسلحة.

وشهد الصراع في أوكرانيا تبادلا مكثفا للمدفعية، مما أدى إلى خسائر كبيرة في كلا الجانبين. ويعكس قرار إعادة استخدام الأسلحة البحرية للقتال البري الحاجة الملحة لتجديد المعدات المفقودة. ولم تكن الخسائر من حيث الكمية فحسب، بل أيضًا من حيث تعقيد الأسلحة، مما أثر على التوازن الاستراتيجي في الصراع. إن تكييف قاذفات الصواريخ البحرية للاستخدام الأرضي هو إجراء مبتكر، .

RBU-6000، المعروف باسم Smerch-2 في الخدمة الروسية، هو نظام إطلاق صواريخ مضاد للغواصات مصمم أصلاً للاستخدام البحري. وهي قادرة على إطلاق صواريخ 213 ملم مصممة لاستهداف وتدمير الغواصات على مدى قصير إلى متوسط. يتميز النظام عادة بوابل من الصواريخ التي يتم إطلاقها في تتابع سريع، مما يخلق نمطًا فتاكًا مصممًا لإعاقة الأهداف تحت الماء أو تدميرها.

مع تاريخ من الخدمة في القوات البحرية السوفيتية والروسية، فإن RBU-6000 معروف بموثوقيته وفعاليته في الحرب المضادة للغواصات. يعد تكييفها للاستخدام في سيناريوهات القتال البري ضد الأهداف السطحية خيارًا غير تقليدي ولكنه استراتيجي، حيث يعمل على الاستفادة من حمولتها شديدة الانفجار وقدراتها النارية المشبعة في بيئات القتال الأرضية.

يستخدم RBU-6000، المعروف بدوره في الحرب المضادة للغواصات، مجموعة متنوعة من الذخائر، بما في ذلك صاروخ 90R وقنابل العمق RGB-60. 90R هو صاروخ مضاد للغواصات يحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار مصممًا للانفجار على عمق محدد باستخدام صمامات الضغط الهيدروستاتيكي. يولد هذا التفجير موجة صادمة قوية تهدف إلى إتلاف أو تدمير هيكل الغواصة، مما يجعلها رصيدًا رئيسيًا في الاشتباكات البحرية ضد التهديدات تحت الماء. إلى جانب 90R، يمكن لـ RBU-6000 أيضًا نشر قنابل عمق RGB-60، والتي، على الرغم من أنها ليست صواريخ، تخدم غرضًا مشابهًا في استهداف الغواصات. يتم إطلاق هذه الشحنات في الماء وتهبط إلى أعماق محددة مسبقًا حيث تنفجر، مما يخلق موجات ضغط لإعاقة غواصات العدو أو تدميرها.

ويمتد مدى إطلاق النار لـRBU-6000 حتى 6000 متر، مما يسمح للسفن المجهزة بهذا النظام بالاشتباك مع الغواصات من مسافة آمنة. وتضمن هذه القدرة أن تتمكن السفن السطحية من الحفاظ على ميزة استراتيجية على التهديدات تحت الماء، وحماية نفسها وقوافلها من الهجمات المحتملة. إن تعدد استخدامات وفعالية ذخائر RBU-6000 يجعلها عنصرًا قيمًا في الترسانات البحرية، خاصة في البيئات التي يسود فيها تهديد حرب الغواصات.

إن إعادة استخدام الأسلحة البحرية لأغراض الحرب البرية تؤكد على الابتكار والقدرة على التكيف المطلوبين في الصراعات الطويلة الأمد. إن تطوير روسيا لقاذفات صواريخ جديدة تعتمد على هيكل MTLB وشاحنات Ural-4320، المجهزة بأنظمة RBU-6000، يعكس استجابة استراتيجية لخسائر المدفعية الكبيرة التي شهدها الصراع الأوكراني. يسلط هذا التعديل الضوء على الطبيعة المتطورة للتكتيكات العسكرية وأهمية التنوع في أنظمة الأسلحة وسط تحديات الحرب الحديثة.