ابتكارات تكنولوجيه: بطاريات شركة تسلا الجديدة و إستفادة الجيوش منها


بالرغم مما يشهده العالم في الآونة الأخيرة من صراع علي مصادر الطاقة المتمثلة في الوقود الحفري في بقاع كثيرة حول العالم....الا انه و في نفس الوقت لا يدخر العلماء جهدا من اجل خفض استهلاك البشرية من هذا الوقود للحفاظ علي البيئة من ظاهرة تغير المناخ....و لعل من اهم تلك الجهود و اكثرها تحقيقا لهذا التطور المنشود هي المجهودات المتعلقة بتصنيع السيارات الكهربائية...و لعل الشركة الأهم و الرائدة في هذا المجال هي شركة تيسلا للسيارات الكهربائية و صاحبها المهندس العبقري ايلون ماسك....و الذي يسعي ايضا لارسال البشر لاستعمار كوكب المريخ و البحث عن وسائل حياة مستدامة هناك.....و في هذا المقال سنعرض كيف نجحت تيسلا في تطوير بطارية سياراتها مؤخرا مع القاء الضوء علي نشأة هذا الكيان و سنوضح كيف سيؤثر هذا التطوير الكبير في عمليات تصنيع الأسلحة في المستقبل القريب.


شركة تيسلا و صناعة السيارات الكهربائية تأسست شركة تيسلا لصناعة السيارات علي يد المهندسيّن مارتن ايبرهارد و مارك تربيننج في عام ٢٠٠٣ و كان الهدف وقتها تصنيع سيارة تعمل بالكهرباء بدلاً من الوقود الحفري علي ان تكون سيارة ذات مستوي رفاهية عالي بهدف جذب الشريحة العليا من المجتمع و التي تهتم باقتناء سيارات فخمة و سريعة بالاضافة الي السعي لاظهار انفسهم كأصدقاء للبيئة باقتنائهم لسيارة خضراء تعمل بالطاقة النظيفة... و قد نجح المؤسسيّن في اقناع ايلون ماسك و عدد من المستثمرين في ضخ الاموال لشركتهم الناشئة و قد ساهم ايلون ماسك بالنصيب الاكبر في تلك الاستثمارات مما سهّل له الوصول لمنصب الرئيس التنفيذي للشركة في ٢٠٠٨ و عزل مارتن و مارك بعد الخسائر التي منيت بها الشركة في ذلك الوقت....و نجحت سياسات ماسك في تجاوز تلك الازمات حتي انها تحقق حاليا ً مكاسب بالرغم من التأثيرات السلبية لجائحة كورونا علي العالم اجمع.


 لقد سعت تيسلا خلال السنوات الماضية الي توظيف خيرة العقول في العالم في مجال تصميم و تصنيع بطاريات ايونات الليثيوم مثل تلك التي تستخدم في الهواتف الخلوية للاستفادة منهم في تصنيع بطاريات اقوي و افضل لسياراتها...و كذلك سعت للتعاون مع عدد من الجامعات في هذا المجال....و قد تكللت تلك الجهود بالمشروع الذي تم تنفيذه مع شركة صينية تسمي امبيريكس للتكنولوجيا المعاصرة Contemporary Amperex Technologies Ltd لانتاج بطارية لسياراتها ذات صلاحية عمل لمسافة مليون ميل و تقليل كمية الكوبالت المستخدم بها لانه العنصر الاغلي في عملية التصنيع و استبداله بمواد ارخص و صديقة للبيئة و هو ما يمثل قفزة نوعية في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية حيث انها تخفض تكاليف استهلاك الكهرباء في السيارة بحيث انها تصل الي اقل من١٠٠ دولار/كيلووات.ساعة....وهذا يجعل السيارات الكهربائية منافسة لاسعار مثيلاتها من نفس الفئة التي تعمل بالوقود الحفري...حيث ان ثمن السيارة الكهربائية حاليا اغلي بما يعادل 12,500 الي 19,000 دولار من مثيلاتها التي تعمل بالوقود و معظم هذا الفارق يتمثل في تكلفة البطارية....و سعر البطارية يمثل 30% من ثمن السيارة الكهربائية و هذا التطور سيخفض هذه النسبة الي 10% فقط من سعر السيارة ككل.... و هو ما يعني ان سعر السيارة الكهربائية  سيصبح متساوي مع سعر السيارة التي تعمل بالوقود خلال سنتين او ثلاث بالاكثر في المستقبل.


و نظرا لأن المشروع تم بالتعاون مع شركة صينية...فان اول انتاج لسيارات تعمل بتلك البطارية ستكون من فئة Model 3 و سيتم طرحها في الاسواق الصينية خلال نهاية عام ٢٠٢٠ او بدايات ٢٠٢١...و تتميز السيارة ال  Model 3 بقدرتها علي التسارع من صفر الي ٦٠ ميل/ساعة (١٠٠ كم/ساعة)  خلال ٤,٤ ثانية فقط....ويمكنها السير لمسافة ٣٢٢ ميل بالشحنة الواحدة (٥١٨ كم)...و تبلغ قدرة بطاريتها ب ٢٥٠ كيلووات.ساعة ....و العمر الافتراضي لبطاريتها حالياً ١٢٠ الف ميل.


و كما أعطت تيسلا طورا جديدا للحرب من اجل الحفاظ علي البيئة فباختراعها الجديد هذا ستعطي طورا جديدا للحروب التقليدية التي يقاتل فيها الفرد من اجل الحفاظ علي امنه و مقدراته و مقدساته.


ان تصنيع المركبات العسكرية القادرة علي العمل بمختلف التضاريس و جبهات القتال يستلزم ان تكون كفائتها الفنية مرتفعة مع انخفاض تكاليف شرائها و تشغيلها و صيانتها....و لعل هذا الانتصار العلمي الجديد سيحذو بمصنّعي المركبات العسكرية اللي ضرورة التفكير في تصنيع تلك المركبات بحيث تعمل بالكهرباء بدلاً من الوقود التقليدي....حيث انه و لأول مرة تقترب تكاليف تشغيل السيارة الكهربائية من تلك التي تعمل بالوقود التقليدي... و بالتالي فقد اكتسبت السيارة الكهربائية تلك الميزة التي كانت تتفوق بها السيارات التقليدية عليها....مع الوضع في الاعتبار الميزات الاخري التي تملكها السيارات الكهربائية مثل انه لا توجد زيوت محركات او ناقل الحركة بها و ارتفاع كفاءة المحرك بها عن محرك السيارة التقليدية بنسبة تصل الي ٢٠٪ ...و بالتالي لن تتبقي لدينا اي معوقات لوجيستية لاستخدام مركبات عسكرية تعمل بالكهرباء....الا توفير مصدر للشحن داخل الوحدات العسكرية و القدرة علي التنقل به في ميادين المعركة....بمعني ان تتوافر مركبة تكون عبارة عن مولد كهرباء لضمان توفير الشحن اللازم للمركبات خلال العمليات.