سلمت تركيا رسميًا أربع مركبات مدرعة محلية الصنع من طراز كيربي 2 إلى البوسنة والهرسك، في المرحلة الأولى من حزمة تعاون دفاعي أوسع نطاقًا تتضمن تسليم 32 مركبة، وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة سراييفو تايمز في 27 يونيو 2025. يأتي التسليم عقب اتفاق تم التوصل إليه خلال اجتماع ثنائي في أنطاليا في أبريل الماضي بين وزير الدفاع التركي، يشار غولر، ونظيره في البوسنة والهرسك، زوكان هيليز. ومن المتوقع دمج المركبات في القوات المسلحة للبوسنة والهرسك بعد إتمام إجراءات التخليص الجمركي الاعتيادية.
يمثل هذا التسليم الأولي تعزيزًا استراتيجيًا لقدرات البوسنة والهرسك الدفاعية والحماية. تُعرف مركبة KIRPI II، وهي مركبة مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن (MRAP)، من إنتاج شركة BMC الدفاعية التركية، بميزاتها الوقائية المُحسّنة، وقدرتها العالية على الحركة على الطرق الوعرة، وملاءمتها لمهام حفظ السلام والأمن الداخلي. سيعزز نشرها بشكل كبير المرونة العملياتية للقوات العسكرية للبوسنة والهرسك في بيئات متنوعة التضاريس والتهديدات.
في موازاة ذلك، أعرب الوزير هيليز عن امتنانه لتركيا لتأكيدها التبرع بطائرتين بدون طيار من طراز Bayraktar TB2، كجزء من مبادرة دعم عسكري ثنائية موسعة. تشتهر هذه الطائرات بدون طيار من فئة MALE بقدراتها على الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) والضربات الدقيقة. تأتي هذه المساهمة مع حزمة تدريب كاملة للطيارين وفرق الدعم الأرضي، مما يضمن تكاملاً عملياتيًا سريعًا.
بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار برنامج الناتو لبناء القدرات الدفاعية (DCB)، حصلت البوسنة والهرسك على نظام طائرات بدون طيار تكتيكي أصغر حجمًا، وستحصل قريبًا على نظام مضاد للطائرات بدون طيار يهدف إلى تعزيز قدرتها على الصمود في وجه التهديدات الجوية منخفضة التكلفة. تُمثل هذه الأصول مجتمعةً نقطة تحول في جهود البوسنة والهرسك لتحديث بنيتها التحتية الدفاعية ومواءمتها بشكل أوثق مع معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو).
يعكس التعاون الدفاعي المتنامي بين تركيا والبوسنة والهرسك علاقة ثنائية تاريخية قوية ترتكز على روابط ثقافية وسياسية واستراتيجية. وقد دعمت تركيا باستمرار تكامل البوسنة والهرسك مع المحيط الأطلسي، ولعبت دورًا محوريًا في توفير التدريب العسكري والمساعدة الإنسانية ودعم حفظ السلام منذ فترة إعادة الإعمار بعد الصراع. وتُبرز هذه التسليمات الأخيرة التزام أنقرة الراسخ بدعم استقرار وتحديث قطاع الدفاع في البوسنة والهرسك، مع تعزيز نفوذها الاستراتيجي في غرب البلقان.
في أعقاب اتفاقية دايتون للسلام عام ١٩٩٥، بذل المجتمع الدولي جهودًا مكثفة لإنشاء قوات مسلحة موحدة واحترافية في البوسنة والهرسك، كركيزة أساسية للسلام طويل الأمد والتماسك الوطني. وقد قدم حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مساعدة بالغة الأهمية في نزع السلاح، ودمج الوحدات العسكرية المنقسمة عرقيًا، والإصلاح المؤسسي. أدى ذلك إلى إنشاء القوات المسلحة للبوسنة والهرسك (AFBiH) عام ٢٠٠٦ تحت هيكل قيادة واحد، بهدف ضمان الرقابة المدنية والتوافق التشغيلي مع أنظمة الدفاع الأوروبية الأطلسية. ويظل استمرار تدفق المساعدات الدفاعية والشراكات الاستراتيجية أمرًا حيويًا لاستدامة هذه الإصلاحات وتعزيز القدرة العملياتية للقوات العسكرية للبوسنة والهرسك.