تقرير: حصار السفارة الايرانية فى لندن 1980

حصار السفارة الإيرانية 30 ابريل – 5 مايو 1980م



مقدمة :


قامت الاستخبارات العراقية والمتمثلة في المديرية التاسعة " فرع العمليات السرية " وبأوامر مباشرة من الرئيس العراقي صدام حسين حيث كلف سامي محمد علي والملقب " الثعلب " أحد كبار الضباط في المديرية التاسعة بالعمل على استهداف السفارة الايرانية في العاصمة البريطانية لندن وذلك ردا على ما تم من استهداف السفارة الامريكية في طهران واحتجاز 53 أمريكي ، حيث أرادت القيادة العراقية والمتمثلة في صدام حسين بإذاقة الحكومة الايرانية الجديدة ما فعلته تجاه السفارة الامريكية حيث أعتبرها صدام مجاملة لإدارة الرئيس الامريكي جيمي كارتر .

قام الضابط المسؤول عن العملية سامي محمد علي بالتواصل مع الشيخ هادي القليطي وهو احد شيوخ الاحواز اللاجئين في الاراضي العراقية وعلى صلة مع الجبهة الديمقراطية الثورية لتحرير الاحواز حيث رشح له 6 من أعضاء المنظمة ليقوموا بالمهمة . ، قام سامي محمد علي بإرسال الاعضاء الستة إلى معسكر تدريبي تابع للقوات المسلحة العراقية خارج العاصمة العراقية حيث تم تدريبهم على الاسلحة النارية واستعمال دوائر النسف والتدمير وعلى أعمال قتال حرب المدن حيث تم تجهيزهم في خلال عدة أشهر .

أنطلق الضابط سامي محمد علي و4 من أعضاء التنظيم إلى العاصمة البريطانية لندن تحت غطاء دبلوماسي حيث كانوا تابعين لوزارة الصناعة العراقية حيث أن الاعضاء الاربعة كانوا من العمال بصحبة رئيسهم العامل في وزارة الصناعة ولحقهم باقي الاعضاء في رحلة مختلفة تحت غطاء مسافرين في رحلة علاجية حيث تم تسكين المجموعة القتالية في مبنى سكني بواسطة طالب عراقي في منطقة Lexham Gardens في منطقة Kensington القريبة من السفارة الايرانية .

كان الضابط المسؤول عن العملية سامي محمد علي يتواجد في شقة سكنية في منطقة Earl's Court الواقعة جنوب منطقة Kensington في العاصمة البريطانية لندن والقريبة من مقر إقامة المقاتلين حيث قام بواسطة أحد العملاء العراقيين بإستلام شحنة الاسلحة من السفارة العراقية حيث وصلت الاراضي البريطانية عبر حقائب دبلوماسية وتم تسليمها للمقاتلين الستة حيث كانت تحتوي شحنة الاسلحة على عدد 3 مسدسات أتوماتيكية من نوع Škorpion vz. 61 و3 مسدسات من نوع browning 9mm بالاضافة مسدس Smith 38 Revolver وعدد من القنابل اليدوية والذخائر .

تم تجهيز المقاتلين بواسطة الطالب العراقي وبعض المتعاونين حيث تم تعريفهم بمهامهم وبالمكان المستهدف والاماكن المحيطة بمنطقة إعاشتهم لحين بدء ساعة الصفر وذلك في صباح يوم الاربعاء 30 ابريل 1980م .، " أول رحلة لهم في أوروبا واول زيارة لهم لاراضي البريطانية " . 

لقب الضابط المسؤول عن العملية سامي محمد علي بالثعلب من قبل المخابرات البريطانية والامريكية حيث هو المسؤول على عدد من العمليات الخارجية " تخريبية - اغتيالات " خارج القطر العراقي في عدد من الدول العربية والاوروبية .

30 ابريل – 1 مايو 1980م :
وفي صباح يوم الاربعاء 30 ابريل 1980م إقتحم أعضاء الجبهة الثورية لتحرير عربستان السفارة الايرانية الواقعة في شارع 16 Princes Gate في منطقة Knightsbridge في تمام الساعة 11:30 صباحا وتم إحتجاز 26 رهينة بداخل السفارة من ضمنهم الكونستابل تريفور لوك فرد الامن الدبلوماسي التابع لشرطة ميتروبوليتان وصحفي الBBC سيميون هاريس وباقي أعضاء طاقم السفارة والزائرين ، تم توزيع الرهائن في أماكن متفرقة من السفارة مع طلب أحد الاعضاء البدء في عمليات التفاوض حيث وفي الساعات الاولى تم حصار السفارة الايرانية من قبل السلطات البريطانية متمثلةً في شرطة متروبوليتان مع وحدة التفاوض .

تم قطع خطوط الهاتف على مبنى السفارة الايرانية مع توفير هاتف ميداني للتواصل والتفاوض بين السلطات البريطانية وأعضاء الجبهة الثورية ومع ذلك تواصل الكونستابل تريفور لوك أثناء احتجازه بداخل السفارة من هاتف سري مع العقيد مايك روز قائد وحدات SAS لابلاغه بما حدث .

مع حلول مساء يوم 30 ابريل قامت مجموعة من الكتيبة الثانية التابعة للفيلق 22 من وحدات SAS وانطلاقا من قاعدتها في Hereford التي تبعد 225 كم شمال غرب العاصمة البريطانية بالانطلاق نحو مقر السفارة الايرانية والتخفي بأزياء مدنية لاستطلاع المبدئي ولاتخاذ مواقعهم بجانب السفارة الايرانية في مبنى الكلية الملكية للممارسين العامين ، حيث وعلى الجانب الاخر بدأت الوحدة التقنية التابعة لشرطة متروبوليتان بمحاولة زرع كاميرات من خلال جدران الكلية الملكية المجاورة للسفارة الايرانية ولكن باءت المحاولة بالفشل في المرة الاولى بسبب الضوضاء ، قبل نهاية اليوم نجحت وحدات القوات الخاصة الجوية في رسم خطة تكتيكية لاقتحام مبنى السفارة مع بناء نموذج خشبي لطوابق وغرف السفارة الايرانية تمهيدا لتطبيق التدريب عليها .

وفي صباح يوم الخميس 1 مايو 1980م تم استئناف عمليات المفاوضات بين الطرفين حيث وبعد ان طالب أعضاء المنظمة بالافراج عن 91 عربي من السجون الايرانية في اليوم الاول ، طالبوا في اليوم الثاني ان يتم تحقيق المطلب الاول ومن ثم السماح لهم بالخروج عن طريق حافلة إلى المطار ليتم إخلاءهم للوجهة الذي يختارونها ، قوبلت جميع هذه الطلبات بالرفض التام والخضوع لاوامر الارهابيين من قبل رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر واستئناف عمليات المفاوضات لحين إتمام جاهزة فريق التدخل الذي كانت تحت إمرة وحدات القوات الخاصة الجوية SAS .

تواصلت السلطات البريطانية مع إدارة مطار هيثرو الدولي ان يتم التواصل مع جميع الطائرات المدنية بالهبوط التدريجي المنخفض أعلى السفارة الايرانية لعمل ضوضاء يسمح بعمل الوحدات التقنية لشرطة متروبوليتان بالحفر لزرع الكاميرات وأجهزة التسجيل لتعرف على الرهائن والمسلحين .

بعد ان تم تأكيد نقطة الانطلاق للقوات الخاصة من ناحية الكلية الملكية تمركز أفراد القوات الخاصة الجوية في ثكنة ريجينت بارك التابعة للقوات المسلحة البريطانية والذي يبعد 6 كم شمال السفارة الايرانية لبدء عمليات التدريب الخاصة بكيفية إقتحام السفارة الايرانية او السيناريوهات المتوقعة في مواجهة المسلحين في حال خروجهم من مبنى السفارة وإخلاء الرهائن .

2- 3 مايو 1980م :
مع بداية اليوم الثالث لحصار السفارة الايرانية إنتقلت السيطرة الامنية من شرطة لندن ميتروبوليتان إلى وحدات القوات الخاصة الجوية SAS حيث تم بناء مركز عمليات تكتيكي لقيادة مجموعات الاقتحام التابعة للقوات الخاصة الجوية خلف مبنى السفارة جنوبا في منطقة Kingstone House وذلك بقيادة الرائد هيكتور جولان رئيس عمليات مجموعة الاقتحام وذلك في مبنى مطل عالسفارة في الدور السادس يوفر رؤية واضحة للمنطقة الخلفية من السفارة الايرانية .

وفي نفس الوقت تقوم وحدة المفاوضات التابعة لشرطة الميتروبوليتان بالمماطلة في عمليات التفاوض من أجل إتمام جاهزية القوات الخاصة واستعدادها لعملية الاقتحام لتحرير الرهائن .

منذ اليوم الثاني من حصار السفارة الايرانية قامت قيادة القوات الخاصة الجوية SAS بتقسيم فريق الاقتحام إلى مجموعتين " فريق أحمر - فريق أزرق " حيث تم تكليف الفريق الاحمر بالارتكاز والاستعداد لاقتحام السفارة الايرانية من مبنى الكلية الملكية للممارسين العامين المجاور لمبنى السفارة ، وتم تكليف الفريق الازرق بالرجوع إلى ثكنة ريجينت بارك الواقعة في وسط العاصمة البريطانية .، في صباح يوم 2 مايو انضم الفريق الازرق للفريق الاحمر في نقطة الانطلاق " الكلية الملكية " وذلك لتفقد الخطط الموضوعة واستطلاع الاماكن المحتملة اقتحام السفارة من خلالها .

وأثناء ذلك تقوم وحدة المفاوضات التابع لشرطة العاصمة ميتروبوليتان بقيادة رئيس المفتشين ماكس فيرنون بعملية المماطلة في المفاوضات وإطمئنان قائد المسلحين بالاستجابة للمطالب في خلال يوم أو يومين بأقصى حد وذلك بعد ان أعلن القيام بنية المسلحين بعمليات اعدام الرهائن مع كل عملية تأخير من جانب السلطات البريطانية .

وفي صباح يوم السبت 3 مايو وفي اليوم الرابع من حصار السفارة الايرانية أعلنت نشرة التاسعة بيان المسلحين بداخل السفارة الايرانية ومطالبهم حيث تم إخلاء سبيل رهينة بعد ذلك كبادرة حسن نية حيث ومن بداية حصار السفارة الايرانية تم إخلاء سبيل رهينتين مما يجعل عدد الرهائن المتبقيين 24 رهينة من أصل 26 .

قام مجموعة من الفريق الازرق التابع للقوات الخاصة الجوية بعملية استطلاع في سطح مبنى السفارة الايرانية لاختيار موقع مناسب لعملية الاقتحام حيث تم الاقتراح بناء على عملية الاستطلاع بعملية هجوم ليلية من خلال منور يطل على قبة زجاجية في الدور الثاني من السفارة الايرانية والهجوم أثناء نوم الرهائن وحالة السكون من المسلحين لكن تم رفض هذا الاقتراح من قبل القيادة البريطانية لكي يتم إعطاء فرصة للمسلحين بالاستسلام والافراج عن الرهائن .، وبعد ذلك تم إقتراح خطة بديلة لاستدراج المسلحين خارج مبنى السفارة والقضاء عليهم أثناء توجههم إلى المطار بعملية هجومية على الحافلة التي تنقل المسلحين وبداخلها الرهائن إلا ان هذه الخطة هي الاخرى قوبلت بالرفض بسبب ضمان عدم نجاحها وخوفا على تكرار ما حدث في حادثة ميونخ 1972م والدخول في مواجهة مفتوحة يتم فيها القضاء على الرهائن .

4 مايو 1980م :
في اليوم الخامس من حصار السفارة الايرانية بلندن ، أفرج عن رهينتين بواسطة المسلحين وذلك بعد ان تم إذاعة بيان في السادسة مساء بمطالب المسلحين وللمرة الثانية وتبريرات العملية التي قامت بها الجبهة الثورية لتحرير عربستان ضد السفارة الايرانية حيث بقي عدد 22 رهينة محتجزة في السفارة من أصل 26 .

واحتشد جمع غفير من المتظاهرين الايرانيين ضد النظام الخميني أمام السفارة الايرانية داعمين للعملية مما حدى بالسلطات البريطانية إلى دفع الجماهير بعيدا عن مسرح العمليات خوفا على سلامتهم .

وعلى الجانب الاخر قامت الفرق المعنية بتحرير الرهائن المتمثلة في القوات الخاصة الجوية SAS بعمليات التدريب المكثف على اقتحام السفارة وتأمين الرهائن بأقل خسائر ممكنة والسيطرة على المسلحين وذلك بناء على النموذج الذي تم تصنيعه للسفارة الايرانية في ثكنة ريجينت بارك الواقعة شمال السفارة الايرانية ب6 كم وسط لندن .

اقتحمت قوة سرية من مكتب MI5 المخابرات الداخلية البريطانية السكن الخاص بضابط المخابرات العراقية المشرف على العملية سامي محمد علي في منطقة Earl's Court للقبض عليه إلا أنه غادر الأراضي البريطانية قبل عملية حصار السفارة الإيرانية بيوم واحد . 

5 مايو 1980م : 
الهجوم :-

وفي ظهر هذا اليوم وفي خضم المفاوضات الدائرة بين وحدة المفاوضات التابعة لشرطة الميتروبوليتان والمسلحين تطور الوضع وتم أخذ الرهينة عباس لافاساني كبير موظفي الصحافة في السفارة الايرانية والمعروف تأييده للثورة الخومينية تم إطلاق النار عليه بثلاث رصاصات في تمام الساعة 13:45 ظهرا أسفل السلم الرئيسي في الدور الاول من السفارة الايرانية وبجوار بوابتها الرئيسية والذي أدى إلى قيام القوات الخاصة الجوية بالاستعداد بالعملية الهجومية وإتخاذ كافة المواقع طبقا للاوامر بالاستعداد بالهجوم الفوري فور سماع طلقات نارية صادرة من داخل مبنى السفارة .

تم إخراج جثة عباس لافاساني خارج مبنى السفارة الايرانية وإخلاءه من قبل الوحدات الطبية تحت مرأى ومسمع الصحافة العالمية ووسائل التصوير التابعة لها القابعة بجانب مسرح الاحداث .

قامت رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر بإعطاء الضوء الاخضر بالبدء بالعملية الهجومية تحت إسم " العملية نمرود " بعد التقرير الصادر من وزير الداخلية وإحالة قيادة المهمة للعقيد مايك روز قائد وحدات القوات الخاصة الجوية SAS وفي تمام الساعة 19:07 مساء إنتقلت الفرقتين الزرقاء والحمراء إلى مواقعهم القتالية إستعدادا للبدء بالهجوم .

تم تكليف الفريق الاحمر من القوات الخاصة الجوية SAS بالاقتحام من الادوار العلوية من سطح السفارة الايرانية من الدور الرابع ومقابلة الفريق الاخر في الدور الثاني بعد السيطرة على المسلحين وإخلاء الرهائن وذلك من خلال المنطقة الخلفية لمبنى السفارة الايرانية .

تم تكليف الفريق الازرق بالهجوم على الدور الارضي على محورين :- الفريق الاول من الواجهة الرئيسية للمبنى من شرفة في الدورالاول وذلك بإنتقال قواتها من مبنى الكلية الملكية المجاورة الى شرفة الدور الاول من السفارة الايرانية والاقتحام من خلالها .، والفريق الثاني من المنطقة الخلفية لمبنى السفارة والهجوم من الدور الاول .

وأثناء عمليات الاستعداد للهجوم تم الطلب من قائد وحدة المفاوضات كبير المفتشين ماكس فيرنون بالقيام بعملية إلهاء قائد المسلحين وذلك بالقيام بالتفاوض معه وان ما طالب به في الطريق نحو السفارة .

وفي تمام الساعة 19:24م تم تفجير شحنة الإلهاء الموضوعة فوق القبة الزجاجية الموجودة في الدور الثاني من السفارة الايرانية معلنة بذلك بداية إقتحام فرق القوات الخاصة الجوية وذلك بعد الامر المباشر الذي أصدره الرائد هيكتور جولان رئيس عمليات مجموعات الاقتحام من مركز العمليات التكتيكي بالهجوم .

بعد تفجير شحنة الالهاء فوق القبة الزجاجية في الدور الثاني قام الفريق الازرق بعملية الهجوم حيث تم نسف الواجهة الرئيسية من شرفة الدور الاول لاقتحام الفريق الاول وذلك بالتزامن مع إقتحام الفريق الثاني للدور الاول في المنطقة الخلفية للسفارة .

أما الفريق الاحمر فبدأ بعملية الانزال بالحبال حيث علق قائد الفريق الاحمر بسبب خطأ تقني في حبل الانزال مما تسبب في إصابته بحروق في قدمه جراء الهجوم بالقنابل الصاعقة التي أحرقت ستائر النوافد ومع قطع الحبل الخاص به وسقوطه من على ارتفاع 12 قدم استكمل مع رفاقه مهمة الاقتحام .

دخل الفريق الثاني الازرق من المنطقة الخلفية للسفارة وذلك لتطهير الدور الاول والبدروم من المسلحين وإخلاء الرهائن ان وجدوا وذلك بالتزامن مع قيام الفريق الاول الازرق بالاقتحام من شرفة الدور الاول حيث تم تأمين الدور الاول والغرف المجاورة للشرفة ومقابلة الفريق الثاني القادم من المنطقة الخلفية والبدء في عملية الصعود إلى الدور الثاني لمقابلة الفريق الاحمر .

قام تومي بالمر وهو أحد أعضاء الفريق الثاني الازرق بالقيام بالقفز من الشرفة الخلفية إلى نافذة أخرى لاقتحام المبنى لفتح باب أحد الغرف الموصودة للفريق الذي ينتمي إليه وأثناء إقتحامه للمبنى صادف وجود أحد المسلحين وهو يحاول إحراق أساسات الغرفة مما أدى إلى هروبه بعد اطلاق النار على بالمر وادى إلى مطاردة داخل مبنى السفارة مما أدى إلى الاشتباك ومقتل أول المسلحين بداخل السفارة الايرانية .

كما قام قائد الفريق الاحمر المصاب بقتل أحد المسلحين وذلك أثناء مواجهته أثناء هروبه وتشتته من زخم الهجمات المفاجئة على مختلف المحاور وبعد ذلك تم إقتحام إحدى الغرف بالقنابل الصاعقة والذي كان يتواجد فيها الكونستابل تريفور لوك فرد الامن الدبلوماسي وتم إخلاء 4 رهائن أخرين من غرفة مجاورة بواسطة الفريق الاحمر .

وفي نهاية المطاف ومع تقابل الفريقين الاحمر والازرق في الدور الثاني تم إقتحام أحد الغرف الرئيسية للسفارة الايرانية وكان بداخلها 18 رهينة و4 مسلحين تم قتل 2 من المسلحين وهروب 2 آخرين في وسط الرهائن حيث تم إكتشاف أحد المسلحين وفي يديه قنبلة يدوية وتم قتله فورا في السلم الرئيسي للسفارة أثناء محاولته للهروب وتم القبض على الناجي الوحيد من المسلحين فوزي نجاد وذلك بعد اكتشافه في الحديقة الخلفية من السفارة الايرانية حيث هناك تم توقيف جميع الرهائن وتثبيتهم أرضا للكشف عليهم والفرز لتحديد اذا كانوا من الرهائن او من المسلحين .

نجحت عملية النمرود بشكل باهر رغم التوقعات المتعددة بحجم الخسائر الذي كان من الممكن ان تتسبب بها هذا الهجوم حيث تم الانتهاء من السيطرة على المسلحين وإخلاء الرهائن وذلك في خلال 17 دقيقة ما بين الساعة 19:24 - 19:41 م .

كانت خسائر عملية النمرود هي إصابة 2 من الرهائن ومقتل أحدهم وذلك أثناء عملية الهجوم بواسطة القوات الخاصة الجوية SAS .

عباس لافاساني كبير موظفي الصحافة قتل قبل عملية الاقتحام .
علي زاده موظف مؤقت في السفارة الايرانية قتل أثناء عملية الاقتحام .
أحمد دادجر مستشار طبي أصيب أثناء عملية الاقتحام
غلام علي أفروز القائم بأعمال السفارة الايرانية أصيب أثناء عملية الاقتحام

بعد ان نجحت العملية قامت مجموعات الاقتحام التابعة للقوات الخاصة الجوية بتسليم مسرح العمليات إلى شرطة العاصمة ميتروبوليتان مع تسليم المتهم الوحيد ناجي فوزي ، وإنسحبت القوات الخاصة الجوية إلى ثكنة ريجينت بارك الواقعة في وسط لندن شمال السفارة الايرانية والتي تبعد عنها 6 كم شمالا للإحتفال بنجاح العملية هناك .


تعتبر عملية النمرود " تحرير السفارة الايرانية في لندن " هي إحدى العمليات المهمة في التاريخ العسكري البريطاني حيث فاقت توقعات القيادة السياسية والعسكرية البريطانية في تنفيذها وخصوصا في مبنى أشبه بالحصن مليئ بالغرف وعدد من الرهائن تحت فوهات المسلحين مما يشكل خطورة على القوة المهاجمة والرهائن أثناء عمليات التحرير . 

تعتبر عملية النمرود هي البداية لمعرفة إحدى الافرع السرية التابعة للقوات الخاصة البريطانية حيث ان القوات الخاصة الجوية SAS لم تكن كانت تعرف من قبل هذا التاريخ حيث أنها تعتبر إحدى الوحدات الخاصة السرية التابعة للقوات الخاصة البريطانية ومنذ ذلك التاريخ تم التعريف بماهية القوات الخاصة الجوية SAS وبتاريخ عملياتها منذ الحرب العالمية الثانية مع ضمان الاحتفاظ بسرية مهامها إلى ان يتم الافراج عنها تاريخيا .