أخبار: الصين تكشف عن نسخة جديدة من نظام الدفاع الجوي HQ-9B بقدرات محسنة

كشف جيش التحرير الشعبي الصيني عن نسخة جديدة من نظام الدفاع الجوي بعيد المدى HQ-9B، مما يمثل تقدمًا كبيرًا في القدرات الدفاعية للبلاد. تقدم هذه النسخة الأخيرة من HQ-9B، والتي أكدتها الصور الأخيرة التي نشرتها القيادة المركزية للمسرح، تكوينًا جديدًا يسمح لكل قاذفة بحمل ما يصل إلى ثمانية صواريخ أرض-جو أصغر وأخف وزنًا، مما يضاعف السعة السابقة لأربعة صواريخ أكبر. يسلط هذا التحسين الضوء على قدرة النظام على التكيف مع سيناريوهات التهديد المختلفة، وخاصة من خلال توفير طبقات إضافية من الدفاع ضد الأهداف ذات المدى الأقصر.

وفقًا لتقارير من جلوبال تايمز، تم تصميم هذه الصواريخ الأصغر حجمًا خصيصًا لتكملة الصواريخ الأطول مدى المستخدمة تقليديًا بواسطة HQ-9B، وبالتالي زيادة مرونة النظام وفعاليته بشكل عام. يستمر HQ-9B، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أكثر أنظمة الصواريخ أرض-جو تقدمًا في العالم، في التطور استجابة للتهديدات الناشئة.

إن نظام HQ-9 الأصلي هو نظام دفاع جوي متوسط ​​إلى طويل المدى طورته شركة China Precision Machinery Import & Export Corporation (CPMIEC) في الصين. وقد تم تصميمه لاعتراض وتدمير الأهداف مثل الطائرات والصواريخ المجنحة والصواريخ جو-أرض والصواريخ الباليستية التكتيكية، وقد استوحى نظام HQ-9 في البداية إلهامه من نظام Patriot الأمريكي، حيث يتضمن نظام توجيه طرفي Track-Via-Missile (TVM). يتميز نظام الصواريخ هذا المكون من مرحلتين، والمثبت على هيكل شاحنة Taian TAS-5380 مقاس 8x8، بأربع حاويات صواريخ لكل مركبة، حيث تم تجهيز كل صاروخ برأس حربي يزن 180 كجم قادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى 4.2 ماخ، ومدى أقصى يبلغ 200 كيلومتر، وارتفاع 30 كيلومترًا.

يعد نظام HQ-9 فعالاً بشكل خاص بسبب راداره ثلاثي الأبعاد HT-233، والذي يمكنه تتبع ما يصل إلى 100 هدف جوي والاشتباك مع أكثر من 50 هدفًا في وقت واحد. وقد تبنت العديد من الدول، بما في ذلك الصين والجزائر والمغرب وتركمانستان وأوزبكستان، نظام الدفاع الجوي هذا، وهو قادر على دمج أنواع مختلفة من الرادار، بما في ذلك الرادارات المضادة للصواريخ الباليستية والمضادة للتخفي. كما يتم نشر نظام HQ-9 في بطاريات تتضمن مركبات متعددة للقيادة والتحكم والرادار والإطلاق، مما يوفر تغطية فعالة ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية والباليستية.

إن البديل الجديد HQ-9B هو نتيجة لاختبارات صارمة أجرتها القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني. والجدير بالذكر أنه خلال تمرين في مايو 2021، تم نشر نسخة مطورة من نظام HQ-9 بواسطة لواء صواريخ إلى موقع يبعد 500 كيلومتر في تضاريس غير مألوفة. وقد أظهر التمرين، الذي تم إجراؤه في ظل ظروف صعبة بما في ذلك الظلام وانخفاض درجات الحرارة والعواصف الرملية، دقة النظام وموثوقيته، حيث اعترض بنجاح أربع مركبات جوية بدون طيار بأربع طلقات.

يبرز نظام HQ-9B باعتباره نظام الصواريخ أرض-جو بعيد المدى الأكثر إنتاجًا خارج روسيا، وغالبًا ما تتم مقارنته بنظام S-400 الروسي. ومثله كمثل نظام S-400، تم تصميم نظام HQ-9B ليكون عالي الحركة، مع صواريخه وراداراته ووحدات القيادة المثبتة على شاحنات متحركة لتعزيز القدرة على البقاء في سيناريوهات القتال. هذه الميزة، جنبًا إلى جنب مع مداه البالغ 250 كيلومترًا وقدرته على تغطية ما يقرب من 200000 كيلومتر مربع برادار بزاوية 360 درجة، تجعل نظام HQ-9B أداة هائلة في ترسانة الدفاع الصينية.

إن قدرة النظام على الإطلاق البارد، والتي تسمح بالاشتباك في جميع الاتجاهات، تعزز مرونته التشغيلية بشكل أكبر. كما تمثل التحسينات في أجهزة الاستشعار وروابط البيانات ترقية كبيرة عن سابقتها، HQ-9A، التي دخلت الخدمة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وعلى الصعيد الدولي، حقق HQ-9B نجاحًا، حيث تم تصديره إلى دول مثل تركمانستان وأوزبكستان وباكستان والمغرب. وعلى الرغم من الضغوط للتوافق مع معايير حلف شمال الأطلسي، اختارت صربيا نسخة أخف من النظام، HQ-22، مما يسلط الضوء على الجاذبية العالمية لتكنولوجيا الدفاع الجوي الصينية.

إن النشر الاستراتيجي لـ HQ-9B في مناطق حساسة مثل Fiery Cross وSubi وMischief Reefs في جزر سبراتلي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي يؤكد بشكل أكبر على التزام الصين بالدفاع عن مطالباتها الإقليمية. ويشكل هذا النشر مؤشرًا واضحًا على استعداد الصين لتأكيد قدراتها العسكرية في منطقة تتسم بالنزاعات المستمرة والتوترات المتزايدة.