في 15 يوليو 2024، قامت شركة الطائرات المتحدة (UAC) بتسليم الدفعات الأولى من طائرات MiG-31 المحدثة إلى وزارة الدفاع الروسية لهذا العام، مما يمثل أول تسليم لهذا النموذج لعام 2024. بعد سلسلة من المناورات الأرضية والجوية الاختبارات التي أكدت المتطلبات المحددة، تم إرسال الطائرات إلى قواعدها الدائمة. لعبت طائرة MiG-31BM دورًا حاسمًا في الصراع في أوكرانيا، مع العديد من عمليات إسقاط الطائرات الأوكرانية من طراز Su-25 وSu-24.
تم نقل الطائرات من قبل مصنع طائرات نيجني نوفغورود "سوكول"، وهو جزء من UAC، إلى الوحدات القتالية التابعة لقوات الفضاء الروسية. تضمن التحديث في "سوكول" ترقيات لنظام التحكم في الأسلحة، والرادار الموجود على متن الطائرة، وأنظمة تبادل البيانات، بما يتوافق مع المعايير العسكرية MIL-STD-1553B وMIL-STD-1760. وتضمنت التحسينات الإضافية تحديث معدات المؤشرات في كابينة الطيار والمشغل وتركيب محطة جديدة لتبادل المعلومات التكتيكية.
طائرات MiG-31BM التي تخضع للتحديث هي طائرات MiG-31B عادية تمت إزالتها من التخزين وخرجت من الخدمة مؤقتًا. تتضمن الترقية الأساسية دمج نظام التحكم في الأسلحة RP-31MA Zaslon-AM مع رادار 8BM، الذي يتميز بجهاز كمبيوتر رقمي جديد على متن الطائرة Baget-55-06، ليحل محل Argon-15A الأقدم. ويعزز هذا النظام قدرات الكشف والتتبع، حيث يمكن اكتشاف الأهداف بمساحة 3 أمتار مربعة على مسافة 320 كيلومترًا والتتبع التلقائي على مسافة 280 كيلومترًا. يمكن للنظام تتبع 24 هدفًا في وقت واحد والاشتباك مع ستة منها بالصواريخ، وهو تحسن عن قدرة الإصدار السابق البالغة عشرة وأربعة على التوالي.
يمكن اكتشاف الأهداف ذات منطقة الانعكاس الفعالة الأصغر والسرعات العالية، مثل تلك التي تصل إلى 1000 متر في الثانية، على مسافة 135 كيلومترًا. بالإضافة إلى ذلك، تم الآن دمج صواريخ R-37M طويلة المدى، والتي لديها مدى اعتراض للأهداف المناورة يصل إلى 230 كيلومترًا، في تسليح الطائرة.
يبلغ طول الطائرة MiG-31BM حوالي 22.69 مترًا، وطول جناحيها 13.46 مترًا، وارتفاعها 6.15 مترًا، وهي نسخة محدثة من الطائرة الاعتراضية MiG-31 Foxhound التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وتم تطويرها لأداء أدوار متنوعة تتجاوز واجبات الاعتراض الأصلية. تم تصميم MiG-31 في الأصل لتحل محل MiG-25 Foxbat، ودخلت الخدمة في أواخر السبعينيات، وتم إنتاج أكثر من 500 وحدة قبل توقف الإنتاج في التسعينيات. ويهدف برنامج تحديث MiG-31BM، الذي بدأ في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلى إطالة عمر خدمة الطائرة وتحسين قدراتها التشغيلية للحرب الجوية المعاصرة.
تتضمن الطائرة MiG-31BM تعديلات جوهرية، بما في ذلك إلكترونيات الطيران المتقدمة، ونظام رادار جديد متعدد الأوضاع، ونظام مطور للتحكم في الأسلحة. يستطيع رادار Zaslon-M اكتشاف الأهداف على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر وتتبع 24 هدفًا في وقت واحد. تمت ترقية قمرة القيادة بشاشات عرض حديثة وروابط بيانات رقمية. تتيح هذه التحسينات للطائرة MiG-31BM القيام بمهام مختلفة، مثل القتال جو-جو وجو-أرض والاستطلاع وقمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD).
فيما يتعلق بالقدرات القتالية، يمكن للطائرة MiG-31BM أن تحمل صواريخ جو-جو مختلفة بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ جو-جو R-33 وR-37 وR-77، وصواريخ KH-31P وKH-58، وصواريخ KH-59 المضادة للإشعاع وصواريخ جو-أرض. كما أنها قادرة على نشر صاروخ كينزال الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، والذي يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ ويستهدف مسافات تصل إلى 2000 كيلومتر. مدعومة بمحركين توربينيين من طراز Soloviev D-30F6، تبلغ سرعة الطائرة MiG-31BM القصوى 3000 كم / ساعة وسقف الخدمة 20600 متر. ويتيح نطاقها الواسع، المعزز بخزانات وقود إضافية وقدرات للتزود بالوقود في الجو، الاستجابة بسرعة للتهديدات المحتملة وتغطية مسافات شاسعة.
لعبت طائرة MiG-31BM دورًا مهمًا في الصراع الدائر في أوكرانيا، حيث أن الطائرة مجهزة الآن بصواريخ R-37M، والتي يمكنها الاشتباك مع أهداف تصل إلى مسافة تصل إلى 300 كيلومتر. وقد مكنت هذه القدرة بعيدة المدى MiG-31BM من اعتراض الطائرات الأوكرانية بنجاح، بما في ذلك إسقاط طائرات Su-25 وSu-24 المؤكدة. وتمركزت هذه الصواريخ الاعتراضية في مواقع استراتيجية مثل شبه جزيرة القرم وبيلاروسيا، مما أدى إلى تعزيز الدفاع الجوي الروسي ومدى هجومه. واضطر الطيارون الأوكرانيون إلى تبني مناورات مراوغة لمواجهة هذا التهديد، على الرغم من أن سرعة الطائرة MiG-31BM وارتفاعها وتكنولوجيا الصواريخ جعلت منها خصمًا صعبًا. على الرغم من بعض المراوغات الناجحة، ظلت طائرة MiG-31BM فعالة في الحفاظ على التفوق الجوي لروسيا، مما أدى إلى تعقيد العمليات الجوية الأوكرانية.