كشفت باكستان عن نموذج طائرتها المقاتلة المستقبلية، JF-17 PFX، والمعروفة أيضًا باسم المقاتلة التجريبية الباكستانية، في معرض IDEAS 2024 الذي أقيم في كراتشي من 19 إلى 22 نوفمبر. يمثل هذا المشروع الطموح خطوة كبيرة إلى الأمام في طموحات البلاد في مجال الطيران. تهدف JF-17 PFX، التي تم تقديمها كطائرة من الجيل 4.5، إلى تحديث أسطول القوات الجوية الباكستانية مع تعزيز الاستقلال الاستراتيجي للبلاد. ومن المتوقع أن يتم تطوير الطائرة بالكامل بحلول نهاية العقد، ومن المتوقع دخولها الخدمة في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
تتميز JF-17 PFX، وهي جهد تعاوني بين المجمع الباكستاني للطيران وشركة تشنغدو للطائرات في الصين، بطموحاتها التكنولوجية المتقدمة. تم تصميم الطائرة لتتفوق على قدرات إصدارات JF-17 Thunder السابقة، وخاصة Block III، وستتميز الطائرة بابتكارات رئيسية مثل رادار AESA (مجموعة المسح الإلكتروني النشط) المطوَّر محليًا والصواريخ جو-جو بعيدة المدى مثل PL-15 الصينية. تهدف هذه التحسينات إلى تزويد باكستان بقدرات جوية تنافسية لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.
يعد تصميم المحركين لطائرة PFX بتحسين القدرة على المناورة وزيادة سعة الحمولة، في حين من المتوقع أن يؤدي استخدام المواد المركبة إلى تقليل توقيع الرادار الخاص بها. تهدف هذه التطورات إلى جعل JF-17 PFX منافسًا جادًا للطائرات المقاتلة المتقدمة الأخرى في المنطقة، مثل Tejas MkII الهندية. تسلط الأخيرة، التي قيد التطوير من قبل الهند، الضوء على التنافس الاستراتيجي المستمر بين البلدين. بينما تعمل الهند على نسخة محسنة من طائرتها المقاتلة المحلية، مع التركيز على زيادة المدى وتحسين الإلكترونيات الجوية، تسعى باكستان إلى موازنة ذلك بطائرة أكثر تقدمًا وقدرة.
إن برنامج PFX هو جزء من استراتيجية باكستان الأوسع نطاقًا للحد من الاعتماد على الموردين الأجانب وتعزيز قدرات الإنتاج الدفاعي المحلية. حاليًا، يتم تصنيع 58٪ من مكونات JF-17 محليًا بواسطة PAC، لكن باكستان تهدف إلى زيادة هذه الحصة لتحقيق استقلالية الإنتاج الكاملة لـ PFX. لا تتعلق هذه المبادرة بتحديث القدرات الجوية للبلاد فحسب، بل تتعلق أيضًا بوضع باكستان كلاعب ناشئ في صناعة الطيران العسكري العالمية.
ومع ذلك، يواجه المشروع تحديات كبيرة. سيتطلب تطوير JF-17 PFX استثمارات كبيرة وخبرة فنية متقدمة وإدارة فعالة للموارد. ستحتاج باكستان أيضًا إلى التنقل في بيئة دولية معقدة، والحفاظ على تعاونها الاستراتيجي مع الصين مع تنويع شراكاتها.
تمثل JF-17 PFX خطوة حاسمة للطيران العسكري الباكستاني، حيث تمتد أهميتها إلى ما هو أبعد من حدود البلاد إلى التنافس الاستراتيجي التاريخي بين باكستان والهند. منذ تقسيمهما في عام 1947، تنافست الدولتان ليس فقط على الأراضي المتنازع عليها مثل كشمير ولكن أيضًا على التفوق العسكري في منطقة شديدة التقلب. وفي رد على عمليات الاستحواذ العسكرية الهندية، بما في ذلك طائرات رافال الفرنسية والتطورات المحلية مثل تيجاس Mk2، تعتمد باكستان على PFX لإنشاء قوة ردع موثوقة والحفاظ على موقعها الاستراتيجي.
وفي حين تسعى باكستان إلى تعزيز الاعتماد على الذات من الناحية التكنولوجية وتحديث أسطولها بطائرة مقاتلة من الجيل 4.5، تعمل الهند على تطوير تيجاس Mk2 للحفاظ على تفوقها الاستراتيجي. وترمز هاتان الطائرتان، المصممتان للتنافس من حيث المدى والإلكترونيات والقدرات الهجومية، إلى سباق تكنولوجي يهدف إلى تأمين التفوق الجوي. وفي هذا السياق، لن يتم تقييم نجاح JF-17 PFX على أساس أدائها الفني فحسب، بل وأيضًا على قدرتها على التأثير على توازن القوى في جنوب آسيا، وهي المنطقة التي يتم فيها مراقبة أي تقدم عسكري عن كثب من قبل الجيران والمجتمع الدولي.